دعم غربي لإسرائيل.. وتحذير أوروبي من حريق في الشرق الأوسط

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هيمنت الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر 2023، أمس الاثنين، على مجمل الحراك السياسي والعسكري في المنطقة، وبينما اصطف العالم الغربي للإعراب عن دعمه لإسرائيل، وبعضه راح يتحدث عن حقوق الفلسطينيين بخجل، حذر الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل من أن الشرق الأوسط بأكمله على وشك اندلاع حريق كامل «يبدو أن المجتمع الدولي غير قادر على السيطرة عليه»، في ما أكد أمين عام الجامعة العربية أن إسرائيل تستخدم القوة بشكل أرعن وليس لديها أي تصور عن الحل النهائي، في حين نددت مصر بالتصعيد في لبنان وغزة ودعت إلى وقف إطلاق النار، وحذر الأردن من التصعيد الإسرائيلي يدفع المنطقة إلى «هاوية حرب إقليمية».
وادعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاثنين إن الحرب التي تشنها إسرائيل حالياً تستهدف تغيّر» الواقع الأمني«في المنطقة لضمان عدم تكرار هجوم مثل هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وقال وزير الجيش يوآف غالانت: «إننا ملتزمون بحزم بمواصلة اتخاذ كل التدابير الضرورية للانتصار على أعدائنا والدفاع عن إسرائيل»، حسب تعبيرة.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن «الالتزام الكامل بأمن إسرائيل»، وقالت نائبته والمرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس في بيان: «أشعر بحزن بالغ لحجم القتلى والدمار في غزة خلال العام الماضي»، مضيفة: «سأناضل دائماً حتى يتمكن الفلسطينيون من تجسيد حقهم في الكرامة والحرية والأمن وتقرير المصير». وشدد بايدن وهاريس على ما يسمى بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وقال جوزيب بوريل في بيان: «الناس في المنطقة باتوا أكثر انعداماً للأمن من أي وقت مضى، وهم عالقون في حلقة لا نهاية لها من العنف والكراهية والانتقام»، وشدد بوريل على أن الاتحاد الأوروبي يستنكر ويرفض تصعيد العنف في مختلف أنحاء الشرق الأوسط حيث أغلب الضحايا من المدنيين.
وأكد بوريل أن أي حل عسكري لن يجلب مستقبلاً لشعبي إسرائيل وفلسطين وأن الحل السياسي وحده هو الذي سيجلب السلام والأمن والازدهار، وقال: «إن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن وقف إطلاق النار الفوري على كافة الجبهات هو السبيل الوحيد للوصول إلى تحرير الرهائن وتهدئة هذا الوضع الخطير للغاية في المنطقة والذي من شأنه أن يؤثر بشكل خطير على العالم أجمع».
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، الذي يقوم بزيارة إلى إسرائيل، أن بلاده ترى أن«القوة وحدها لا تكفي لضمان أمن إسرائيل»، وقال بارو في القدس «لقد حان وقت الدبلوماسية» بينما امتدت الحرب في قطاع غزة الآن إلى لبنان، وقال: إن الاقتراح الفرنسي الأمريكي لوقف إطلاق النار في لبنان لا يزال مطروحاً ويواصل الطرفان العمل عليه.
كما أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن المملكة المتحدة «لن تضعف في سعيها لتحقيق السلام، في يوم الألم والحزن هذا، نكرّم الذين فقدناهم ونظل عازمين على إعادة الرهائن ومساعدة الذين يعانون وضمان مستقبل أفضل للشرق الأوسط».
وجددت الخارجية الإسبانية إدانتها الشديدة لهجمات السابع من أكتوبر«ودعت إلى وقف إطلاق النار في غزة وإلى«حل الدولتين الذي يضمن السلام للفلسطينيين والإسرائيليين والأمن المشترك».
من جهة أخرى، أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن ممارسة إسرائيل للقوة على هذا النحو الأرعن، لا تضمن وضعاً نهائياً يسوده السلم والأمن، مشدداً على أن إسرائيل ليس لديها حل نهائي للصراع مع الفلسطينيين، وأن الصيغة التي تقدمها هي استمرار الوضع القائم، أي استدامة احتلال الأراضي الفلسطينية، بصورة تُجسد نظام التفرقة العنصرية الذي عرفته جنوب إفريقيا في السابق.
ومن جانبها، أكدت مصر رفضها الكامل للتصعيد العسكري الإسرائيلي والتوغل البري والمساس بالسيادة اللبنانية، واعتبرت أن ما تقوم به إسرائيل من عدوان على جنوب لبنان وغزة والضفة الغربية، يمثل تصعيداً خطيراً قد يؤدي إلى الانزلاق إلى حرب إقليمية، وأكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، خلال اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني «ديفيد لامي» الضرورة المُلحة لتحقيق وقف إطلاق النار وتضافر الجهود الدولية لاحتواء الوضع ووقف التصعيد من جانب إسرائيل. وشدد على أهمية تمكين الجيش اللبناني لضمان استقرار لبنان في ظل المرحلة الحرجة الراهنة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بجميع عناصره من قبل جميع الأطراف، كما أجرى وزير الخارجية المصري، اتصالاً هاتفياً، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي لبحث التطورات المتسارعة في المنطقة، وفي مقدمتها التطورات التي يشهدها لبنان وقطاع غزة، وقال المتحدث باسم والخارجية المصرية السفير تميم خلاف: إن وزير الخارجية المصري أعرب لنظيره الإيراني عن قلق مصر البالغ من التصعيد المتزايد بالمنطقة واتساع رقعة الصراع في الإقليم ما يُنذر بعواقب وخيمة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وأكد عبد العاطي على ضرورة العمل على خفض التوترات وضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة لتجنب الانزلاق إلى حرب إقليمية.
إلى ذلك، نبّه وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي بعد وصوله إلى بيروت، أمس الاثنين من أن التصعيد الإسرائيلي الذي بدأ في غزة وانتقل الى لبنان، يدفع المنطقة إلى «هاوية حرب إقليمية شاملة»، وقال الصفدي للصحفيين: «العدوانية الإسرائيلية التي رأيناها بدأت ومستمرة في غزة وانتقلت الآن إلى لبنان، تدفع المنطقة جميعها الى هاوية حرب إقليمية شاملة».(وكالات)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق