الشارقة: راندا جرجس
يعكس جناح المملكة المغربية التي تحل ضيف شرف لمعرض الشارقة للكتاب في دورته الثالثة والأربعين مظاهر الحضارة والثقافة المغربية العريقة بشتى تجلياتها، لتقديم صورة متكاملة عن ثقافة عريقة في جذورها متعددة في روافدها ومتجددة في آفاقها.
يحتضن الجناح عدد 90 مخطوطة ووثيقة تاريخية، من بينها نماذج مستنسخة من مخطوطات الرحالة العربي الأشهر ابن بطوطة، الذي انحدر من طنجة، ويُلقب بأمير الرحالة المسلمين، وخارطة الجغرافي الشريف الإدريسي، التي تعتبر أول خارطة مرسومة للعالم، إذ ترجع إلى عام 1154، وتظهر فيها قارات العالم القديم، إفريقيا وآسيا وأوروبا، وتعد أقدم مرجع للإبحار عرفه الإنسان، كونه من مؤسسي علم الجغرافيا، ورسم أكثر من 70 خريطة تميزت بدقتها.
وتضم المعروضات كتباً موسوعية أبدعها مغاربة في حقب تاريخية بعيدة، فضلاً عن نسخة لأقدم حُليّ أثرية يبلغ عمرها 150 ألف سنة، ونسخة لأقدم جمجمة بشرية لإنسان عاقل، وكان عُثِر عليها في موقع من جبل «إيغود» وسط غرب المملكة.
تهدف فعاليات الجناح الذي يمتد على مساحة 190 متراً مربعاً، وبمشاركة 100 كاتب وناشر من أبرز القامات في مجال الأدب والمعرفة، و107 فعاليات ثقافية حيوية، إلى تعريف الجمهور بالإرث الحضاري المغربي المتميز، فضلاً عن المعارض الثقافية والفنون الشعبية، بما في ذلك عرض أفلام سينمائية، وتنظيم أكثر من 30 محاضرة وندوة، و هناك ركن خاص للمأكولات المغربية وأنشطة الأطفال من خلال ورش لتدريبهم على الصناعات التقليدية المغربية، مثل: فنون الخزف والزخرفة والنسيج، والاستمتاع بالحكي المغربي والإنصات للتعرف إلى اللهجة المحلية من قبل متخصصين، كما يلتقي زوار الشارقة للكتاب عروضاً مسرحية وموسيقية متجولة.
وتقدم مؤسسة المحافظة على تراث مدينة الرباط، المسجلة ضمن التراث الإنساني في اليونسكو، فعاليات وأنشطة لتوعية زوار الشارقة للكتاب، بمجهودات المملكة في الحفاظ على إرثها الحضاري والعربي الأصيل، ويركز الجناح على خلق حالة من التنوع عبر بانوراما ثقافية متكاملة، تبرز المنتج الفكري الإبداعي والفني وتسلط الضوء على عادات وتقاليد الشعب المغربي، باعتبارها من أبرز مكونات المجتمع الثقافية، ويحتضن الجناح أيضاً ركن فنون الخط العربي، الذي يقدم إبداعات أشهر الخطاطين المغاربة، وهنالك جانب ترفيهي يتمثل في ركن الشاي المغربي.
وقال عبدالله صديق رئيس قسم المعارض في وزارة الثقافة المغربية: إن وجود المغرب كضيف شرف في هذه الدورة من المهرجان، يعزز ترابط العلاقات بين البلدين فالإمارات تعيش في الوجدان المغربي، وأشار إلى أن الجناح يركز على استعراض التنوع الثقافي المغربي، ويزخر بمضامين مختلفة لتقديم صورة متكاملة عن الحضارة العريقة، ويسلط الضوء على تراثها الغني بالمعمار واستحضار فنون النحت على الخشب والأقواس داخل الرواق، وفضاءات من المخطوطات.
وأشاد بحرص إمارة الشارقة على تعزيز دورها التنويري والثقافي المحلي، والذي يمتد أيضاً للمنطقة العربية.
أخبار متعلقة :