منى المري لـ «الخليج»: تمكين الإماراتية أحد مبادئ قيام الدولة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حوار: جمال الدويري

أكدت منى غانم المري نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة والعضو المنتدب أن دعم وتمكين المرأة شكّل واحداً من المبادئ التي قامت عليها دولة الإمارات، إيماناً من قيادة الدولة بأهمية دورها في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة.
وقالت في حوار خاص مع«الخليج»: إن هذا التمكين استند إلى دستور يضمن تكافؤ الفرص بين الجميع، وتشريعات وسياسات رائدة كفلت تحقيق تقدم نوعي سريع في هذا الملف.
وأضافت أن منتدى المرأة العالمي – دبي 2024، مع انعقاد دورته الثالثة اليوم، يوفر منصة مهمة لبناء شراكات مؤثرة بين دول العالم والمنظمات الدولية لتحقيق مزيد من التقدم في جهود تمكين المرأة على المستوى العالمي.. وإلى نص الحوار:
وصلت دولة الإمارات إلى مصافّ دول العالم الرائدة في مجال تمكين المرأة والتوازن بين الجنسين، هل يمكن أن نتحدث عن أبرز المراكز العالمية التي تبوّأتها المرأة في هذا الجانب؟
- بالفعل، تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة عالمياً في التوازن بين الجنسين وتمكين المرأة، وقد وصلت لهذه المكانة العالمية المرموقة بفضل الدعم الذي تقدمه قيادتنا الرشيدة للمرأة وحرصها على تهيئة كافة الممكنات لتعزيز وإنجاح دورها في مختلف المجالات ومسارات التنمية الشاملة مع ترسيخ حقوقها التي يكفلها لها الدستور والتشريعات والسياسات سواء على المستوى الأُسري أو الاجتماعي أو التعليمي أو المهني أو القيادي أو السياسي.
كما تحظى المرأة في دولة الإمارات برعاية لا محدودة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ما أسهم في تحقيق الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في هذا الملف وتمكنت من خلالها تحقيق هذه المكانة المتقدمة على المستوى العالمي.
التوازن بين الجنسين
تأسس مجلس التوازن بين الجنسين في عام 2015، ما الذي أضافه إلى مسيرة المرأة الإماراتية؟
- جاء تأسيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين في عام 2015 برئاسة حرم سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، سموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، لتعزيز هذه المسيرة الداعمة، والارتقاء بتنافسية الإمارات عالمياً في هذا المجال، وبالفعل قاد المجلس جهوداً كبيرة وأطلق العديد من المبادرات التي رسخت التوازن بين الجنسين كنهج دائم في الدولة.
وأشير هنا إلى ترتيب دولة الإمارات في بعض المؤشرات العالمية المعنية بالمرأة والتوازن بين الجنسين، فقد جاءت في المركز الأول إقليمياً والسابع عالمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمركز الأول عالمياً في نسبة تمثيل المرأة في البرلمان بتقرير «الفجوة بين الجنسين لعام 2024»، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والأول أيضاً عالمياً في مؤشر نسبة تمثيل الإناث في البرلمان أعوام 2020 و2021 و2022 ضمن التقرير العالمي للتنافسية، الذي يصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية بسويسرا. كما جاءت في المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2024، الصادر عن البنك الدولي.
المسيرة التنموية
تحرص قيادة الدولة كل الحرص على تقديم الدعم المتواصل للمرأة وترسيخ دورها في المسيرة التنموية الوطنية وبناء المستقبل، هل يمكن أن نطّلع على أدوات ترجمة هذه التوجيهات إلى أفعال؟
- بشكل عام، دستور الدولة يكفل تكافؤ الفرص بين الجميع في الحصول على الخدمات وشغل الوظائف، وترسخت هذه الحقوق بتشريعات وقوانين وسياسات رائدة. كما تم إنشاء مؤسسات تُعنى بتمكين المرأة وتحقيق التوازن بين الجنسين، منها «الاتحاد النسائي العام»، الذي تأسس عام 1975، أي خلال السنوات الأولى من قيام دولة الإمارات، ما يعكس أولوية هذا الملف في رؤية المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والاهتمام الكبير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، كما تم تأسيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين في عام 2015 لتعزيز هذه المسيرة الداعمة.
المركز السابع
تقدم دولة الإمارات إلى المركز السابع عالمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ماذا يعني ذلك بالنسبة لكم؟
- نحن فخورون بهذا الإنجاز العالمي والذي تحقق بفضل دعم القيادة الرشيدة، ونتيجة لجهود وتعاون كافة الوزارات والجهات الاتحادية والمحلية ودعمها لأهداف مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين.. لقد وصلنا إلى هذا المركز بعد سنوات قليلة من تأسيس مجلس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين في العام 2015، حيث كانت الإمارات آنذاك في المركزال 49 عالمياً بهذا المؤشر، وقتها وجهنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالعمل، مع كافة جهات الدولة، على الارتقاء بتصنيف الدولة في هذا المؤشر بما يواكب المكتسبات التي حققتها المرأة الإماراتية ونجاحاتها منذ تأسيس الدولة.
مراتب أعلى
هل تعملون على الارتقاء بترتيب الدولة في مجال تمكين المرأة إلى مرتبة أعلى من ذلك؟
- بالفعل عمل المجلس، برئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، على عدد من المبادرات والمشاريع، بما في ذلك إطلاق مبادرات محلية وعالمية والعمل على حزمة التشريعات المعنية بالمرأة والتوازن بين الجنسين، وتقدمت الدولة إلى المركز ال 18 عالمياً والأول عربياً في هذا المؤشر عام 2020، ثم المركز السابع عالمياً في أحدث إصداراته للعام الجاري. اليوم دولة الإمارات نموذج يحتذى به في التوازن بين الجنسين، وأصبحنا من الدول المصدرة للخبرات في هذا المجال، وسنواصل جهودنا لتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة بأن تكون من أفضل دول العالم في جميع المجالات.
وأود أن أؤكد هنا إلى أن وصول الإمارات لهذه المكانة العالمية ليست غاية بحد ذاتها، بقدر ما يمثله التوازن بين الجنسين من أهمية كبرى ورئيسية في تعزيز ازدهار الدولة اقتصادياً واجتماعياً، ودعماً للهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بشأن التوازن بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات.
بناء المجتمعات
تحرص الحكومات على تمكين المرأة عبر إتاحة المساحة الكافية للمشاركة في بناء مجتمعات مزدهرة ومستدامة، كيف يمكن للمؤسسات المعنية بشؤون المرأة أن تترجم هذا الأمر؟
- يمكن ذلك عبر التزام المؤسسات من خلال العديد من الاستراتيجيات والمبادرات التي تسهم في تطوير السياسات والتشريعات، وإطلاق البرامج التدريبية الهادفة إلى تأهيل النساء في مجالات متعددة مثل القيادة، وريادة الأعمال، والتكنولوجيا وغيرها، كذلك من خلال إجراء دراسات وأبحاث مستمرة لفهم التحديات التي تواجه المرأة في مختلف المجتمعات وسبل التغلب عليها بما يمكن المرأة من القيام بدورها على الوجه الأكمل كشريك في التنمية الشاملة والمستدامة، بالإضافة لتعزيز شراكاتها محلياً ودولياً من أجل تضافر الجهود عبر تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في هذا المجال.
130 جلسة
ذكرتم خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن منتدى المرأة العالمي – دبي 2024 أن هناك أكثر من 130 جلسة ستعقد على مدى يومين، يتحدث فيها أكثر من 250 من المسؤولين، ما الأساس الذي اعتمدتم عليه في اختيار المتحدثين والضيوف في المنتدى؟
يتم اختيار المتحدثين انطلاقاً من شعار المنتدى «قوة التأثير» سواء كان هذا الأثر الذي أحدثوه من خلال مناصبهم القيادية، أو لما حققوه من إنجازات تحسب لهم، أو لكونهم شخصيات ملهمة ومؤثرة في مختلف المجالات. ولهذا تجدون تنوعاً في خبرات ومجالات عمل المتحدثين ومن مجالات مختلفة.
تجارب عالمية
يشارك في جدول أعمال المنتدى أكثر من 25 وزيراً ووزيرة من المنطقة والعالم، هل هناك من تجارب عالمية يمكن الاستفادة منها في المجتمع الإماراتي؟
- تبادل الخبرات أمر مهم للغاية، وهو أحد أهداف المنتدى، وغالباً ما تتمحور الجلسات الخاصة بالوزراء حول سياسات البلدان المشاركة بناءً على الموضوع المطروح للنقاش، على سبيل المثال هناك جلسة عن مستقبل التنمية المجتمعية من منظور المرأة، تتحدث فيها حصة بوحميد مدير عام هيئة تنمية المجتمع بدبي، ود. ليلى النجار وزيرة التنمية الاجتماعية بسلطنة عمان، ووفاء بني مصطفى وزيرة التنمية المجتمعية بالمملكة الأردنية الهاشمية، كذلك يشارك فيها لحسن السعدي كاتب دولة بوزارة السياحة والصناعة والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمملكة المغربية.
مشاركة طلابية
يشارك طلبة وطالبات جامعات الدولة في المنتدى.. ما الدور المأمول من مشاركة الطلبة؟
- نعم، في هذه الدورة نتيح المجال لمشاركة طلبة وطالبات الجامعات في الدولة، للاطّلاع على أفضل الممارسات والتجارب العالمية في تمكين المرأة والاستفادة من الحوارات والنقاشات الملهمة، والتعرّف أيضاً على ما حققته دولة الإمارات من تقدم في هذا الملف.
كما ننظم أيضاً ملتقى الشباب ضمن فعاليات المنتدى لأول مرة، حيث تعقد جلسات خاصة بهم في فندق ميناء السلام، وتتناول العديد من الموضوعات وتستعرض العديد من قصص النجاح الملهمة في مختلف المجالات ودورهم في القطاعات المستقبلية.
مطلب لتمكين التنمية
أكدت منى المري رداً على سؤال حول تسليط المنتدى الضوء على معاناة ملايين السيدات في العالم من ويلات الحروب والجوع والفقر، وعن تخصيص جلسات خاصة لمناقشة التحديات التي تواجه هذه الفئة، أن جلسات المنتدى متنوعة بشكل كبير وحاولنا من خلالها تغطية معظم الموضوعات.. هناك جلسات لصانعات تأثير منها جلسة رئيسية تستضيف ليماه غبوي الحائزة جائزة نوبل للسلام، وجلسة حول دور السلام والازدهار في تشكيل مستقبل العالم.
وقالت: هناك كذلك جلسة رؤى حول الشراكة الإنسانية بين الإمارات والأمم المتحدة، فالإمارات تؤمن بأهمية السلام والأمن والاستقرار كمطلب رئيسي ومحوري لتمكين التنمية ومساعدة الشعوب على تحقيق طموحاتها في مستقبل واعد حافل بالفرص، وهي أيضاً حريصة دائماً على أن تكون في طليعة الدول في السياق الإنساني.
إثراء الجلسات
قالت منى المري، إن مشاركة عدد من المنظمات والمؤسسات الأممية، في المنتدى مثل مجموعة البنك الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمنتدى الاقتصادي العالمي، وغيرها من المنظمات الدولية، يثري جلسات المنتدى.
أضافت أن مشاركتها بالمنتدى سيفيد الوفود المشاركة من خلال التعرف على أفضل الممارسات والتوصل لحلول للتحديات التي لا تزال تواجه تمكين المرأة في بعض المناطق من العالم لأسباب متنوعة. كما يمثل وجودها تحت سقف واحد فرصة لبناء شراكات مؤثرة بين الجميع.

أخبار ذات صلة

0 تعليق