طوكيو - أ ف ب
صوّت البرلمان الياباني لصالح إبقاء رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا في منصبه الاثنين على الرغم من قيادته الائتلاف الحاكم إلى أسوأ نتيجة في الانتخابات العامة منذ 15 عاماً.
وقام النواب بتعيين وزير الدفاع السابق إيشيبا رئيساً لحكومة أقلية وهو ما يعني أنه قد يواجه جموداً سياسياً أو يحتاج إلى تسوية لتمرير مشاريع قوانين جديدة.
وتولى إيشيبا منصبه قبل ستة أسابيع وأجرى انتخابات مبكرة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر على أمل تعزيز تفويضه كزعيم للحزب الديمقراطي الليبرالي المحافظ.
لكنّ ناخبين غاضبين عاقبوا الحزب بعد فضيحة نهبت شخصيات في الحزب الليبرالي الديمقراطي في إطارها أموالاً من مناسبات لجمع التبرعات، وهو أمر ساهم في الإطاحة بسلفه فوميو كيشيدا.
وقال إيشيبا للصحفيين ليلاً بعد تشكيل حكومة جديدة «تم تعييني رئيساً للوزراء. أتحمل هذا العبء بجدية».
وأكد «بعد نتائج الانتخابات الصعبة للغاية، أعتقد أن الحزب الليبرالي الديمقراطي يجب أن يولد من جديد كحزب للشعب».
واجتمع أعضاء مجلس النواب القوي في البرلمان الاثنين في جلسة خاصة لمدة أربعة أيام لترشيح رئيس الوزراء، وهي خطوة ضرورية بعد الانتخابات العامة.
والأحزاب المعارضة منقسمة حول قضايا رئيسية، ما عرقل ظهور تحد قوي لإيشيبا.
في جولة الإعادة - الأولى منذ عام 1994 - فاز إيشيبا ب221 صوتاً مقابل 160 ليوشيهيكو نودا، رئيس الحزب الديمقراطي الدستوري الياباني المعارض الرئيسي.
ولم يتم حساب 84 صوتاً لأنهم سموا سياسيين آخرين.
وأعلن رئيس مجلس النواب فوكوشيرو نوكاجا «هذا المجلس يسمي شيغيرو إيشيبا... رئيساً للوزراء»، بينما انحنى إيشيبا لزملائه المشرعين الذين صفقوا.
رغم خسارته للأغلبية في انتخابات الشهر الماضي، يظل ائتلاف الحزب الليبرالي الديمقراطي أكبر كتلة في مجلس النواب الذي يضم 465 مقعداً.
ومن المقرر أن يعلن رئيس الوزراء تشكيل حكومة جديدة في وقت لاحق الاثنين، والتي سيوافق عليها الإمبراطور كإجراء شكلي.
- «صداع» من ترامب
أعلن إيشيبا عن حكومة جديدة بعد التصويت، لتحل محل الوزراء الذين فقدوا مقاعدهم في الانتخابات.
ولا يزال هناك امرأتان فقط بين أعضاء مجلس الوزراء العشرين.
ولامتلاك نفوذ كاف لتمرير التشريعات في المستقبل، طلبت الكتلة الحاكمة المساعدة من الحزب الديمقراطي من أجل الشعب، وهي مجموعة وسطية صغيرة.
ووافق الحزب الديمقراطي من أجل الشعب على التعاون على أساس التصويت على كل مسألة مع البقاء خارج الائتلاف.
وفي المحادثات مع الحزب الليبرالي الديمقراطي، طالب الحزب بخفض الضرائب ودعم الطاقة، وهو ما يقول خبراء الاقتصاد إنه من شأنه أن يخفض عائدات الحكومة.
وقال تومواكي إيواي، الأستاذ الفخري في جامعة نيهون، لوكالة فرانس برس «من أجل البقاء في السلطة، يحتاج إيشيبا إلى تمرير ميزانية الحكومة هذا الشتاء».
وأكد «هذا يعني أن الحزب الليبرالي الديمقراطي سيضطر إلى التنازل عن بعض سياساته من أجل السعي إلى التعاون مع الآخرين».
ويحاول إيشيبا (67 عاماً) ترتيب اجتماع مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في وقت لاحق من هذا الشهر، في الوقت الذي يسافر في إلى البيرو لحضور قمة اقتصادية.
أعرب المحللون عن مخاوفهم من أن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة المحتملة على السلع الصينية واليابانية في عهد ترامب قد تؤدي إلى زيادة التضخم.
وقد تطالب إدارة ترامب اليابان أيضاً بزيادة إنفاقها الدفاعي، أو دفع الشركات اليابانية إلى توسيع مصانعها في الولايات المتحدة.
وكتب هيديو كومانو، كبير خبراء الاقتصاد في معهد داي-إيتشي للأبحاث، في مذكرة «لا بد أن إيشيبا هو الذي يشعر بالانزعاج إلى أشد درجة بسبب فوز ترامب».
وأوضح كومانو أن واشنطن والمشرعين المحليين من المرجح أن يضغطوا عليه من أجل زيادة الإنفاق العام وخفض الضرائب في نفس الوقت.
فضيحة
تبلغ نسبة التأييد لحكومة إيشيبا أكثر من 30%، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن أغلبية الجمهور ترى أنه ينبغي أن يبقى رئيساً للوزراء.
وفي تطور مفاجئ، اعترف رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي يويتشيرو تاماكي الاثنين بعلاقة خارج نطاق الزواج نشرتها إحدى الصحف الشعبية.
وقال للصحفيين «أعتذر عن التسبب في مثل هذا الاضطراب»، وقرر حزبه في وقت لاحق الإبقاء عليه كزعيم.
ويتعين على إيشيبا أيضاً التعامل مع السخط داخل حزبه.
وفقد الحزب الذي حكم اليابان طوال تاريخها ما بعد الحرب تقريباً عشرات المقاعد - بما في ذلك الوزراء - في انتخابات الشهر الماضي.
وقال إيواي «إن لم يحسن من دعمه الشعبي، فإن أولئك داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي قد يبدؤون في القول إنهم لا يستطيعون خوض انتخابات مجلس الشيوخ تحت قيادة إيشيبا العام المقبل والبحث عن زعيم آخر».
وتعهد نودا الأسبوع الماضي بأن الحزب الديمقراطي الدستوري «سيعمل بجد حتى نتمكن من تحقيق مكاسب كبيرة في انتخابات مجلس الشيوخ» في يوليو/ تموز.
0 تعليق