جريدة جريدة وطني

الدراجات النارية.. قيادة المتعة والتهور

تحقيق: منى البدوي

تُعد هواية ركوب الدراجات النارية من الهوايات الممتعة، حيث تمنح ممارسيها فرصة حقيقية للتواصل مع الطبيعة بعيداً عن أي حواجز، لدرجة أن البعض تخطت علاقتهم بها حدود الهواية وتحوّلت إلى أسلوب حياة، لكنها وبرغم ذلك، قد تشكل خطراً على المجتمع، وتسبب الإزعاج والتلوث السمعي، ويصل الأمر إلى إزهاق الأرواح، بسبب الاستهتار والقيادة بتهوّر.
يؤكد بعض الهواة لـ«الخليج»، أن ركوب الدرجات النارية يعزز الأخلاقيات، لكن تعمد البعض القيادة بطريقة بهلوانية وسرعة عالية، يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، وطالبوا برفع مستوى الوعي المروري، مع التوعية الميكانيكية بأنظمة الدراجات للراغبين في ممارسة هذه الهواية لأول مرة، خصوصاً مع تزايد الإقبال عليها مع بدء درجات الحرارة في الانخفاض.
الطيش والمخاطر
قالت غالية شاكر، من هواة قيادة الدراجات النارية، إنه عادة ما يتزايد عدد الأفراد الذين يقودون الدراجات النارية خاصة خلال فصل الشتاء، ونلاحظ أن البعض غير مدرك للمخاطر الناجمة عن السلوكيات والممارسات السلبية في الشوارع والتي من الممكن تفاديها بالتخلي بسهولة.
وأشارت إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار تحديد الفئة العمرية التي يمكنها شراء دراجة نارية فائقة السرعة، وذلك لتجنيب المراهقين أو الشباب الذين تقل أعمارهم عن 23 عاماً قيادتها، حيث إن هذه النوعية من المحركات تسهل للفرد الانطلاق بسرعات عالية، وتستغل هذه الفئة عدم قدرة بعض الرادارات على ضبط الدراجات السريعة بسبب موقع اللوحة، وهو ما يمكن تلافيه بإجبار مالكي هذه الدراجات على وضع لوحة مرورية أمامية وأخرى خلفية، وتحديد موقع مناسب ليتسنى للرادار التقاط متجاوزي السرعة المحددة. وذكرت أن رفع العمر المسموح به لإصدار رخصة قيادة دراجة نارية، قد يسهم في تخفيف نسبة حوادث الدراجات الناجمة عن القيادة بطيش وتهور.
وسيلة قاتلة
قال البهاء زهير الشويكاني، من هواة قيادة الدراجات النارية، يجب أن يكون الدراج على درجة عالية من الوعي والشعور بالمسؤولية تجاه نفسه والآخرين، كما يجب أن يدرك أنه يقود آلية غير محمية مثل المركبة وهو ما يتطلب منه اتّباع كافة عوامل الأمان والسلامة من الخوذة والجاكيت والحذاء والبنطال وغيرها، بالإضافة إلى عدم استغلال حجم الدراجة الصغير وسهولة حركتها بين المركبات في التجاوز بشكل خاطئ ومراعاة وجود «زاوية عمياء» لدى سائق أي مركبة تمر بجواره، ولا يستطيع بسببها ملاحظة وجود سائق دراجة في أحد الجوانب الخلفية، الأمر الذي قد يؤدي لتعرض الدراج لحادث مروري قد ينجم عنه الوفاة.
ولفت إلى أن البعض يقوم بإجراء بعض التعديلات على الدراجة، الأمر الذي يحولها لوسيلة قاتلة مثل وضع إضاءة خافتة تصعب رؤيتها ليلاً، وتركيب إطارات كبيرة الحجم وبالتالي يصعب السيطرة عليها.
وأشار إلى أن بعض الحوادث المرورية التي يتعرض لها الدراج ناجمة عن سلوكيات وممارسات السائقين، حيث إن البعض لا يعطي سائق الدراجة أولوية الطريق بالرغم من وجود لوحة مرورية تدعوه لذلك وعدم ترك مسافة والالتصاق من الخلف بالدراجة والتوقف المفاجئ دون ضرورة.
عدة عناصر
قال حسني سيفي، هاوٍ، إن قائد الدراجة يجب أن يدرك أنه يقود آلية بدولابين فقط وغير محاط بحماية كما هو الحال في المركبات، الأمر الذي يتطلب منه إدراك أن حياته معرضة للخطر إذا لم يلتزم بعوامل الأمان والسلامة والأنظمة المرورية وأيضاً الأخلاقيات العامة عند استخدام الطريق، كما يجب أن يتحلى بالصبر والتخلي عن العصبية أثناء القيادة واتخاذ قرارات سريعة وصحيحة عند التعرض لأي موقف سواء من المركبات المحيطة أو حدث طارئ في الدراجة ويجب أن يكون لديه أشبه ما يكون بالرادار الداخلي الذي يمكّنه من التنبّؤ بالخطر قبل حدوثه والعمل على تلافيه فوراً.
وذكر أنه مما لا شك فيه أن قيادة الدراجات تعتبر من الهوايات الخطرة والمُكلفة مادياً، لكنها من الهوايات الممتعة، ومن الممكن تلافي المخاطر التي قد تنجم عنها من خلال التحلي بعدة أخلاقيات وصفات أبرزها الصبر وترك العصبية التي قد تؤدي به إلى تجاوز القوانين المرورية التي تم وضعها من قبل الجهات المختصة لحماية الأفراد من التعرض للحوادث المرورية، والابتعاد عن الاستعراض وأن يكون لدى الفرد قدرة عالية على التركيز.
إمكانيات الدراجات
اقترحت إيمان ثاني، أول صانعة محتوى عربية للدراجات النارية، ومؤسسة مجموعة لهواة الدراجات النارية بمنطقة الخليج، تنفيذ برامج توعوية لسائقي الدراجات النارية تتمحور حول كيفية التعامل معها في الطرق، وذلك لأن بعض الحوادث ناجمة بسبب عدم إدراك السائقين بالعناصر والإمكانيات التي تتوافر في الدراجة ومنها نظام البريك الذي يجبر على التوقف أو تخفيف السرعة دون أن تتعرض للتدهور.
وطالبت بإعادة النظر في السن القانونية التي تسمح بممارسة هذه الهواية كما يجب أن يمارسها الأفراد الذين هم على مستوى عال من الوعي والإدراك لمخاطر تجاهل القوانين المرورية وعوامل الأمن والسلامة الشخصية، وأن تكون لديه القدرة العالية على التركيز والتوازن، وتخيل أسوأ سيناربو من الممكن أن يقع مثل الدخول المفاجئ للمركبات وكيفية التعامل مع الموقف.
وأشارت إلى الممارسات الخطرة لبعض سائقي المركبات ومنها الدخول ضمن مسافة الأمان الكافية التي تركها الدرّاج بينه وبين المركبة التي أمامه وذلك لعدم علم السائق أن تلك المسافة لم يتركها الدرّاج عبثاً وإنما ضرورة ملحة لتمكّنه من السيطرة على دراجته وحمايته من التعرض لحادث مروري.

أخبار متعلقة :