وضعت نائبة الرئيس الأمريكي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس منافسها الجمهوري دونالد ترامب في موقف دفاعي، خلال المناظرة الأولى بينهما في فيلادلفيا، أمس الأربعاء، بسلسلة من الهجمات بشأن مصير الديمقراطية والإجهاض ومدى ملاءمته للمنصب ومشاكله القانونية العديدة، بينما سعى الاثنان إلى اقتناص لحظة لإقناع الناخبين بالتصويت لهما في انتخابات متقاربة، فيما أظهر استطلاع أجرته«سي إن إن»، أن أغلبية 63% من مشاهدي المناظرة الرئاسية يعتقدون أن هاريس تفوقت على ترامب، الذي قال إن المناظرة لم تكن منصفة بحقه. كما تفوه بعدة ادعاءات كاذبة وتصريحات متطرفة، ما دفع المنسقين إلى التصحيح عدة مرات.
سويفت تايلور تدعم
وفي دفعة لحملة هاريس، قالت نجمة البوب تيلور سويفت لمتابعيها البالغ عددهم 283 مليوناً على إنستغرام في منشور بعد المناظرة مباشرة إنها ستدعم هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز في الانتخابات. وحظي المنشور بإعجاب ما يقرب من مليوني شخص في غضون 25 دقيقة.
وتفاعل ترامب الذي كان يظن قبل أسابيع أنه يشق طريقه بسهولة نحو الرئاسة، مع الضغط الذي مارسته عليه هاريس برفع نبرته صوته مطلقاً التصريحات الطنانة ومكرراً شتائم غالباً ما يستخدمها في لقاءاته الانتخابية.
وردت هاريس البالغة 59 عاماً بنظرات ساخرة في البداية وسرعان ما أثارت غضبه بقولها إنها تمثل انطلاقة جديدة بعد «فوضى» ولايته الرئاسية الأولى. وشددت قائلة «لن نعود» إلى ذلك.
وبدأت المناظرة التي بثتها محطة «إيه بي سي نيوز» عندما اقتربت نائبة الرئيس الديمقراطية بشكل مفاجئ من الرئيس الجمهوري السابق لمصافحته قبل أن يتوجها إلى المكان المخصص لهما.
ففي غضون دقائق، اتهمها ترامب البالغ 78 عاماً بأنها «ماركسية» وادعى خطأ بأنها سمحت مع الرئيس جو بايدن «لملايين الأشخاص للتدفق إلى بلدنا من السجون والمصحات العقلية».
مجرم مدان
وأشارت هاريس إلى أن ترامب مجرم مدان مشددة على أنه «متطرف». وقالت إنها «لمأساة» لكونه استخدم طوال مسيرته «العرق لقسمة الشعب الأمريكي».
وكانت أكثر تبادلاتهما حدة حول رفض ترامب غير المسبوق الاعتراف بهزيمته أمام بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020 عندما حاول قلب النتيجة. وأمام المشاهدين الذي يقدر عددهم بعشرات الملايين تمسك ترامب بموقفه، مشدداً على أن «ثمة أدلة كثيرة» على أنه فاز فعلاً في ذلك الاقتراع.
وتوجهت هاريس إلى ترامب بالقول إن مسؤوليه الأمنيين سابقاً في البيت الأبيض اعتبروه «وصمة عار».
وأضافت «قادة العالم يسخرون من دونالد ترامب».
ورأت أن ترامب «سيسلم» أوكرانيا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حين اعتبر ترامب أنّ «إسرائيل ستزول» إذا ما أصبحت هاريس رئيسة للبلاد مشدداً على أنها تكره إسرائيل، إذا أصبحت رئيسة، أعتقد أنّ إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين.
وقالت هاريس إن ادعاء أنها تكره إسرائيل «ليس صحيحاً على الإطلاق»، وأضافت أنها دعمتها طوال مسيرتها المهنية.
وشكل موضوع الإجهاض أيضاً محور تبادلات حادة بين المرشحين. وشدد ترامب على أنه دفع باتجاه منع حق الإجهاض على الصعيد الفيدرالي إلا أنه أراد لكل ولاية أن تعتمد سياساتها الخاصة في هذا المجال.
وقالت هاريس إن ترامب ينشر«شبكة من الأكاذيب» واعتبرت سياساته على هذا الصعيد «مهينة لنساء أمريكا».
مهرجانات انتخابية مملة
وتمكنت هاريس من إثارة حفيظة ترامب من خلال التطرق إلى مهرجاناته الانتخابية. وقالت إن الحضور يغادرون هذه اللقاءات بشكل مبكر «بسبب التعب والملل».
وتحدث ترامب بحدة أيضاً عندما تناول مطولاً فرضية مؤامرة تم دحضها بأن المهاجرين الهايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة للمواطنين في أوهايو.
وقال «إنهم يأكلون كلاباً، الناس الوافدون يأكلون القطط» ما استدعى تدخل مسيّر المناظرة الذي أكد أن سلطات مدينة سبرينغفيلد قالوا إن ذلك لم يحدث.
إلى ذلك، أظهر استطلاع أجرته «سي إن إن»، أن أغلبية 63% من مشاهدي المناظرة الرئاسية يعتقدون أن هاريس تفوقت على ترامب، فيما أظهر الاستطلاع أن 37% فقط من المشاهدين يعتقدون أن ترامب تفوق على هاريس.
ونقلت الشبكة الإخبارية عمّن وصفتهم بناخبين «مسجلين» شاهدوا المناظرة، قولهم إن هاريس حققت أداءً أفضل.
وأوضحت الشبكة أن الناخبين أنفسهم كانوا، قبل المناظرة، منقسمين بالتساوي بشأن توقعاتهم عمن سيكون المرشح الأقوى خلال المناظرة.
وتعكس نتائج الاستطلاع آراء النقاش فقط بين الناخبين الذين استمعوا، ولا يمثلون آراء جمهور التصويت الكامل.
وأظهر استطلاع أجرته «سي إن إن» كذلك، أن أغلبية الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، يعتقدون أن هاريس فازت بالمناظرة ضد ترامب.
(وكالات)