جريدة جريدة وطني

فرنسا تواجه تغير المناخ بأشجار الزان

إعداد: مصطفى الزعبي
تؤدي أشجار الزان المدعومة بالحماية من تغير المناخ ثمارها الأولى في فرنسا بعد 11 عاماً من زراعتها، الأشجار تقف الآن بطول ثلاثة أمتار، حيث تلوح في الضباب بألوانها الخريفية البنية المحمرة على ما كان قبل 100 عام أرض جحيم مدمرة.
الأمر الحاسم هو معدل البقاء على قيد الحياة، والذي وصل إلى أكثر من 90% وهو تحسن كبير مقارنة بنسبة 80% التي تعتبر عادة علامة على نجاح المزرعة، كما قالت بروفيسورة الوراثة بريجيت موش.
وأضافت «لا ينبغي لنا أن نستبق الأحداث، فهي لا تتجاوز أعمارها العشر سنوات، حيث إن الصقيع الشديد أو النمو المفرط لنبات الياسمين قادر على القضاء على الأشجار الصغيرة».
وفحص خبراء من هيئة الغابات الفرنسية الشتلات بانتظام للتأكد من نموها وصحتها وقدرتها على الصمود في وجه الحياة البرية المحلية.
وتشكل قطعة الأرض المزروعة بأشجار الزان، التي تقل مساحتها عن هكتار (2.5 فدان)، جزءاً من مخطط إلى إعادة «هجرة جينات» الأشجار المهددة بالموت في جنوب فرنسا، حيث يصبح المناخ جافّاً بشكل متزايد وغير قادر على دعمها.
وتتذكر موش، رئيسة الموارد الوراثية في المعهد الوطني للبحوث الوراثية، كيف نشأ المشروع في اجتماع عقد في عام 2011 من فكرة نظائر المناخ.
وباستخدام بيانات خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة ومعرفتهم بأفضل الأماكن لنمو البذور، حيث تسمح الطريقة لخبراء الغابات برسم خريطة للمناطق التي سيكون لديها مناخ مناسب في المستقبل لأنواع مختلفة من الأشجار.
كما أن الأشجار الأخرى المنتشرة تقليدياً مثل شجرة البلوط معرضة لخطر الاختفاء من العديد من المناطق الفرنسية بسبب تغير المناخ.
في فردان، نجحت أشجار الزان باجتياز التجارب الأولى لموطنها الجديد، حيث ترسخت جذورها في تربة طباشيرية كانت معبأة منذ زمن طويل ومليئة بالمعادن والمواد السامة نتيجة للقصف المكثف خلال الحرب العالمية الأولى.
بعد عام 1918، أعيدت زراعة الغابة بأشجار راتنجية مثل أشجار الصنوبر جزئياً بفضل البذور التي أرسلتها ألمانيا كتعويضات حرب وفي وقت لاحق بالأشجار المتساقطة، وخاصة شجر الزان والبلوط.

أخبار متعلقة :