جريدة جريدة وطني

«الشارقة للتراث» يحتفي بدفعة جديدة من «الدبلومات المهنية»

د. عبدالعزيز المسلّم: تتويج لمسيرة طويلة من التعلّم والعطاء
احتفى معهد الشارقة للتراث، بتخريج دفعة جديدة من طلاب وطالبات برنامج الدبلومات المهنية 2024-2025، في مقر مركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي التابع للمعهد؛ حيث شهد الحفل د.عبدالعزيز المسلّم، رئيس المعهد، الذي سلم شهادات التخرج لـ88 طالباً وطالبة، تعبيراً عن تقدير المعهد لجهودهم وتفانيهم خلال سنوات الدراسة، والتزامه بدعم الأجيال القادمة في مسيرتهم التعليمية والمهنية.
بدأت فعاليات الحفل بالنشيد الوطني للدولة، تلتها تلاوة عطرة من القرآن الكريم، بالإضافة إلى فقرات متنوعة أكدت على مكانة المعهد في تعزيز التراث الوطني ودوره في تمكين الأجيال الشابة من حفظه ونقله، والتي شملت فقرة بعنوان «دروب العلم سلطان»، التي أضاءت على إسهامات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في دعم التعليم وحفظ التراث على مر السنين.
خطوة مهمة
ألقى أحد الخريجين كلمة نيابةً عن زملائه، عبّر فيها عن شكرهم وامتنانهم لإدارة المعهد، معتبرين أن هذا التخريج يمثل خطوة مهمة في مسيرتهم المهنية والتعليمية؛ حيث ساعدهم المعهد على اكتساب المهارات اللازمة لحفظ التراث وإحياء الذاكرة الثقافية للأجيال المقبلة.
الداعم الأول
أكد د.عبدالعزيز المسلم، خلال كلمته للطلبة الخريجين، أن هذا اليوم يُمثل تتويجاً لمسيرة طويلة من التعلّم والعطاء والجهد المتواصل؛ حيث لا يتخرج الطلاب بشهاداتٍ فقط، بل يحملون رسالةً عظيمة للحفاظ على التراث الغني والهوية الثقافية التي تمثل عمق وجودنا وأصالة تاريخنا.
وأشاد بالدور الريادي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤكداً أن سموه الداعم الأول لكل ما يتعلق بالثقافة والفكر والعلم والتراث في الإمارة، مشيراً إلى أن جهود سموه المتواصلة جعلت من الشارقة نموذجاً عالمياً في مجال الحفاظ على التراث، مؤمناً بأن الحفاظ على تراثنا هو حفاظٌ على هويتنا وإنسانيتنا.
وأضاف أن خريجي المعهد هم الأساس الذي يقوم عليه مستقبل حفظ التراث، مشدداً على أهمية مواصلة التعلم والتطوير في مواجهة التحديات العالمية المتغيرة. كما هنأ الخريجين على إنجازهم الكبير، وشكر كل من ساهم في نجاحهم ودعم مسيرتهم التعليمية.
أطر علمية
قال د.خالد الشحي، مدير الإدارة الأكاديمية بالمعهد أثناء كلمته للطلبة: «لقد عمل المعهد على مدى سنوات طويلة على وضع الأطر العلمية للسياسات التعليمية المتعلقة بالتراث الثقافي، وفق أحدث المناهج المعاصرة، ونحن اليوم نحتفل بتخريج جيل جديد من الطلبة الذين بذلوا جهوداً مضنية في سبيل العلم واكتساب المعرفة التراثية، لصون هويتنا ونقلها للأجيال القادمة، ليكونوا مصدر إلهامٍ لتعزيز الوعي بأهمية التراث وضمان استمراره».
وأكد أن المعهد يعزز التزامه الراسخ بمواصلة تطوير المناهج التعليمية والمساهمة في تمكين دور التراث في بناء الهوية الوطنية، والحفاظ على الموروث الثقافي الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من روح الإمارات.
بدء الدراسة
أعلن المعهد أن بدء الدراسة بالمؤهلات الوطنية عند المستوى الخامس يبدأ في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بالإضافة إلى أن العمل جارٍ على تطوير هذه المؤهلات إلى دبلومات معتمدة من وزارة التربية والتعليم على المستوى الاتحادي، بما يُسهم في تعزيز موقع دولة الإمارات كمنارة للتراث الثقافي والتعليم المتخصص في هذا المجال.
برامج تعليمية
يطرح المعهد عدداً من البرامج التعليمية خلال العام الدراسي 2024-2025، والتي تشمل برنامج التراث العمراني، برنامج الصقارة، وبرنامج السياحة التراثية، لتكون برامج معتمدة تُطرح على مستوى إمارة الشارقة، وتهدف إلى تعزيز الوعي التراثي وتمكين الطلبة من التخصص في مجالات ذات أهمية تراثية ووطنية.
يذكر أن الإدارة الأكاديمية بالمعهد تعمل على تقديم برامج تعليمية هادفة وأنشطة تدريبية متنوّعة، تهدف إلى تزويد الدارسين والمتدربين بالمعارف العلمية والمهارات التطبيقية والأكاديمية المتقدمة في مجال التراث الثقافي.
وتغطي هذه البرامج مختلف التخصصات ذات الصلة بالتراث الثقافي، حيث يتم تأهيل المشاركين لإدارة مؤسسات التراث الثقافي بفاعلية، وتعزيز الوعي بأهمية عناصر التراث في الحفاظ على الهوية الوطنية، والمساهمة في التنمية الثقافية بالمجتمعات المحلية.
وتعمل الإدارة على تهيئة كوادر بشرية متخصصة ومؤهلة قادرة على حماية التراث الثقافي، وتطوير أساليب إدارته وحفظه وصونه، وذلك عبر مجموعة من الدبلومات المهنية المتخصصة.
وتتضمن هذه الدبلومات المهنية كُلاً من الدبلوم المهني في جمع وصون وتدوين التراث الثقافي غير المادي، والدبلوم المهني في ترميم المخطوطات وصيانتها، الدبلوم المهني في التراث العمراني، الدبلوم المهني في إدارة المتاحف، الدبلوم المهني في الأعمال الإدارية في المؤسسات الثقافية والتراثية، والتي تسعى إلى تطوير مهارات المتدربين وتعزيز كفاياتهم اللازمة لتنفيذ المهام الإدارية الأساسية في المؤسسات الثقافية والتراثية.
وتشمل هذه المهارات فهم الأسس والوظائف الإدارية، والسياسات الثقافية المتعلقة بالتراث، مع تقديم معرفة واسعة حول إدارة الموارد المالية للمؤسسات الثقافية، وتنويع مصادر التمويل والدعم المالي. بالإضافة إلى ذلك، يتم تدريب المتدربين على إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الثقافية والتراثية، وتسويق المنتجات الثقافية، وإدارة السياحة الثقافية، وفهم آليات تنظيم المهرجانات والفعاليات التراثية والثقافية وفق المعايير الدولية.

أخبار متعلقة :