جريدة جريدة وطني

حماية أفضل للفطر في «كوب 16»

يؤدي الفطر بكل أشكاله، سواء أكان كبيراً أو صغيراً، ملوناً أو لا، صالحاً للأكل أو غير قابل للاستهلاك، دوراً بالغ الأهمية في المنظومات البيئية، مع أن كثراً لا يدركونه بعد، وستكون هذه النبتة على جدول أعمال المناقشات في مؤتمر الأمم المتحدة حول التنوع البيولوجي الذي يبدأ الاثنين في كولومبيا.
وشدّدت إيمي هونان، أستاذة علم الفطريات والتنوع الحيوي الفطري في جامعة أوريغون الأمريكية في حديث لوكالة فرانس برس، على أن «الفطر أساسي لكل المنظومات البيئية الأرضية».
انكبّت العالِمة على معاينة مختلف أنواع الفطر المنتشر بوفرة في غابة بالقرب من بورت أنجليس بولاية واشنطن، إذ إن الظروف مواتية لتكاثرها في هذه المنطقة الواقعة شمال غرب الولايات المتحدة. لكنها ليست سوى الجزء الظاهر من هذه الكائنات التي ليست نباتية حقاً ولا حيوانية حقاً.
حتى إن عطلة نهاية أسبوع تخصص كل سنة في المنطقة للتوعية بالدور البالغ الأهمية للفطر.
وشرحت العالِمَة أن الفطر، وهو ضروري لحياة النباتات، يحميها من الأملاح والمعادن الثقيلة والأمراض. وقالت «لولا الفطريات... لما كانت النباتات موجودة. نحن بحاجة إلى النباتات للحصول على الأكسجين. وبالتالي فإن العالم كما نعرفه لن يكون موجوداً».
وأشارت إلى الفطر يفكك المواد العضوية الميتة ويتولى إعادة تدوير الكربون والمواد المغذية، ما يسهل دورة حياة النبات.
وأوضحت إيمي هونان أن الفطر «يفرز إنزيمات مختلفة، لذا فهو يفكك طعامه في الخارج ثم يبتلعه مثل العصير»، وهو تاليا أقرب إلى الحيوان منه إلى النبات.
ومن بين نحو مليونين ونصف مليون نوع من الفطر على الأرض، لا تضم القوائم العلمية سوى نحو 150 ألفاً، أي 6 في المئة فحسب، على ما لاحظة عالمة الفطريات.
وأفادت على سبيل المقارنة بأن ثمة معطيات متوافرة عن 98 في المئة من الفقاريات، و85 في المئة من النباتات، و20 في المئة من اللافقاريات على كوكب الأرض.
وسيكون دور الفطر على جدول أعمال مناقشات مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (كوب 16) الذي يبدأ الاثنين في كولومبيا.
ويبلغ عدد المشاركين في هذا الاجتماع 12 ألفاً من نحو 200 دولة، من بينهم 140 وزيراً وسبعة رؤساء دول.
ويؤمل في أن يدفع هذا المؤتمر نحو تنفيذ الأهداف المتعلقة بالحفاظ على الطبيعة بحلول سنة 2030، في وقت لا يزال تطبيقها خجولا.
وتوقعت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أن تطلب تشيلي وبريطانيا خلال المؤتمر اعتبار الفطر «مملكة حياة مستقلة في القوانين والسياسات والاتفاقات، من أجل الحفاظ عليه بشكل أفضل واعتماد تدابير ملموسة تتيح الإبقاء على آثاره المفيدة على المنظومات البيئية والأشخاص».
واعتبر غراهام ستينروك أن توفير حماية أفضل لهذا النوع سيكون بالفعل خبراً جيداً.

أخبار متعلقة :