الشارقة: مها عادل
تعد النباتات باختلاف أنواعها من أهم مصادر الحياة للبشر وللكائنات الحية على الأرض، فمنها ما يمدنا بالغذاء ومنها ما نستخلص منه العلاجات للعديد من المشاكل الصحية، كما أنها من مصادر الجمال والبهجة للروح والنفس، لما تتميز به من أشكال وألوان تسر الناظرين وما تتمتع به من روائح جميلة يستخلص منها أرقى أنواع العطور.
و لكن الغريب الذي قد يخفى على الكثير منا، هو وجود أنواع من النباتات الشائعة، صنفتها الدراسات العلمية المتخصصة بأنها فتاكة.
ومن أشهر هذه النباتات السامة، نبات يُعرف باسم «الأقونيطن»، يتميز بوجود أزهار توصف بأنها تشبه قلنسوات الرهبان. لكن هذا النبات يُعرف كذلك بأسماء أخرى مثل «خانق الذئب» و«خوذة الشيطان» و«ملكة السموم». وينتمي إلى عائلة نباتية تحمل اسم «الحوذان» أو «رِجل الغراب». وهو من النباتات التي توصف بأنها الأكثر فتكاً في العالم.
وعلى الرغم من أن جذور هذا النبات تشكل الجزء الأكثر سُميّة فيه، فإن أوراقه قد تضم بين جنباتها جرعة من السم أيضاً. وتحتوي الجذور والأوراق على سم يؤثر في الجهاز العصبي للإنسان ويمكن امتصاصه من خلال الجلد.
وتتمثل الأعراض الأولية للتعرض لهذا السم في الإحساس بوخزٍ خفيف وخدر في المنطقة التي لامست النبات. أما في حالة تناول السم عن طريق الفم فتتمثل تلك الأعراض في الإصابة بقيء وإسهال شديديّن. وبخلاف تسبب هذا السم في إصابة من يتعرض له باضطرابات حادة في الجهاز الهضمي، فإنه يؤدي كذلك إلى تباطؤ سرعة ضربات القلب، ما قد يفضي إلى الوفاة.
وتتمحور النظريات الشائعة في هذا الشأن حول أن تلك السموم قد تطورت بداخل النباتات بصفتها وسيلة دفاعية. وفي أنواع نباتية بعينها يمكن أن تقوم بإفساد المركبات الكيمياوية، التي تُفرز من أجل مواجهة الكائنات الدقيقة والآفات التي تنقلها الحشرات. كما يمكن أن يتفاقم التأثير الضار في بعض النباتات بسبب ظاهرة تُعرف باسم «التسمم الناجم عن الضوء»، تنجم عن تلامس المواد الكيمياوية التي تفرزها النباتات وجلد الإنسان، وما يعقب ذلك من تفاعل بين المنطقة التي لامستها تلك المواد وأشعة الشمس، ما يؤدي إلى حدوث حروق دائمة. ويعد نبات «هرقل» العملاق من أشهرها، والمفاجأة الصادمة أن «النباتات الصديقة» مثل الجزر والكرفس والليمون الحامض، يمكن كذلك أن تضر بجلد الإنسان إذا ما لامسها في ظل ظروف غير مواتية.
0 تعليق