الروميّ.. ثمانية قرون من الحضور في الشارقة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في إطار استعداد إمارة الشارقة لاستضافة مهرجان «تنوير»، وبرعاية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) ومؤسسة وصاحبة رؤية المهرجان، ينظم بيت الحكمة في الشارقة معرضاً بعنوان «جلال الدين الروميّ: 750 عاماً من الغياب.. ثمانية قرون من الحضور»، خلال الفترة من 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، حتى 14 فبراير/ شباط المقبل، ليستكمل رؤية ورسالة المهرجان الذي استوحى شعاره «أصداء خالدة من المحبة والنور»، من حكمة الروميّ.
بدور القاسمي: تجربة ترسخ نهج الإمارة في تبني القيم الإنسانية
يأتي تنظيم المعرض في إطار التعاون بين الهيئة، والإدارة العامة للتراث الثقافي والمتاحف في وزارة الثقافة والسياحة بالجمهورية التركية، والذي اتفق بموجبه كل من مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، ود. ناجي باكيرجي، مدير متحف «مولانا» في قونيا، على إعارة بيت الحكمة عدداً من القطع المتحفية، تمهيداً لعرضها أمام جمهور الشارقة والإمارات في هذه الفعالية التي تهدف إلى الاحتفاء بإرث جلال الدين الروميّ، والتعريف بأعماله الأدبية ومسيرته الروحية الممتدة على مدار ثمانية قرون.
إثراء التجارب
قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: «عند الحديث عن هذا النوع من الفعاليات، فإننا نعيد تعريف مفهوم وأثر الفعل والحراك الثقافي، حيث تتجاوز تطلعاتنا إثراء تجارب المجتمعات المعرفية لتصل إلى ترسيخ القيم الإنسانية السامية، ومنح الجمهور فرصة لتحقيق التوازن في عالم سريع التغير، كما نؤكد أن الثقافة يتسع أفقها وتأثيرها من خلال العمل المشترك والتعاون والبناء، وهذا ما نجحت الشارقة في تفعيله على أرض الواقع في كل خطوة تخطوها نحو ترسيخ مقومات مشروعها الحضاري الرائد».
وأضافت: «تكمن أهمية هذا المعرض في تسليط الضوء على حياة شخصية استثنائية تركت بصمة عميقة في تاريخ الفكر الإنساني، فمع أهمية العقلية المادية التي تضمن إصلاح شؤون الحياة، يذكّرنا الروميّ بأهمية الجانب الروحي في حياة الإنسان، ودور المعرفة في تطوير الذات وتحقيق السعادة، والسمو بالروح من خلال استكمال فضائل النفس، وفي ظل التحديات التي تواجه العالم، فإن العودة إلى إرث الروميّ تعني إعادة تأكيد قيمة الإنسان، وضرورة بناء مجتمعات ترتكز على قيم المحبة والتسامح والصفاء الروحي».
رؤية ورسالة
قالت مروة العقروبي: «يأتي الإعلان عن هذا المعرض الاستثنائي كتتويجٍ للزيارة الأخيرة التي قامت بها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي إلى مدينة قونيا، وتحديداً إلى متحف مولانا الذي يخلد إرث الشاعر والفيلسوف الكبير جلال الدين الرومي. ويعكس هذا الإعلان إيماننا العميق بأهمية المبادرات الثقافية التي تدعم رؤية الشارقة ورسالتها، بما يحقق فائدة للمجتمع المحلي والعربي ويمتد أثره ليشمل المجتمع الإنساني بأسره».
وتابعت: «من هذا المنطلق، فإننا نحرص على تنظيم فعاليات نوعية تعزز شراكاتنا داخل الإمارات وخارجها، ما يسهم في ترسيخ مكانة بيت الحكمة كمركز ثقافي تفاعلي مؤثر في بناء مجتمعات تعتز بالمعرفة وتتبنى التعلم المستمر منهجاً للنهضة والتنمية الشاملة والمستدامة التي تقودها الدولة على جميع الأصعدة».
ثلاث مراحل
يتكوّن المعرض من ثلاث مراحل تعكس مسيرة حياة جلال الدين الروميّ، متخذة من قصائده وأفكاره مصدر إلهام، ويتم تقديم كل مرحلة بصرياً بطريقة فنية مستوحاة من عالم الروميّ وتراثه الذي يجسد عمق فلسفته وتأثيره الممتد. في المرحلة الأولى، يستكشف جمهور المعرض الفترة الأولى من حياة الروميّ بدءاً من مسقط رأسه في مدينة بَلْخ، مروراً برحلات الهجرة المختلفة التي قادته إلى قونيا بصحبة أسرته.
وتبحر المرحلة الثانية في الرحلة الروحانية للروميّ، منذ أول لقاء جمعه بمعلمه وملهمه الروحي شمس الدين التبريزي، ورحلته في البحث عن الحقيقة والتغيير الجذري الذي طرأ على فلسفته وتعاليمه عقب هذا اللقاء، قبل الانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة التي تتناول التأثير الممتد للرومي من خلال أشعاره العميقة وأفكاره المتدفقة عن الحب الإلهي والتأمل الروحي.
يقام المعرض بالتعاون والشراكة بين بيت الحكمة وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة داخل الدولة، هي دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، وهيئة الشارقة للمتاحف، ودار المخطوطات الإسلامية، ومؤسسة بارجيل للفنون، ومصرف الشارقة الإسلامي.

أخبار ذات صلة

0 تعليق