جريدة جريدة وطني

من النشأة للبيت الأبيض.. ترامب وهاريس ينتميان لـ«عالمين مختلفين»

الخليج: متابعات
يدرك المتتبع لحياة ونشأة المرشحين للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس ودونالد ترامب أنهما قدما من عالمين مختلفين تماماً، ففي حين قضت المرشحة الديمقراطية سنواتها الأولى في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، فقد نشأ المرشح الجمهوري في حي كوينز بمدينة نيويورك، ورغم تباين مسيرتهما السياسة ونشأتهما، فإن المنافسة بينهما متقاربة إلى حد كبير، بل وتكاد تكون متعادلة في ظل انقسام واستقطاب شديد يخشاه الشارع الأمريكي.


ووفق مقارنة لبي بي سي، وقبل وقت طويل من معرفتهما ما هو البيت الأبيض، نشأت هاريس مع شقيقتها مايا، إلى جانب والدتهما الهندية، شيامالا غوبالان هاريس، التي كانت باحثة في السرطان وناشطة اجتماعية، أما والدها فتعود أصوله إلى جامايكا. بينما كان ترامب، ابن المهاجر الألماني فريد ترامب، ووالدته ماري آن ماكلويد التي تعود جذورها إلى اسكتلندا.
التحق ترامب وهو في الثالثة عشرة من عمره بأكاديمية نيويورك العسكرية، ويقول إن السنوات الخمس التي قضاها في الأكاديمية، والتي بدأت عام 1959، منحته تدريباً عسكرياً وساعدت على تشكيل مهاراته القيادية، ثم بعد ذلك، لم يشارك في حرب فيتنام بسبب خمسة تأجيلات، أربعة منها لأسباب أكاديمية وواحدة بسبب نتوءات في العظام.


أما هاريس، فقد أمضت خمس سنوات في مدرسة ثانوية في مونتريال، بكندا، حيث عملت والدتها أستاذة جامعية في جامعة ماكغيل. والتحقت لاحقاً بكلية هوارد، وهي جامعة تاريخية لذوي البشرة السوداء، في واشنطن العاصمة.
ومنذ طفولة هاريس، غرست فيها والدتها أهمية حركة الحقوق المدنية، كما حضرت مسيرة الحرية السنوية لمارتن لوثر كينغ جونيور في واشنطن عام 2004. أما ترامب فبعد حصوله على شهادة من كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، أصبح المرشح المفضل لخلافة والده في إدارة أعمال العائلة، ثم أصبح لاحقاً أحد أشهر المطورين العقاريين.


أما هاريس فقد عادت إلى كاليفورنيا، حيث حققت نجاحاً سريعاً في نظام العدالة الجنائية في الولاية، وتولت منصب المدعي العام، واستفادت من هذا الزخم لتفوز في انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2016. 
وفي الوقت الذي دخلت خلاله هاريس الكونغرس، كان ترامب يدخل البيت الأبيض للمرة الأولى، بعد أن أدهش العالم بتغلبه على هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وفي الانتخابات الرئاسية التالية، في عام 2020 خاضت هاريس حملة رئاسية ضعيفة، ثم انسحبت منها، ولكن جو بايدن الفائز في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، اختارها لتكون نائبة له وتمكنا من التغلب على ترامب ومايك بنس، وهو ما يرفض ترامب قبوله حتى الآن.
وفي حين شهدت نهاية رئاسة ترامب وبداية ولاية بايدن وهاريس فرض قيود الإغلاق بسبب كوفيد، والاضطرابات الاجتماعية التي تلت مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد على يد الشرطة في مينيابوليس. فقد واجهت هاريس بعض الصعوبات في ترك بصمتها كنائبة للرئيس.


وفي عام 2022 تمكنت هاريس من إثبات حضورها كنائبة للرئيس، عندما ألغت المحكمة العليا الأمريكية الحق الدستوري في الإجهاض، أما ترامب فسعى لجعل المحكمة أكثر تحفظاً، ما مهّد الطريق للحكم بشأن الإجهاض.
وفي فترة رئاسة ترامب قام بالانسحاب من عدد من الاتفاقيات، ومن بينها اتفاقية باريس للمناخ، واتخذ خطوات لتقليل الهجرة، أما هاريس فقد عملت على الحد من الهجرة غير الشرعية، حيث أوكل لها بايدن هذا الملف.
تزوجت هاريس من دوج إمهوف، الذي يقوم بحملات انتخابية لدعمها، وهي زوجة أب لأبناء إمهوف من زواجه الأول، فيما لعب عدد من أفراد عائلة ترامب أدواراً في مسيرته السياسية، لكن ظهور زوجته، السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب، في حملة 2024 كان محدوداً.


وأنجب ترامب من زوجته الأولى، إيفانا، ثلاثة أطفال؛ هم: دونالد جونيور، إيفانكا وإريك، كما أنجب ابنته، تيفاني من زوجته الثانية، مارلا مابلز، وتزوج ترامب من زوجته الثالثة ميلانيا في عام 2005، ولديه منها ابن واحد هو بارون.
دخلت هاريس سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024 في مرحلة متأخرة نسبياً، لتكون بديلة لجو بايدن الذي انسحب من السباق. وصنعت هاريس التاريخ كأول امرأة من أصول إفريقية وآسيوية تقود دوراً رئاسياً لحزب رئيسي، ثم قامت بإلقاء خطاب في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو، إلينوي.
في نفس الانتخابات، حصل دونالد ترامب على تمييز نادر بترشيحه لولاية رئاسية ثالثة من حزبه، وألقى خطاباً في المؤتمر الوطني الجمهوري في ميلووكي، ويسكونسن، وهو يرتدي ضمادة على أذنه بعد نجاته من محاولة اغتيال خلال الحملة.
وحتى الآن، ورغم اختلاف مسيرة كل منهما، فإن السباق بينهما محتدم ربما بشكل غير مسبوق؛ إذ تظهر استطلاعات الرأي أنهما شبه متعادلين، ما يؤشر إلى انتخابات رئاسية يخشى الكثيرون أن تشهد قلاقل وعنفاً، وهو ما يدفع الولايات المتحدة لتعزيز الإجراءات الأمنية.

أخبار متعلقة :