الاستعداد للزواج أمر طبيعي لبداية حياة جديدة يسعى طرفاها لبناء أسرة مترابطة متفاهمة، قائمة على السكينة والمودة والرحمة، وعلى الرغم من هذا فقد تشوب العلاقة العديد من المشكلات التي تعصف بتلك العلاقة؛ ليظل الطرفين إما في محاولات مع حل المشكلات أو التأقلم معها، أو الوصول إلى وقوع الانفصال وقضايا الطلاق والخلع وغيرها. 

للمقبلين على الزواج.. نصائح للرجال والنساء

وكانت دار الإفتاء المصرية، حرصت على تقديم 10 نصائح للمقبلين على الزواج، من خلال طرحها لكتاب «دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة» التي تعاونت من خلاله مع وزارة العدل، للحديث عن كل الموضوعات التي تهم الأسرة المصرية، بل قامت بتوزيعه على المأذونين الشرعيين على مستوى الجمهورية؛ لإهدائه إلى الأزواج عند عَقْدِ القران.

وقدمت دار الإفتاء دليل للمقبلين على الزواج، من خلال عدة نصائح وإرشادات في العلاقة بين الزوجين، تراعي الشريـعة الإسلاميـة، وفقًا للاستـعداد الفطري والتكوين الجسدي لكل منهما، وكيفية التعلق بالله عز وجل، لاستقامة البيوت وصلاح أحواله.

للمقبلين على الزواج.. نصائح للرجال والنساء

وجاء دليل دار الإفتاء المصرية للمقبلين على الزواج، من خلال 10 نصائح للرجال والنساء من أجل حياة مستقرة، على النحو التالي:

1. الإيمان بالله

أكدت «الإفتاء» أنّه لتنير بيوتنا بالإيمان، لا بد من الإيمان بالله عز وجل الذي يُثمر هدوءًا وراحة بال، وحسنَ توكلٍ على الله، ويقينًا به سبحانه، إذ به تنزل البركة والرضا، وترتفع الشياطين والوساوس، من خلال الحفاظ على الفرائض الشرعية والأذكار وتحري الخبيث من الطيب. 

2. طاعة الله تعالى 

لا بد من طاعة الله تعالى من بداية إحياء ليلة العرس بعدم المعصية، فتكون بداية العرس بصلاة ركعتين، ومراعاة سنة الدخول على الزوجة بالدعاء المأثور، لتحصل لكما البركة، ويعم الخير. 

3. مراقبة الله تعالى في السر والعلن

المؤمن الحق من الجنسين هو الذي يراقب ربه وخالقه سبحانه في جميع تصرفاته، للبعد عن المعصية، استنادًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

4. التعلق بالله سبحانه وتعالى

التعلق بالله تعالى طريق السعادة والراحة، فرمي الحمول والهموم عليه سبحانه يجعل الإنسان مقبلًا على إصلاح حاله مع الله في الدنيا مما يترتب عليه صلاح حاله في الآخرة، قال تعالى: ﴿فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ﴾ [طه: 123]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من نزلت به حاجة فأنزلها بالناس لم تُسَد فاقته، فإن أنزلها بالله عز وجل أوشك الله له بالغنى، إما أجر آجل، وإما غنى عاجل». 

5. الحفاظ على الصلاة

الصلاة عماد الدين، وروح الحياة بالنسبة للمسلم؛ وبها تحُلُّ البركة في البيت، وتنزل السكينة والطمأنينة، ولذا أمرنا الله تعالى بها في عشرات الآيات، لذا حافظا على الصلاة في أوقاتها قدر الوسع، واختر المسجد الذي يقوم بإمامته مع أناس معروفون بالعلم والوسطية والاعتدال، حتى لا تقع فريسة للتيارات والجماعات المتطرفة والمتشددة البعيدة عن صحيح الإسلام، ولا تمنع زوجتك من الذهاب إلى المسجد طالما في ذلك خير لها. 

6. اجعلا لبيتكما نصيبًا من صلاة النافلة

ينبغي للمسلم أن يجعل لبيته من صلاته نصيبًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاَتِكُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا»، أي: لا تجعلوها كالقبور، ومن فوائد ذلك: حصول الخير والنور في البيت، وأن يحصُل الاقتداء؛ فينشأ الصغار على حب الصلاة، ويجب أن يكون للصلاة أثرها الظاهر في تعاملاتكم وأخلاقكم وسلوككم، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ﴾ [العنكبوت: 45].

 7. إخراج زكاتكما

الزكاة فريضة الإسلام وركنه، فإذا بلغ المال النصاب تعاون الزوجان لإخراج الزكاة وإعطائها للمستحقين، لا سيما إذا كان المستحقون من أقارب الزوج أو الزوجة، فبهذا يبارك الله في المال،

8. حافظا على صيام رمضان

يجب على الزوجين أن يحافظا على صيام رمضان ما لم يوجد عذر شرعي من سفر أو مرض أو نحوهما،  وينبغي الحرص على أن تخرجا من صيام شهر رمضان وأنتما أكثر صفاء للنفس وتهذيبًا؛ مما يعود أثره على الحياة وعلى المجتمع عامة، ولا تهجرا الصيام المسنون: كصوم عرفة، وعاشوراء، وعشر ذي الحجة، ونحو ذلك. 

9. تأدية فريضة الحج إن استطاعا

حاولا تأدية فريضة الحج إن استطاعا فإن قدر أحدهما أن يخرج الآخر على نفقته فهو مأجور. قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ في سبيلِ الله، وَدِينَارٌ أَنْفَقتَهُ في رقَبَةٍ، ودِينَارٌ تصدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفقْتَهُ علَى أَهْلِكَ، أَعْظمُهَا أَجْرًا الَّذي أَنْفَقْتَهُ علَى أَهْلِكَ»، وإنفاق الزوجة على زوجها الفقير وأبنائها المحتاجين أعظم لأجرها. 

10. اصبرا على ضيق الحال

من حسن إيمان المرء النظر إلى من هو دونه في أمر الدنيا، وإلى مَنْ هو فوقه في أمر الدين، ومع ذلك يجب الاجتهاد والسعي والعمل لتحسين الدخل من خلال عمل آخر، فاليد التي تعمل وتعطي أفضل من اليد الفارغة التي تأخذ، وفي الحديث: «اليد العليا خير من اليد السفلى».