* بدر محمد آل علي: كنوز غنية تعكس أصالة وتاريخ دبي العريق
اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» مشاركتها في «مؤتمر الآثار 2024»، الذي نظمه متحف زايد الوطني في «اللوفر أبوظبي».
تأتي المشاركة ضمن حرص الهيئة على إبراز أهمية مواقع دبي الأثرية، ما يتناغم مع أولوياتها القطاعية الهادفة إلى تعزيز حضور دبي على خريطة التراث العالمي.
أكد المهندس بدر محمد آل علي، مدير إدارة الآثار في «دبي للثقافة» حرص الهيئة على المشاركة الفاعلة في المؤتمرات والفعاليات المتخصصة في مجال الآثار، بهدف التعريف بمواقع دبي الأثرية وإبراز قيمتها التاريخية والعلمية.
وقال آل علي: «توفر المؤتمرات والملتقيات مساحات مُلهمة وبيئة علمية لاستعراض أهم البحوث والاكتشافات الأثرية، ما يدعم جهود الهيئة في الحفاظ على التراث الثقافي للإمارة، ويُبرز ما تحتويه من كنوز أثرية غنية تعكس أصالتها وتاريخها العريق».
وأضاف: «تزخر دبي بالعديد من المواقع الأثرية التي تعود لعصور تاريخية قديمة، وتُظهر مكتشفاتها ورسوماتها المنقوشة دورها التاريخي كمركز حضاري، ما يجعلها وجهة عالمية للباحثين والمهتمين بمجال الآثار».
قطع فريدة
عرض وفد «دبي للثقافة»، خلال مشاركته في المؤتمر، أربع دراسات، ومنها ورقة بحثية بعنوان «أحدث الاكتشافات في موقع ساروق الحديد الأثري»، والتي أعدّها د.منصور بريك، واستعرض فيها أعمال التنقيب التي قام بها الفريق المحلي لإدارة الآثار في الهيئة، وكشفت عن وجود العديد من القطع الأثرية الفريدة التي تعود للعصور البرونزية والحديدية.
العصر الحديدي
سلطت الضوء على أعمال التنقيب التي تمّت في الموقع، وأدت إلى اكتشاف مكان تصنيع الفحم في العصر الحديدي، إضافة إلى اكتشاف العديد من القطع الأثرية المهمة، منها الخبيئة التي تحوي أكثر من 120 قطعة متنوعة.
وتحت عنوان «دراسة أولية للاكتشافات الأثرية الحديثة في موقع مرغم الأثري»، قدّمت منقبة الآثار مريم السويدي، رؤى جديدة حول الاكتشافات الأثرية المهمة في الموقع، منها آثار مدفن مشيد من كتل حجرية محلية، مصحوبة بمقتنيات جنائزية ومجموعة من القطع الأثرية التي قد يعود تاريخها إلى نهاية العصر البرونزي وحتى بداية العصر الحديدي الثاني.
نقوش ورسومات
قدّمت مرمّمة الآثار زينب سالمين، ورقة بعنوان «الكشف عن نقوش على القطع البرونزية المكتشفة في موقع ساروق الحديد الأثري»، تناولت نتائج ترميم بعض القطع، والتي حملت نقوشاً قد تكون صُنعت لأغراض دينية، أو للزينة، مثل الأسلحة كالفؤوس ورؤوس الأسهم والخناجر والسيوف، وأدوات من الحياة اليومية مثل الأوعية والكؤوس، والتي تمتد إلى العصر الحديدي.
وأبرزت النقوش رسومات مثل الحشرات والزواحف كالثعابين والعقارب، وزخارف نباتية كجذوع النخيل، وأشكال هندسية مختلفة وبشرية.
رؤوس سهام
قدّمت د.أمل القاسم، الباحثة في قسم ما قبل التاريخ في جامعة كولونيا بألمانيا، بالتعاون مع «دبي للثقافة»، ورقة بحثية بعنوان «رؤوس سهام من العصر الحجري الحديث والصناعة في العصر البرونزي في موقع ساروق الحديد»، استعرضت فيها الأدوات الحجرية المكتشفة، والتي تعود إلى منتصف عصر الهولوسين الجيولوجي.
أدلة قديمة
بيّنت المكتشفات وجود أدلة قديمة على استيطان ساروق الحديد في فترة العصر الحجري الحديث، في حين كشفت الأدلة تشابه الأدوات الصوانية التي عُثر عليها في جزيرتي مروح وغاغا في أبوظبي، وتلك المكتشفة في موقع جبل الفاية في الشارقة، ما يدعو إلى إعادة النظر في فرضية تهجير المناطق الداخلية من جنوب غرب الجزيرة العربية إلى المناطق الساحلية والمرتفعات؛ بسبب الجفاف خلال منتصف العصر الهولوسيني.
أخبار متعلقة :