جريدة جريدة وطني

الحياة تعود إلى حديقة الأندلس الأثرية في القاهرة بحفل فني ومعرض تراثي

القاهرة: «الخليج»
عادت الحياة إلى حديقة الأندلس بالقاهرة، التي تعد أول حديقة مصرية يتم تسجيلها ضمن قوائم الآثار، وذلك بعد الانتهاء من تطويرها ضمن خطة الدولة المصرية لإحياء القاهرة التاريخية، والحفاظ على دورها الثقافي والحضاري.
وكانت الحديقة التي تقع بمنطقة كورنيش النيل بالجزيرة، قد تعرضت للإهمال فترة طويلة، كما يقول د. إبراهيم صابر محافظ القاهرة، وهو ما دعا المحافظة إلى وضع خطة لتطويرها وإعادة الروح إليها، في إطار ما توليه الدولة من اهتمام بالحفاظ على التراث وإعادة إحيائه والحفاظ على المسطحات الخضراء.
وافتتحت الحديقة د. منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وأنا كلوديا روسباخ، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الهابيتات»، في ختام فعاليات اليوم الأول للمنتدى الحضري العالمي، الذي ينعقد حالياً في القاهرة بالتعاون بين مصر ومنظمة الأمم المتحدة.
وتضمن حفل افتتاح تطوير الحديقة، مساء الاثنين، عروضاً فنية قدمتها فرقة أوركسترا النور والأمل، في تقليد متواصل يحافظ على استمرارية الدور الفني للحديقة، حيث اشتهرت طوال تاريخها بإقامة الحفلات الغنائية للمطربين الكبار، ومنهم عبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، ومحمد فوزي، وفيروز التي كانت آخر من أقامت حفلاً غنائياً بالحديقة.
وأقيم ضمن فعاليات الافتتاح، معرض فني للحرف والمشغولات التراثية واليدوية، شارك فيه عدد من العارضين والمنتجين بـمنتجات تراثية مثل الخيامية والشيلان والعبايات والأحجار الكريمة والخزف والفخار والخشب والمشغولات النحاسية والسجاد اليدوي.
وقد تضمنت أعمال تطوير الحديقة رفع كفاءة البنية التحتية، وإصلاح وتحديث شبكة الري، وتطوير شبكة صرف النافورة الشهيرة، الموجودة في الجزء الفرعوني من الحديقة، وترميم نماذج التماثيل الأثرية، ومنها تماثيل الثعابين، وإزالة كل ما يعوق تمتع زائري الحديقة برؤية نهر النيل، مع إضاءة جمالية.
وتعد حديقة الأندلس، التي أنشأها محمد بك ذو الفقار عام 1935 في أواخر حكم الملك فؤاد الأول، أول حديقة تسجل كأثر في مصر ضمن قائمة الآثار الإسلامية والقبطية، حيث مثلت جزءاً رئيسياً من ذاكرة أجيال عديدة كانت تستمتع بالتنزه فيها.
وتطل حديقة الأندلس على النيل من الشرق وعلى أول شارع الجزيرة من الغرب، وعلى ستوديو الجيب، وميدان الأوبرا الجديدة وأول كوبري قصر النيل والحديقة مقامة على مساحة فدانين ونصف وتتكون من ثلاثة أجزاء، هي: الجزيرة، والأندلس، والحديقة الفرعونية.
ويسمى الجزء الجنوبي منها حديقة الفردوس العربية، وهي مقامة على نمط الحدائق العربية الأندلسية الموجودة في جنوب إسبانيا، ويسمى الجزء الشمالي بالحديقة الفرعونية.
ويتميز الجزء الجنوبي بوجود مظلة مقامة على أعمدة مزدوجة تحمل عقوداً أندلسية وبها زخارف أندلسية عربية ذات أشكال هندسية ونباتية.
ويوجد في الحديقة تمثال لأحمد شوقي، أمير الشعراء، من نحت المثال محمود مختار، ويلي التمثال مباشرة خمسة تماثيل على شكل أسود يتدفق منها الماء إلى بركة مستطيلة منخفضة تتوسط الحديقة تحوي نافورتين رخاماتين. ويضم جنوب الحديقة نافورة رخامية ثمانية الشكل، يتوسطها عمود رخامي يحيط به ثمانية تماثيل أسود يتدفق منها الماء.

أخبار متعلقة :