العوامل الوراثية سبب حالات انتقائية الأطفال للطعام

إعداد: محمد عز الدين
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون بريطانيون في كلية لندن الجامعية، أن العوامل الوراثية تلعب دوراً محورياً في تشكيل عادات الأطفال الانتقائية للطعام، التي تمتد من مرحلة الطفولة إلى بداية المراهقة، وتبلغ ذروتها في سن السابعة، ثم يبدأ تأثيرها في الزوال تدريجياً في سن 13 عاماً.
وقالت زينب ناس، الأستاذة في الجامعة والباحثة الرئيسية للدراسة: إن انتقائية الطعام تعد سلوكاً شائعاً بين الأطفال، ويسبب قلقاً للآباء الذين قد يشعرون باللوم تجاه هذا السلوك.
وعلقت على نتائج الدراسة، مشيرةً إلى أن تغيرات انتقائية الطعام عند الأطفال في عمر 16 شهراً تعود إلى العوامل الوراثية، والتي تمثل 60% من التأثير، وتزداد هذه النسبة لتصل إلى 74% مع تقدم الأطفال في السن وبلوغهم مرحلة البلوغ.
شملت الدراسة 2400 مجموعة من التوائم المتطابقة وغير المتطابقة، حيث وجد أن التوائم المتطابقة كانت أكثر تشابهاً في عادات تناول الطعام، ما يدل على تأثير وراثي كبير، ومع تقدمهم في العمر، بدأت أنماط الأكل الانتقائي في التغير، ما يشير إلى دور متزايد للعوامل البيئية.
وأكدت كلير لويلين، الباحثة المشاركة في الدراسة، أن العوامل الوراثية هي المؤثر الغالب في هذه الحالة، لكن البيئة تلعب أيضاً دوراً داعماً، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة. وأشارت إلى أهمية الجلوس معاً كأسرة لتناول الوجبات.
ويوصي الباحثون بأن التدخلات المبكرة، مثل تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة بشكل متكرر، يمكن أن تكون فعالة في توسيع نطاق الأطعمة التي يجربها الأطفال، ما يعني أن الآباء يمكنهم اتخاذ خطوات عملية لمساعدة أطفالهم على تطوير عادات غذائية صحية منذ الصغر، ما يسهم في تحسين صحتهم العامة على المدى البعيد.
انتقائية الطعام، هو مفهوم يشير إلى سلوك الشخص الذي يُفضل تناول بعض الأطعمة ويُقلل من تناول الأطعمة الأخرى، الأمر الذي يؤثر في صحة الشخص إذا لم ينوّع من النظام الغذائي، وضمان حصوله على جميع العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم.