مشاوير المعرفة

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مشاوير المعرفة, اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024 08:54 صباحاً

نعيش اليوم في عالم مليء بالتحديات اليومية؛ المسافات الطويلة والطرق المزدحمة والانتظار عند إشارات المرور جميعها تجعل من التنقل اليومي مهمة مرهقة ورتيبة للسائق والراكب، وتؤدي بهم إلى الشعور بالضغط النفسي الذي قد ينعكس على الصحة العامة، وربما تكون أحد التراكمات المرضية لدى البعض من كثرة التشنجات الموقفية المتتابعة، وفي علم النفس هنالك أمراض تسمى الأمراض السيكوسوماتية أي النفس جسمية، فقد يصاب الإنسان بالسكري والضغط والقولون العصبي والصداع وهي أساسا نفسية تحولت بسبب الكبت لأمراض جسدية.

برأيي أن الحل يكمن في الوعي الذاتي؛ فنحن لا نستطيع تغيير الواقع الراهن ولكن بإمكاننا أن نراهن على تغيير أحوالنا لتتوافق مع الواقع، تخفيفا للمعاناة؛ وكما قيل اصنع من الليمون شرابا حلوا.

الوعي بالفهم والإدراك لآليتي الإزاحة والتحويل اللتين تعتبران إحدى آليات الدفاع النفسي؛ باستطاعة الإنسان تقمصهما لينقل مشاعره السلبية من موقف الاضطراب والغضب لمشاعر إيجابية بموقف يفترضه ويكرره؛ فعلى سبيل المثال التنفيس من كثرة الازدحام المتكرر بإزاحته فكريا والانشغال بفكرة التركيز على تغيير مسار، فكرة جديدة في العقل الذي يبدأ تدريجيا بالاستجابة للأحداث المستجدة ويتبناها.

لا أخفيكم أنني كنت أعاني من رحلة الذهاب والإياب بسبب بعد منزلي عن مقر عملي بما يقارب 40 دقيقة، ناهيك عن ما يتخلل ذلك المشوار من تكدسات بسبب حوادث مرورية مفاجئة وطوارئ عارضة نضطر معها للتوقف لأكثر من 15 دقيقة؛ الأمر الذي دفعني للتفكير بمبادرة ذاتية لخدمة نفسي وتكريمها حتى لا تتأثر قواي المشاعرية سلبا، وقررت بيني وبين ذاتي المحافظة على معدل طاقتي بتحويل تلك المشاوير من حالة روتينية مزعجة لعادة جميلة محببة تنامت بجرعات ثقافية متنوعة أراكمها يوميا بخبرات تدعم صحتي الفكرية والنفسية والجسدية.

إليكم تجربتي الشخصية التي أسميتها "مشاوير المعرفة"، أكررها بصفة شهرية وقسمتها لأربعة أسابيع:
قبل بداية أسبوع العمل أحدد سلفا المواضيع التي تدور بذهني لمتابعتها ثم أقوم بتدوينها على شاشة سيارتي أو جوالي وأرتبها تباعا لمتابعة آراء الخبراء والمتخصصين من مختلف العالم.

مثال ذلك: أختار للأسبوع الأول موضوعا عن قصص الأنبياء؛ ثم أبدأ في الأسبوع الثاني بمواضيع عن الاستدامة؛ ثم الأسبوع الثالث بموضوع عن علم النفس الجنائي؛ ثم الأسبوع الرابع بموضوع عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي؛ في المحصلة النهائية أجد كماً هائلا من المعرفة المتراكمة التي اكتسبتها وأضفتها لصندوق خبراتي الخاصة، الأمر الذي منحني متعة زيادة المعرفة وغير مبالٍ بطول المشاوير.

همسة.. بادر طالما أنت قادر؛ فالحاجة أم الاختراع والمبادرة أساس الإبداع.

Yos123Omar@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق