جريدة جريدة وطني

طموح وتحقق

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طموح وتحقق, اليوم الاثنين 23 سبتمبر 2024 01:40 صباحاً

اليوم، وبعد تسع سنين منذ وطأت قدماي الأراضي الأمريكية لأول مرة، أعود إلى أرض الوطن الغالي، كما فعل مئات الآلاف من أبنائه المتميزين في شتى المجالات، لأساهم في مسيرة التقدم والازدهار.

أعود، وبالتحديد إلى أطهر بقعة على وجه الأرض، مكة التي بدأت منها رحلتي والتي كان شعارها "اقرأ وربك الأكرم".

بعد حصولي على درجة الدكتوراه من إحدى أفضل 10 جامعات في العالم. فالحمد لله الذي أعان، وجعل مع العسر يسرين.

ومن محاسن الأقدار أن تتزامن فرحة هذا الإنجاز العلمي في وقت نحتفل فيه باليوم الوطني السعودي، مما يجعله مصدر فخر واعتزاز.

تسع سنوات بالتمام والكمال، رحلة عمر مليئة بالسفر والتنقل من دولة إلى أخرى ومن مدينة لأخرى، كل هذا في سبيل طلب العلم.

سافرت في ذلك اليوم وقد وضعت هدفي نصب عيني، واضحا لا غبار عليه، مصمما على العودة بأعلى الشهادات، وقد عاهدت الله عندما خرجت أن يكون خروجي في سبيله، ابتغاء مرضاته وطلبا للعلم.

كنت عازما، مستمدا قوتي من الله ومن القرآن وقصصه العظيمة. كما قال موسى عليه السلام، في رحلته الطويلة بحثا عن العلم "لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا" [الكهف:٦٠].

هذه الآية كانت مصدر إلهام لي في رحلتي، تذكرني بأن السعي نحو العلم قد يطول، ثم يطول، ويتطلب الصبر والمثابرة. وفي كل لحظة من لحظات هذه الرحلة كنت أردد ليل نهار "ربي زدني علما".

وما أكثر المرات التي مرت بي وظننت فيها أنني لن أتمكن من تحقيق هدفي.

ولكني كنت أعلم بأن النجاح والتفوق لا يقاسان بما نعيشه من واقع أو ظروف حالية، بل يبنيان بالإيمان والثقة بالله، الصبر، التوكل، الرضا، الشكر، ثم بالتخطيط المدروس، العمل الجاد والتفاؤل بمستقبل مشرق.

وكنت أدرك أن الطموح لا يعرف حدودا، وأن الوصول إلى القمم يتطلب عزيمة لا تنكسر، واستمرارا في التعلم وتطوير الذات.

فالشغف المستمر والمرونة في مواجهة التحديات، والعناية بالصحة، وبناء العلاقات عوامل رئيسية لتحقيق الطموح.

ولولا عناية الله ولطفه، الذي أعانني أن أقهر مصاعب الحياة دون أن أنهار أمامها.

وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الدعم السخي اللامحدود من وطني الغالي، أهلي وكل من ساعدني، تيسرت لي الأمور وعدت إلى الوطن الغالي، قاصدا مهبط الوحي، بلاد العلم والحرية الحقيقية وفي داخلي صوت يحرك جميع مشاعري، يخفت ويعلو مرددا كلمات الفخر والعزة:
سارعي للمجد والعلياء
مجدي لخالق السماء
وارفع الخفاق أخضر
يحمل النور المسطَر
رددي الله أكبر
يا موطني
موطني عشت فخر المسلمين
عاش الملك: للعلم والوطن

أعود اليوم لأسجل هذه الكلمات، ليس من باب التفاخر، بل من باب الاعتراف بفضل الله وعرفان بنعمه، ثم بفضل وطني الغالي الذي أتاح لي ولآلاف المبتعثين في جميع أنحاء العالم فرصة تحقيق طموحاتنا، وأسأل الله أن يسخر ما اكتسبناه من علم لخدمة ديننا ثم هذا الوطن العظيم.

أخبار متعلقة :