جريدة جريدة وطني

الإمكانات أم الإرادة؟ أيهما يحق له التقدم على الآخر؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإمكانات أم الإرادة؟ أيهما يحق له التقدم على الآخر؟, اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 02:55 صباحاً

لأن الإنسان طموح ومحب للخير بطبعه، ويرغب دائما في الأفضل، فإنه عادة ما يقع في إشكالية غلبة العاطفة عليه تارة، وتارة أخرى تحت تأثير غلبة اللامنطق! ويسود بين كثير من الناس سلوك وضع العربة أمام الحصان عندما يحلمون بواقع أفضل لهم ولعائلاتهم، وعندما يرغبون بجد وبصدق وفي إطار أخلاقي بأن يكونوا عنصرا خيرا في المجتمع قادرا على الأخذ والعطاء.

إن العلاقة بين الإمكانات والإرادة هي علاقة دائما ما يمكن النظر إليها على أنها علاقة متوترة! فالإمكانات تطبيقية، عملية لا تخضع للمشاعر، وإرادة الشيء يغلب عليها اتجاهات نفسية معقدة، والصراع الذي يقع بين المفهومين في حياتنا جميعا هو صراع أولويات!

من هنا هل يمكننا أن نقدم مستندين إلى المنطق إرادة صاحبها يمتلك من الإمكانات الفكرية والعلمية والمعلوماتية ما لا يمكن أن يحقق له حتى النذر اليسير في "إرادته"، ما يريد تحقيقه؟ وهل يحق لنا أن نخضع الواقع لإرادتنا أم نخضعه لإمكاناتنا؟ هل الإمكانات أقل أهمية من إرادتنا لتحقيق الأشياء؟
الواقع يقول إن آلاف الشركات كل عام تغلق بعد عمل لا يتعدى أحيانا الشهور فقط وفي أحسن الأحوال العام الواحد، ويتراجع أصحابها من جديد إلى مواقع الوظيفة! والحقيقة أن هذا يعد نموذجا واضحا على تقديم الإرادة على الإمكانات.

على مستويات حياتية عدة، يصطدم الكثير من الناس بالواقع ويتراجعون إلى مربعات يقفون عليها لفترات طويلة قد تمتد لسنين متسمرين غير قادرين على إدارة الفشل الذي أصابهم، والسبب هو أنهم في كثير من الحالات قدموا رغباتهم وإرادتهم وما يريدون على إمكاناتهم، فلم يفهموا معادلة الإمكانات ثم إرادة الشيء، مع أن واقع الحياة البسيط يكشف لنا ذلك ببساطة شديدة، فأنت حين تريد أن تشتري شيئا فإنك تمتلك ثمنه.

إن إراداتك في الحياة على اختلاف أنواعها تتطلب دوما الثمن، وإن الثمن ببساطة ليس أكثر من امتلاكك للإمكانات والقدرات، ومن دون القدرات لن تتحرك من مربع الثبات أو التطور بالغ البطء!

قبل أن نتمنى أن نفعل شيئا ونحققه علينا أن نتجه فورا إلى امتلاك إمكاناته، وهذا لم يعد اليوم بالشيء الصعب في ظل عصر العلم والمعرفة، وفي ظل الثورة التكنولوجية التي تؤهلك اليوم للتعلم ولامتلاك المعرفة بكل سهولة ويسر، ويكفي أن تنضم للمنصات المعرفية بضغطة زر لتبدأ بامتلاك ما تفتقده من معارف ضرورية لجعلك تفهم صورة الأشياء بشكل أوضح.

hananabid10@

أخبار متعلقة :