واشنطن ـ (أ ف ب)
جلس دونالد ترامب الأربعاء وراء مقود شاحنة لجمع القمامة من أجل الإجابة على أسئلة الصحفيين مع خروج حملته الرئاسية عن مسارها عقب تعليق للرئيس جو بايدن وصف فيه أنصار المرشح الجمهوري بالـ«قمامة»، ما سبب أيضاً إحراجاً للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وكانت هاريس تأمل البناء على الأداء القوي الذي قدمته خلال تجمع حاشد في واشنطن الليلة السابقة، لكنها وجدت نفسها بدلاً من ذلك تبذل جهوداً للتنصل من تعليقات بايدن.
ورغم أن ترامب سبق وأن وصف خصومه السياسيين بالقمامة، إلا أنه كان جاهزاً لاستغلال زلة لسان بايدن، حيث صعد إلى داخل مقصورة شاحنة لجمع القمامة تحمل شعار «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» كانت تنتظره في مطار في ويسكونسن للإجابة عن أسئلة الصحفيين.
وكان الفكاهي توني هينشكليف قد وصف بورتوريكو التي تعد غالبية من المتحدرين من أمريكا اللاتينية بأنها «جزيرة عائمة من القمامة»، في تصريحات نأى ترامب بنفسه عنها.
ولكن بايدن برده خلال مكالمة انتخابية الثلاثاء أن «القمامة الوحيدة التي أراها تطفو هناك هي أنصاره» منح ترامب الفرصة للعب دور الضحية.
وقال ترامب «هل تعجبكم شاحنة القمامة الخاصة بي؟ هذه الشاحنة تكريماً لكامالا وجو بايدن».
وأضاف في وقت لاحق خلال تجمع انتخابي في غرين باي «لا يمكنك أن تكون رئيساً إذا كنت كارهاً للشعب الأمريكي، وأنا أعتقد أنهما كذلك».
ولكن بينما أعرب الجمهوريون عن غضبهم إزاء تصريحات بايدن، نشرت مجموعة «مشروع لينكولن» المناهضة لترامب مقطع فيديو له تحققت منه وكالة فرانس برس يصف فيه «الأشخاص المحيطين» بنائبة الرئيس بـ«القمامة» خلال تجمع للجمهوريين في 7 سبتمبر/أيلول بولاية ويسكونسن.
في الأثناء، زارت هاريس ولاية كارولاينا الشمالية ثم ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن، حيث ركزت على 3 من الولايات الـ7 الحاسمة التي يمكن أن تحدد من سيفوز في الانتخابات الأكثر تقارباً في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
وفي ماديسون بولاية ويسكونسن، قالت لأنصارها «الناس منهكون ويريدون أن يتوقف تبادل الاتهامات. حان الوقت لكي نبدأ بالتكاتف كشعب ينهض ويسقط معاً».
وأدلى أكثر من 57 مليون ناخب بأصواتهم بالفعل عن طريق التصويت المبكر أو عبر البريد، وهو ما يزيد على ثلث إجمالي الأصوات في عام 2020.
«مهووس»
في هذه الأثناء، اضطرت هاريس إلى الرد على أسئلة حول زلة بايدن، قائلة «اسمحوا لي أن أكون واضحة، أنا أختلف بشدة مع أي انتقاد للأشخاص بناء على من يصوتون له».
وفي ولاية كارولاينا الشمالية، أكدت هاريس على رسالة حملتها «لطي الصفحة» على الرئيس السابق ترامب، وقادت الحشد في الهتافات «لن نعود إلى الوراء!».
وقالت نائبة الرئيس والمدعية العامة السابقة في الخطاب المهيب الذي ألقته أمام البيت الأبيض «هذا ليس مرشحاً للرئاسة يفكر كيف سيجعل حياتكم أفضل. هذا شخص غير متزن، مهووس بالانتقام، يستنزفه الإحساس بالظلم ويسعى لسلطة مطلقة».
قبل ستة أيام من الانتخابات، تشير استطلاعات الرأي إلى ما يشبه التعادل بين الديمقراطية والجمهوري في «الولايات المتأرجحة» السبع.
ويبذل المرشحان في كل محطة، خصوصاً في الولايات المحورية، كل جهد ممكن لإقناع الناخبين القلائل الذين لم يحسموا أمرهم بعد في هذه الانتخابات التي يتوقع أن تكون المنافسة فيها واحدة من الأكثر احتداماً، وفق معهد الاستطلاعات 538 FiveThirtyEight.
وأدلى أكثر من 55 مليون شخص بأصواتهم مبكراً أو عبر البريد. وللمقارنة، في العام 2020، صوت ما مجموعه نحو 160 مليون أمريكي في الإجمال. وتطرّق ترامب إلى مخالفات معزولة أفادت بها السلطات الانتخابية الأمريكية، واصفاً ذلك بأنه «غش».
وتسود مخاوف من تكرار الفوضى التي سجّلت قبل أربع سنوات وأرخت بثقلها على الانتخابات. ويقول الجمهوري البالغ 78 عاماً إن فوزه بالرئاسة محسوم ما لم يتلاعب المعسكر المقابل بالنتائج.
0 تعليق