بعد 4 أيام من الانقطاع.. الكهرباء تعود تدريجياً للعاصمة الكوبية

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هافانا - أ ف ب
عاد التيار الكهربائي إلى نصف سكان هافانا البالغ عددهم مليوني نسمة الاثنين، بعد أربعة أيام من انقطاع كبير في الجزيرة اختبر صبر الكوبيين ودفع رئيس الدولة إلى التحذير من أي إخلال بالنظام العام.
وقالت شركة الطاقة في العاصمة الكوبية في بيان نشرته بوابة الأخبار العامة «كوبا ديبايت»: «إن هناك الآن 172 دائرة قيد التشغيل، وهو ما يمثل 317 ميغاوات»، مضيفة أن هذا يمثل «نحو 50% من الزبائن».
قضى سكان الجزيرة البالغ عددهم 10 ملايين نسمة ليلة ثالثة بدون كهرباء بسبب عطل طرأ الجمعة في محطة الطاقة الكهروحرارية الرئيسية في البلاد، ما أدى إلى توقف الشبكة بالكامل.
وأقر الرئيس ميغيل دياز كانيل مساء الأحد بأن وضع شبكة الكهرباء لا يزال «معقداً» ويتسم بـ«عدم استقرار» شديد. وفي وقت سابق، قالت الحكومة، إنها تأمل في إعادة الكهرباء مساء الاثنين.
كما حذّر دياز كانيل من أن حكومته لن تتسامح مع الإخلال بالنظام العام، بعدما خرج مواطنون إلى الشوارع مساء السبت والأحد للتعبير عن استيائهم.
وأفاد مصورون في وكالة فرانس برس بأن عشرات الكوبيين، بينهم نساء يحملن أطفالاً، خرجوا حاملين القدور والمقالي في منطقة سانتو سواريز وهم يهتفون «أشعلوا النور».
وأكد رئيس الدولة في لقاء مع التلفزيون العام ارتدى خلاله الزي العسكري، أن جميع مرتكبي الاضطرابات سيحاكمون «بالصرامة التي تلحظها القوانين الثورية». واعتبر أن العديد من هؤلاء يتصرّفون «بناء على توجيهات مشغّلي الثورة المضادة الكوبية من الخارج».
وكان انقطاع التيار الكهربائي أحد أسباب الاحتجاجات التاريخية في 11 تموز/ يوليو 2021.
«موجات قوية»
في الأثناء، انخفضت خلال ليل الأحد الاثنين حدة الإعصار أوسكار إلى عاصفة استوائية بعدما ضرب اليابسة في المساء السابق في شرق كوبا مع رياح تقترب سرعتها من 130 كم في الساعة، بحسب المركز الأمريكي للأعاصير.
وحذّر مركز الأرصاد الجوية الكوبي في وقت مبكر الاثنين من أن «موجات قوية ستستمر في التشكل على الساحل الشمالي لمقاطعات غوانتانامو وهولغوين ولاس توناس» في شرق الجزيرة.
بحلول مساء الأحد، وصل ارتفاع الأمواج إلى أربعة أمتار على الواجهة البحرية قرب بلدة باراكوا، حيث ضرب أوسكار. وقال التلفزيون العام: أسطح وجدران منازل تضررت وسقطت أعمدة كهرباء وأشجار.
في مواجهة أزمة الطاقة وحالة الطقس، علقت السلطات الفصول الدراسية والخدمات العامة غير الأساسية حتى الأربعاء، مع بقاء المستشفيات والخدمات الأساسية فقط قيد التشغيل.
وتعاني كوبا أسوأ أزمة منذ ثلاثين عاماً، إذ يضاف الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي إلى نقص في الغذاء والدواء والتضخم المتسارع.
قال سيرغي كاستيلو، وهو عامل بناء يبلغ 68 عاماً، متأسفاً: «لقد سئم الكوبيون أشياء كثيرة»، مضيفاً بغضب «لا توجد حياة هنا، هذا البلد لا يستطيع تحمل المزيد»، موضحاً أنه منذ بداية انقطاع التيار الكهربائي كان يأكل «فقط الطعام الجاف».
يقول أديسماري كوزا، وهو عامل لحسابه الخاص يبلغ 56 عاماً، متأسفاً أيضاً: «ثلاجتي لم تعمل لمدة ثلاثة أيام وأخشى أن يفسد كل شيء».
الخميس عشية انقطاع التيار الكهربائي العام، أعلن الرئيس الكوبي أن الجزيرة تعيش حالة «طوارئ طاقية» وتواجه صعوبات في شراء الوقود اللازم لتشغيل محطاتها الكهربائية، بسبب تشديد الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة منذ عام 1962.
وتتغذى الجزيرة بالكهرباء من ثماني محطات حرارية متهالكة ومعطّلة في بعض الأحيان أو تخضع للصيانة، بالإضافة إلى الكثير من محطات الطاقة العائمة التي تستأجرها الحكومة من شركات تركية، ومولّدات الكهرباء.
في سبتمبر/ أيلول 2022، شهدت كوبا انقطاعاً واسع النطاق للتيار الكهربائي بعد مرور إعصار إيان الذي ضرب غرب الجزيرة. واستغرقت استعادة الكهرباء بالكامل عدة أيام في هافانا، ما تسبب في مظاهرات متفرقة في عدة أحياء مختلفة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق