حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس السبت، من خطر «انتشار» الحرب في قطاع غزة ولبنان إلى خارج الشرق الأوسط، فيما نفت طهران اتهامات أمريكية لها بالتورط في محاولة لاغتيال الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ودعته إلى «تغيير» سياسة «الضغوط القصوى» التي اتبعها خلال ولايته الأولى تجاهها.
وقال عراقجي في كلمة بثها التلفزيون الإيراني «على العالم أن يعلم أن الحرب، إذا انتشرت، فإن آثارها الضارة لن تقتصر على منطقة غرب آسيا فقط». وأضاف «انعدام الأمن والاستقرار يمكن أن ينتشرا إلى مناطق أخرى، حتى إلى أماكن بعيدة».
ومن جهته، قال نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، للصحفيين «يجب على ترامب أن يظهر أنه لا يتبع سياسات الماضي الخاطئة». وكان ترامب قد سعى، خلال ولايته الأولى عام 2017، إلى تطبيق استراتيجية «الضغوط القصوى» من خلال فرض عقوبات على إيران، ما أدى إلى ارتفاع التوتر بين الطرفين إلى مستويات جديدة.
وقام في أيار/مايو 2018 بسحب بلاده من جانب واحد من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى في 2015، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، خصوصاً على القطاعين النفطي والمالي.
ورأى ظريف، أمس السبت، أن نهج ترامب السياسي الذي اتبعه تجاه إيران أدى إلى زيادة مستويات التخصيب. وأوضح «لا بد أنه (ترامب) أدرك أن سياسة الضغوط القصوى التي بدأها تسببت في وصول تخصيب إيران إلى 60 في المئة من 3,5 في المئة».
وأضاف ظريف «كرجل حسابات، يجب عليه أن يقوم بالحسابات ويرى ما هي مزايا وعيوب هذه السياسة، وما إذا كان يريد الاستمرار في هذه السياسة الضارة أو تغييرها». وكان ترامب أكد الثلاثاء أنه «لا يسعى إلى إلحاق الضرر بإيران». وقال بعد الإدلاء بصوته «شروطي سهلة للغاية. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أود منهم أن يكونوا دولة ناجحة للغاية».
من جهة أخرى، أعلنت إيران، أمس السبت، أن الاتهامات التي وجهتها إليها الولايات المتحدة بالضلوع في مخططات اغتيال في الولايات المتحدة تستهدف بصورة خاصة الرئيس المنتخب دونالد ترامب «لا أساس لها إطلاقاً». واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن «المزاعم التي تفيد بأن إيران ضالعة في محاولة اغتيال تستهدف مسؤولين أمريكيين سابقين أو حاليين عارية تماماً عن الأساس»، وفق ما جاء في بيان صادر عن الوزارة.
وكانت السلطات القضائية الأمريكية أعلنت الجمعة توجيه اتهامات إلى «عميل للنظام الإيراني» في إطار مخطط إيراني مفترض لاغتيال ترامب وصحفية إيرانية-أمريكية معارضة بارزة. وأضافت الوزارة في بيان أن الحرس الثوري «كلف» فرهاد شاكري (51 عاماً)، وهو مواطن أفغاني يعتقد أنه في إيران، بتقديم خطة لقتل ترامب. وقال وزير العدل ميريك غارلاند في بيان «قليلة هي الجهات في العالم التي تشكل تهديداً خطراً كهذا على الأمن القومي للولايات المتحدة مثل إيران». ووُجّهت اتهامات منفصلة لشاكري وشخصين آخرين هما الأمريكيان من نيويورك كارلايل ريفيرا (49 عاماً) وجوناثان لودهولت (36 عاماً) بالتخطيط لقتل معارضة أمريكية من أصل إيراني في نيويورك.
وريفيرا ولودهولت موقوفان في الولايات المتحدة ومثلا أمام المحكمة في نيويورك يوم الخميس. (وكالات)
أخبار متعلقة :