جريدة جريدة وطني

ما هو الوطن؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما هو الوطن؟, اليوم الاثنين 23 سبتمبر 2024 04:40 صباحاً

على لسان طالب: في حصة التعبير طلب مني الأستاذ أن أكتب عن منزلي (أين يقع، صفاته، سكانه، هل أحبه، وهل أرضى السكن عند الجيران عوضا عن والدي وإخوتي). موضوع قد ينتهي في صفحة وقد يكون كتابا، نستطيع أخذ صور للمنزل ونستطيع رسمه من ذاكرتنا بكل التفاصيل كما هو وكما نحب أن يكون.

أخي الأكبر في الغرفة العلوية وأخي الصغير بجوار غرفة والدي، والدي يتكفل بإطعامنا وحمايتنا، ووالدتي تساعدنا أن نحافظ على نظافته وهدوئه والسعادة التي توفرها لنا.

هناك غرفة رئيسية نجتمع فيها مع والدي، هناك قوانين تحكم نظام البيت، هناك أسرار تخص أسرتنا وبيتنا، وهناك أعياد نحتفل بها.

بجوار منزلنا مسجد كبير يحضر إليه كل سكان الحي يوميا، هذا المنزل هو الوطن.

الوطن الثاني هو المدرسة.. أحفظ أبعادها، أعرف سكانها، أتجول فيها فرحا أنهل من منابعها وأرتوي من مائها العذب، أزداد سموا في كل صباح وأنا أردد نشيد العلم، وأقف تحية للمعلم، أتباهى بشعارها على الزي الخاص بي، أحترم قوانينها وأدين لها بالولاء، أصفق لفريقها القومي وأفتخر بأن أحد طلابها حاز على بطولة، نجتمع على الصلاة كل يوم ونحتفل ونحن نعيش أعيادها.

إذا ما هو الوطن..؟

الوطن هو كل ما سبق، هو الأمان الذي لا تجده في مكان آخر، هو الألفة التي تصافحها في طرقاته وشوارعه، هو المناخ الذي اعتدت، الأكل الذي تشتهيه، وجوه المارة التي تشبه وجه أمك وأبيك، إخوتك يقنطون في الجانب الآخر من الطريق، وجدك يسكن ذلك الوادي.. نتحدث عن الوطن ونحن نشاهده بجهاته الست (فالجهات ليست أربع) راية التوحيد من الأعلى، ثروة البلاد في ترابها وأعماق أرضها، تنير شرقها قبلة المسلمين ومكان القلب في صدرونا، وفي غربها اللآلئ والمرجان تزين سماءها وجيد نسائها، أما عن شمالها فهناك حضارات سادت وحفرت صفحات من التاريخ على جبالها، وفي جنوبها تزهر تلال خضراء تعانق السحاب.

من أين نبدأ الحديث عن الوطن، ونحن نتقلب في رحمة الله وعظمته تحت لواء لا إله إلا الله وهجرة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

كيف يكون الحديث وقد من الله علينا بمؤسس جاهد من أجل توحيد لواء الجزيرة ولم شمل أهلها وإرساء الرخاء في صحرائها وهضابها.

أمن وأمان، عز ورخاء، عدل وعطاء.. لا نخشى ظلما ولا نخاف من ضيم، وطن يتوارث الحفاظ عليه وخدمته الأبناء والأحفاد، شغلهم الشاغل أن نكون بخير. كل عام ونحن نحلم ونحقق، نرى في الأفق رياض نخلها يعانق السحاب.

أخبار متعلقة :