جريدة جريدة وطني

جهود دولية متعثرة لخفض التصعيد في لبنان وسط تعنت إسرائيلي

بيروت: «الخليج»، وكالات

تجابه الجهود الدولية الرامية إلى خفض التصعيد في غزة ولبنان ومنع انزلاق الشرق الأوسط في أتون حرب شاملة بتعنت إسرائيلي، وأكدت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، أن الحل التفاوضي هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار، في وقت حذر مسؤول أوروبي من أن الوضع في لبنان يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، بالتزامن مع إعلان «حزب الله» تأييده للحل السياسي بعد وقف إطلاق النار، في حين رفعت النرويج مستوى التهديد الإرهابي إلى «مرتفع» على خلفية التصعيد في الشرق الأوسط.
أكدت جانين بلاسخارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة والفريق أول أرولد لازارو رئيس بعثة يونيفيل (القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان) فى بيان مشترك أمس الثلاثاء أن الحل التفاوضي هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار الذي يريده المدنيون في جنوب لبنان وإسرائيل وأن «الآن هو الوقت المناسب للتصرف وفقاً لذلك». وأكد البيان أنه وبعد عام من تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، لقي عدد كبير من الأشخاص مصرعهم فيما تم تشريد آخرين وذهبت النداءات المتكررة لضبط النفس وحماية المدنيين والالتزام بالقانون الإنساني الدولي والعودة إلى وقف الأعمال العدائية أدراج الرياح، وأكد المسؤولان الأمميان أن كل قنبلة يتم إسقاطها وكل غارة برية يتم تنفيذها تبعد الطرفين عن الرؤية المنصوص عليها في القرار 1701 لعام 2006، فضلاً عن ابتعادهما عن الظروف اللازمة لضمان الأمن الدائم للمدنيين على جانبي الخط الأزرق.
من جهة أخرى، أعلن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أمس الثلاثاء تأييد الجهود السياسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، مؤكداً أن إمكانات حزبه العسكرية «بخير» رغم الضربات «الموجعة» من إسرائيل.
وأكد في كلمة متلفزة هي الثانية له منذ مقتل الأمين العام حسن نصرالله، أن الحزب «سينجز» انتخاب خلف لأمينه العام رغم «الظروف الصعبة والمعقدة» في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من أسبوعين.
كما أكد أن إمكانات الحزب العسكرية لا تزال «بخير»، وأن منظومته القيادية تواصل العمل، وتابع «سننجز انتخاب الأمين العام وفق الآليات التنظيمية وسنعلن عن ذلك عند الإنجاز»، وقال قاسم «نؤيد الحراك السياسي الذي يقوم به الرئيس (رئيس البرلمان نبيه بري) وبعنوانه الأساسي وهو وقف إطلاق النار»، أضاف: «بعد أن يترسخ موضوع وقف إطلاق النار، تستطيع الدبلوماسية أن تصل إلى كل التفاصيل الأخرى وتناقش وتتخذ فيها القرارات»، مضيفاً «لا تستعجلوا على التفاصيل».
وبحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس الثلاثاء، خلال اتصال هاتفي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع في لبنان. وأوضحت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن «عبد العاطي استعرض الجهود الحثيثة التي تقوم بها مصر للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والعمل على تهدئة الأوضاع في لبنان»، مؤكداً «ضرورة العمل على تخفيف حدة التوتر المتصاعد الناجم عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، وضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة لمنع انزلاق المنطقة لحرب إقليمية»، كما شدد الوزير المصري على «أهمية تمكين المؤسسات الوطنية اللبنانية، وعلى رأسها الجيش باعتباره الطرف القادر على تحقيق الاستقرار للبلاد، بالتوازي مع ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره وبدون انتقائية».
ومن جانبه، اعتبر وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت أن «حزب الله» بات «محطّماً» بعد الضربات المتواصلة التي استهدفته وأدت إلى مقتل أمينه العام حسن نصرالله، وقال غالانت أثناء اجتماع مع القيادة الشمالية لجيشه: إن «حزب الله» «منظمة محطّمة ومدمّرة من دون أي قيادة وإمكانيات قتالية تذكر، وبقيادة مفككة بعد القضاء على حسن نصرالله».
من جهة أخرى، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء: إن الوضع في لبنان يزداد سوءاً يوماً بعد يوم وشدد على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف أمام البرلمان الأوروبي: إن حوالي 20% من اللبنانيين أجبروا على النزوح، وفقاً للأرقام.
في غضون ذلك، رفع جهاز الأمن الداخلي النرويجي، أمس الثلاثاء مستوى التهديد الإرهابي في الدولة الإسكندنافية من «معتدل» إلى «مرتفع» خشية من تداعيات التصعيد المستمر في الشرق الأوسط، وقال مارتن برنسن المتحدث باسم جهاز الأمن الداخلي «نرفع مستوى التهديد الإرهابي في النرويج من معتدل إلى مرتفع، وهذا مرتبط بعدة عوامل أولها التصعيد الحالي في الشرق الأوسط». وأضاف: «ليست لدينا أي معلومة بشأن خطط ملموسة وواقعية هدفها تنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف في النرويج».
وبعد رفع مستوى التهديد، أصدرت الشرطة تعليمات لعناصرها بحمل السلاح أثناء الدوريات التي عادة ما تكون غير مسلحة.

أخبار متعلقة :