الخليج - وكالات
مع توجه ملايين الأمريكيين إلى مراكز الاقتراع في «الثلاثاء الكبير» لاختيار رئيسهم الـ 47 بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، أكدت وسائل إعلام، أن الرئيس السابق ترامب يجرى مناقشات داخل حملته، لإعلان فوزه بالانتخابات، بعد وقت قصير من إغلاق صناديق الاقتراع ليلة الثلاثاء، مكرراً بذلك ما فعله في انتخابات 2020.
وكشفت قناة إية بي سي «الأمريكية، أن ترامب يمارس ضغوطاً على حملته من أجل إعلان فوزه بالسباق الرئاسي، بعد وقت قصير من إغلاق صناديق الاقتراع الثلاثاء، وقبل وقت طويل من فرز جميع الأصوات، حيث من المحتمل أن تميل النتائج الأولى في الولايات الحاسمة لصالح الجمهوريين، قبل أن تتغير مع تقييم بطاقات الاقتراع الغائب والبطاقات البريدية، خاصة في ولاية بنسلفانيا.
ويريد ترامب بذلك تكرار فعلته، في عام 2020، عندما أعلن أنه فاز خلال الساعات الأولى من صباح يوم الانتخابات، ما دفع حلفاءه إلى مطالبة المسؤولين بوقف فرز الأصوات، بدعوى استخدامها في قلب نتيجة الانتخابات، وهو الأمر الذي تمسك به الرئيس السابق طوال السنوات الأربع الماضية.
- قوانين انتخابية
لكن جهود الرئيس السابق لإعلان فوزه، قد تتعطل بحسب محللون، لأسباب عدة تجعلنا نستبعد معرفة الفائز بسرعة في ليلة الانتخابات، منها أن المشرعين الجمهوريين في ولايتين رئيسيتين متأرجحتين، رفضوا تغيير القوانين التي تؤخر الفرز.
- نتائج متقاربة
كما أن معظم المؤشرات تشير إلى أن هذه ستكون انتخابات متقاربة للغاية، ويستغرق تحديد الفائزين في الانتخابات المتقاربة،وقتاً أطول من الفائزين بأغلبية ساحقة. وفي هذه الحالة فإن خبراء الانتخابات يعطون الأولوية في فرز الأصوات للتأكد من أنها نتيجة دقيقة وآمنة، وليس إنهاء لحظات الترقب بعد إغلاق صناديق الاقتراع.
وقال ريك هاسن، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس:«لا يوجد شيء خبيث في الأمر. إن التأخير الزمني يهدف إلى حماية نزاهة العملية».ولا يبدو أن طلب ترامب يأخذ في الاعتبار المناطق الزمنية الست من الساحل الشرقي إلى هاواي.
قال ديفيد بيكر، الخبير في الانتخابات والمؤلف المشارك لكتاب «الحقيقة الكبرى»، الذي يفضح ادعاءات ترامب بشأن انتخابات 2020، إنه ليس من الواقعي أن «يقوم مسؤولو الانتخابات في آلاف الولايات القضائية بنقر أصابعهم على الفور، وإحصاء 160 مليون بطاقة اقتراع متعددة الصفحات تحتوي على عشرات السباقات».
وخلال تجمع حاشد الأحد الماضي، في بنسلفانيا، طالب ترامب بحسم السباق، بعد وقت قصير من إغلاق بعض صناديق الاقتراع. وقال ترامب: «يجب حسمها بحلول الساعة التاسعة والعاشرة والحادية عشرة من مساء الثلاثاء. مجموعة من الناس الفاسدين. هؤلاء هم الناس الفاسدون».
- توقيت الولايات
ويعد التوقيت مثالاً على سبب عدم تطابق مطالب ترامب مع واقع إجراء الانتخابات في الولايات المتحدة، إذ إنه بحلول الساعة 11 مساءً بالتوقيت الشرقي، ستغلق صناديق الاقتراع للتو في ولايتين متأرجحتين في الغرب أريزونا ونيفادا.
ولطالما تذمر ترامب والجمهوريون من أن الولايات المتحدة لا تحسم الانتخابات بسرعة مثل فرنسا أو الأرجنتين، حيث يعلن عن النتائج في غضون ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع. ولكن هذا لأن هذه البلدان لا تحسب سوى انتخابات واحدة في كل مرة. يمنع النظام الأمريكي اللامركزي الحكومة الفيدرالية من التحكم في الانتخابات.
بدلاً من ذلك، يتم فرز الأصوات فيما يقرب من 10000 ولاية قضائية منفصلة، ولكل منها سباقاتها الخاصة للهيئة التشريعية للولاية، ومجلس المدينة، وإجراءات الاقتراع لفرزها في نفس الوقت. لهذا السبب يستغرق الأمر وقتاً أطول للولايات المتحدة لفرز الأصوات.
- تباطؤ الفرز
كما تمنح بعض الولايات، مثل أريزونا، الناخبين الذين رُفضت بطاقات اقتراعهم بالبريد، لأن التوقيعات لم تتطابق ما يصل إلى خمسة أيام لإثبات أنهم أدلوا بأصواتهم بالفعل. وهذا يعني ببساطة أنه لا يمكن توفير الأرقام النهائية ليلة الثلاثاء.
ويرجع بعض هذا التباطؤ إلى قواعد انتخابية خاصة بكل ولاية. ففي بنسلفانيا وويسكونسن، وهما اثنتان من أهم الولايات المتأرجحة، ناشد مسؤولو الانتخابات المشرعين الجمهوريين لسنوات لتغيير القانون الذي يمنعهم من معالجة بطاقات الاقتراع البريدية قبل يوم الانتخابات. وهذا يعني أن بطاقات الاقتراع البريدية يتم فرزها متأخرة، وكثيراً ما لا تبدأ النتائج في الظهور إلا بعد يوم الانتخابات.
أخبار متعلقة :