جريدة جريدة وطني

بدور القاسمي: «تنوير» إبداع وتراث وتواصل بين الطبيعة والإنسان

* حفل ظافر يوسف تصدر فعاليات اليوم الختامي للمهرجان
* ورش وأنشطة تفاعلية لتبادل المعارف وتنمية المهارات
* السوق عرض منتجات يدوية تحتفل بالحِرفية المحلية
* 10 أعمال فنية تركيبية ملهمة وفرت مساحة للتأمل
 

اختتمت الدورة الافتتاحية من «مهرجان تنوير» فعالياتها، الذي حضره أكثر من 6000 زائر على مدار أيامه الثلاثة، بحفل فني استثنائي للفنان ظافر يوسف، حضره مقدماً لهم رحلة من التنوير الثقافي والتعبير الفني والتجربة الإنسانية المشتركة، وسط الجماليات التاريخية والطبيعية لصحراء مليحة بالشارقة.
أسدل المهرجان الستار على أيام حافلة بالموسيقى والفن والشعر والتجارب التفاعلية، أقيمت في الفترة 22-24 نوفمبر/ تشرين الثاني، برؤية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسِّسة المهرجان، الذي اصطحب الزوار في رحلة تفاعلية تحت عنوان «أصداء خالدة من المحبة والنور» المستوحى من حكمة الشاعر جلال الدين الرومي، وشعار «رحلتك تبدأ من هنا».


احتفال استثنائي
في حديثها عن رحلة «مهرجان تنوير»، الأول من نوعه في المنطقة، والذي شكل احتفالاً استثنائياً باستكشاف الذات والثقافة والاستدامة والتجربة البشرية المشتركة، عبّرت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي عن فخرها واعتزازها بالمهرجان، وقالت: «أثبت المهرجان دوره كحراك فني غني، وشهادة حية على تجربتنا الإنسانية المشتركة، متجاوزاً جميع الحواجز اللغوية والثقافية من خلال محبة الإبداع، والفكر، والتواصل مع التراث والطبيعة، وسط منطقة مليحة، التي تشكل مهداً لواحدة من أقدم الحضارات البشرية».
وأضافت: «هنا، وقفنا شاهدين على أصداء المحبة والنور التي لن تقتصر على الأيام الثلاثة، بل يمتد تأثيرها لتأكيد قدرتنا اللامحدودة على التواصل مع بعضنا، وتنوير أحدنا للآخر، وتتملكني مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز الذي حققناه معاً، ما يدفعني إلى التعبير عن تقديري وامتناني لكل من انضم إلينا في هذه الرحلة، التي أظهرنا من خلالها أن الاتحاد والتسامح والإبداع والحوار ينير درب الشعوب والثقافات نحو عالم أكثر تراحماً واستدامة ووعياً».
موسيقى العالم
شهد اليوم الختامي حفلات موسيقية وعروضاً فنية، تصدرها حفل الفنان العالمي ظافر يوسف، أحد أبرز عازفي العود في العالم، والذي قدم للجمهور تجربة فريدة تجمع بين موسيقى الجاز والموسيقى التقليدية تحت سماء صحراء مليحة. 
وترك ظافر يوسف انطباعاً متميزاً لدى الجمهور بسرده القصصي المعبّر من خلال ثنائية الصوت والموسيقى، التي تجمع الإيقاعات الكلاسيكية والحديثة في حفل فريد يرمز إلى رؤية المهرجان حول وحدة التجربة الثقافية الإنسانية.
واستضاف المسرح الرئيسي حفلاً موسيقياً وأدائياً قدمه الفنان نورالدين خورشيد و«فرقة الدراويش الشامية»، الذين حولت عروضهم وألحانهم لمس خلالها الجمهور الارتباط الوثيق بين الحركة والموسيقى، حيث جسد الدوران الذي يؤديه دراويش الصوفية جوهر التنوير الذي ترددت أصداؤه طوال رحلة المهرجان.
أسرار الأفكار
تحول مسرح «سوق تنوير» إلى احتفالية جمعت بين الموسيقى والكلمة المقروءة في فن القصيدة، حيث ألقى شعراء مثل «بركة بلو» والشاعرة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، مقتطفات من أشعارهم أمام الجمهور، وكشف كلماتهم أسرار الأفكار والمعاني التي عززت التجربة الجماعية لزوار المهرجان، كما استقبل مسرح «شجرة الحياة» فنان موسيقى «الغناوة» حسن حكمون، الذي اصطحب المستمعين إلى جذور التقاليد المغربية العريقة من خلال صوته القوي ومهارته على آلة «السنتير» الموسيقية، مجسداً قدرة المهرجان على مد جسور التواصل بين الثقافات والعوالم الفنية المختلفة.
تجارب مدهشة
إلى جانب 29 حفلاً فنياً أحياها أكثر من 100 موسيقي وفنان من 15 دولة على مدار ثلاثة أيام، قدم المهرجان باقة من الأنشطة والمرافق والخدمات، ابتداءً بـ10 ورش عمل تفاعلية غطت موضوعات متنوعة كـ«الدوران الصوفي» و«الزخرفة والتذهيب والأشكال الهندسية»، وانتهاءً بمجموعة المطاعم في «منطقة التغذية»، التي قدمت وجبات صحية وشهية من المطبخ المحلي والعالمي، حيث شكّل كل ركن تجربة شائقة تنتظر من يكتشفها.
مساحة للتأمل
وفرت 10 أعمال فنية تركيبية موزعة على أرض المهرجان للزوار مساحة للتأمل، في حين احتفل السوق بالفنون الحِرفية المحلية والعالمية التي أتاحت فرصة تسوّق، يختارون خلالها منتجات تعبّر عن روح هذه التجربة المشتركة.
واستمتع الزوار بالأنشطة التجريبية الإضافية، كالجولات على المواقع الأثرية، وجلسات مراقبة القمر والنجوم، وتجارب الطيران المظلي، التي وفرت للمشاركين مساحة للتأمل، وفرصة للتواصل مع المشهد الطبيعي وسط الكثبان الرملية، حيث التقى الماضي والحاضر، وتعزز الارتباط بأرض المنطقة وثقافتها وتاريخها.

     

     

 

أخبار متعلقة :