إسرائيل ترتكب أكبر مذبحة بحق موظفي «الأونروا» في غزة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات عدة، أمس الخميس، بمقتل موظفين من الأمم المتحدة في ضربة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل 18 شخصاً، بحسب الدفاع المدني في غزة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن ستة من موظفيها قُتلوا بعد غارتين جويتين أصابتا الجاعوني في مخيم النصيرات للاجئين في غزة، أسفرتا أيضاً عن مقتل 18 فلسطينياً مساء أمس الأول الأربعاء. وقالت الوكالة إن «من بين القتلى مدير مركز الإيواء وأعضاء آخرون في الفريق يقدمون المساعدة للنازحين». وأكدت الأونروا أن الهجوم يمثل «أعلى حصيلة قتلى بين موظفينا في حادث واحد» منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر الماضي، مضيفة أنها المرة الخامسة التي تتعرض فيها هذه المدرسة بالتحديد للقصف خلال الأشهر ال 11 الماضية.
ووصفت وكالة «الأونروا» ما يحدث بأنه «قتل عبثي» في ظل «تجاهل العاملين في المجال الإنساني والمباني والعمليات الإنسانية بشكل صارخ ومستمر منذ بداية الحرب».
وقال فيليب لازاريني، مدير الوكالة إن الموظفين الذين لقوا حتفهم كانوا يقدمون الدعم للأسر التي لجأت إلى المدرسة، وأن ما لا يقل عن 220 من موظفي وكالته قتلوا في غزة منذ بداية الحرب. ونشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أسماء وصور الضحايا من موظفي الوكالة الأممية، وهم نايف الحطاب (مدير مركز) وياسر إبراهيم، وإياد يعقوب، ومحمد عدنان، وهاني محمود، وحسام حسن أبو حماد، وجميعهم معلمون تابعون للوكالة الإغاثية. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل: «للمرة الخامسة تقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا وتقتل 18 مواطناً»، في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وفي مسرح المجزرة، رصدت عدسات المصورين أهالي المخيم وهم يجمعون بقايا بشرية، بعضها وضع في بطانيات وبعضها في أكياس بلاستيكية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود كانوا في موقع الحادث أنهم اضطروا إلى تخطي «أطراف ممزقة». وقال رجل وهو يحمل كيساً بلاستيكياً به بقايا بشرية إنه «بالكاد» يستطيع الوقوف وسط الأشلاء.
وأضاف: «لقد مررنا بجحيم لمدة 340 يوماً الآن، ما رأيناه خلال هذه الأيام لم نره حتى في أفلام هوليوود، والآن نراه في غزة».
وزعم الجيش الإسرائيلي، أمس، انه «استهدف بشكل دقيق وبتوجيه استخباري عنصرين داخل مجمع قيادة ل«حماس» استخدم سابقاً كمدرسة الجاعوني في النصيرات في قطاع غزة».
وعلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على الهجوم بأنه يرقى إلى «انتهاكات دراماتيكية للقانون الإنساني الدولي». وقال إن ما يحدث في قطاع غزة غير مقبول على الإطلاق.
وأوضح غوتيريش أن هناك انتهاكات دراماتيكية للغاية للقانون الإنساني وغياباً تاماً لحماية فعالة للمدنيين في غزة، كما اعتبر أن عدم المحاسبة على مقتل موظفي منظمته وعمال الإغاثة في قطاع غزة أمر غير مقبول.
ودانت مصر بشدة استمرار القصف الإسرائيلي لمنشآت ومدارس (الأونروا) في قطاع غزة وآخرها قصف مدرسة الجاعوني بمخيم النصيرات الذي أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى، بينهم موظفون تابعون للوكالة. واعتبرت مصر في بيان لوزارة الخارجية هذه الانتهاكات تصعيداً خطِراً وخرقاً صارخاً للقانون الدولي وطالبت بوقف فوري لهذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، ودعت مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته، مؤكدة ضرورة حماية حقوق الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المشروعة.
ووصف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الحادثة بأنها «مروعة»، مؤكداً أن «تجاهل المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وخصوصاً حماية المدنيين، لا يمكن ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يقبله».
وفي برلين عدّت ألمانيا مقتل ستة من موظفي الأمم المتحدة في غزة أمراً «غير مقبول إطلاقاً». وقالت وزارة الخارجية إن «على العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية ألاّ يكونوا إطلاقاً ضحايا للصواريخ، من واجب الجيش الإسرائيلي حماية موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة».
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى حماية العاملين في مجال الإغاثة، وأكد في تصريح مشوب بالحرج: «علينا أن نرى المواقع الإنسانية محمية. هذا أمر نواصل طرحه مع إسرائيل».
(وكالات)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق