جريدة جريدة وطني

الأمم المتحدة: لبنان يعيش فترة الأكثر دموية منذ جيل

أكدت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، أن التصعيد «الكارثي» للهجمات الإسرائيلية ضد عناصر «حزب الله» ترك لبنان بمواجهة فترة هي الأكثر دموية منذ سنوات، إذ تغصّ المستشفيات بالضحايا، فيما نددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بتصاعد حدة المواجهات، مؤكدة أن الغارات على لبنان تتسبب بمقتل أطفال «بمعدل مخيف».
وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان عمران رضا: «إن التصعيد الأخير في لبنان أقل ما يمكن وصفه به هو أنه كارثي»، وقال رضا للصحفيين في جنيف في اتصال عبر الفيديو من بيروت: «نشهد فترة هي الأكثر دموية في لبنان منذ جيل ويعبّر كثيرون عن مخاوفهم من أن هذه ليست سوى البداية»، وأشار إلى أنه يوم الاثنين وحده، بلغت حصيلة القتلى نصف الحصيلة التي سُجّلت عام 2006 والتي بلغت 1200 قتيل خلال 34 يوماً من الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وقال: «إن مستوى النزوح والصدمة والذعر كان هائلاً». وفي الوقت ذاته، حذّر رضا من أن «قطاع الصحة يعاني ضغطاً شديداً». وتابع أنه «في ظل التصعيد الأخير وبلوغ المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى، يعاني النظام محدودية الموارد للإيفاء بالطلب المتزايد».
وأكّدت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس أن المستشفيات في لبنان «تعاني ضغطاً». وأشارت إلى أن انفجار أجهزة الاتصال خلّف العديد من الإصابات الحرجة، خصوصاً في الأيدي والعيون، وهو ما تطلب علاجاً خاصاً. وقالت إن 777 شخصاً ما زالوا في المستشفيات بعد هذه الانفجارات و«152 من هؤلاء حالاتهم حرجة».
وأضافت أن «ذلك يعني بأنهم لن يغادروا المستشفى في وقت قريب، وبالتالي يملأ كل يوم من القصف والانفجارات أسرّة لا يمكن أن تصبح خالية قريباً». وذكرت في الوقت ذاته بأن 37 منشأة صحية أُغلقت في أنحاء لبنان نتيجة الأحداث. وشددت هاريس على أن وكالات الإغاثة بذلت الكثير من الجهود للاستعداد لأحداث قد تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في لبنان في حال تصاعد إطلاق النار عبر الحدود الذي شهدته البلاد خلال العام الأخير. وقالت إن منظمة الصحة العالمية ساعدت في «تدريب معظم العاملين في مجال الصحة في معظم المستشفيات على التعامل مع الأعداد الكبيرة للضحايا». لكن «خططنا لم تشمل أي أعداد كتلك التي تأثّرت في الواقع». وأضافت «كانت بعيدة عن أي سيناريو يمكن للتخطيط العادي، حتى لحدث مروّع كهذا، أن يتوقعه».
من جهة أخرى، قال ممثل الوكالة الأممية في لبنان إدوارد بيجبيدر في بيان إن «الهجمات على لبنان تُوقع الأطفال بين قتلى وجرحى بمعدل مخيف».
وأوضحت اليونيسف أن «المتوسط اليومي لعدد الأطفال الذين قتلوا في لبنان بلغ هذا الأسبوع أكثر من ضعف عدد الأطفال الذين قُتلوا يومياً خلال نزاع عام 2006 المدمِّر». وخاض «حزب الله» وإسرائيل حرباً مدمّرة صيف 2006 استمرت 33 يوماً، وأسفرت عن مقتل 1200 لبناني، معظمهم مدنيون، و160 قتيلاً في الجانب الإسرائيلي معظمهم من الجنود.
وقال بيجبيدر، «انتقل الوضع في لبنان، الذي يتأرجح بالفعل على حافة الهاوية، من أزمة إلى كارثة» مشدداً على أنه «يجب أن تتوقف معاناة الأطفال». (وكالات)

أخبار متعلقة :