ألمحت إسرائيل مجدداً، أمس الثلاثاء، إلى إمكانية ضرب منشآت إيران النووية، فيما أكدت طهران أنها تبني نفقاً دفاعياً في العاصمة بعد الهجوم الإسرائيلي، بينما أكد الرئيس الإيراني أن طهران مضطرة للتعامل مع الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب، في حين حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي من أن «هوامش المناورة بدأت تتقلّص» في ما يتعلّق ببرنامج إيران النووي، قبيل زيارة مهمة إلى طهران.
وقال وزير الجيش الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس الليلة قبل الماضية: «إن إيران أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات على منشآتها النووية»، وجاء في منشور لكاتس على منصة «إكس»، «لدينا الفرصة لتحقيق هدفنا الأكثر أهمية: إحباط وإزالة الخطر الوجودي الذي يتهدد دولة إسرائيل».
من جهة أخرى، قالت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية أمس الثلاثاء: إن إيران تبني «نفقاً دفاعياً» في العاصمة طهران بعد ضربات شنتها إسرائيل على أهداف في البلاد، ويقع النفق قرب وسط المدينة وسيربط محطة في مترو طهران بمستشفى الإمام الخميني بما يسمح بالوصول المباشر من تحت الأرض إلى المنشأة الطبية، وقال رئيس قسم النقل في مجلس مدينة طهران للوكالة: «لأول مرة في البلاد يقام نفق لأغراض دفاعية في طهران».
وعلي صعيد متصل، نقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله: إن طهران لن تتمكن من تجاهل الولايات المتحدة ويتعين عليها «التعامل مع أعدائها بالصبر»، وقال بزشكيان «شئنا أم أبينا، سيتعين علينا التعامل مع الولايات المتحدة على الساحتين الإقليمية والدولية لذا من الأفضل أن ندير هذه العلاقة بأنفسنا». وأضاف: «يتعين علينا أن نتعامل مع أصدقائنا بكرم وأن نتعامل مع أعدائنا بالصبر».
في وقت سابق أمس الثلاثاء، قالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني: إن إيران ستسعى لتحقيق كل ما يحقق «مصالحها»، وذلك رداً على سؤال عن احتمال إجراء محادثات مباشرة مع إدارة ترامب، ونبهت إلى أن القرار النهائي للمحادثات يتخذه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والمجلس الأعلى للأمن القومي، وقالت مهاجراني: «فشلت حملة الضغوط القصوى التي شنها ترامب، حتى لو أثقلت كاهل الناس، المهم هو الأفعال وليس الأقوال، لكننا نوصي ترامب بأخذ فشل سياساته السابقة في الاعتبار».
في غضون ذلك، قال غروسي لفرانس برس في مقابلة أثناء مؤتمر «كوب29» للمناخ الذي تستضيفه باكو «على الإدارة الإيرانية أن تفهم أن الوضع الدولي يزداد توتراً وأن هوامش المناورة بدأت تتقلص وأن إيجاد سبل للتوصل إلى حلول دبلوماسية هو أمر ضروري»، وذكر أن إيران تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقيام بعمليات تفتيش في إيران لكن «نحتاج إلى المزيد، نظراً إلى حجم وعمق ومدى طموح برنامج إيران، علينا إيجاد وسائل لمنح الوكالة رؤية أوضح»، وتأتي زيارته بعدما أعيد انتخاب دونالد ترامب الذي أعلن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في ولايته الأولى، رئيساً للولايات المتحدة هذا الشهر، علماً بأنه تم التوصل إلى الاتفاق في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وقال غروسي «عملت بالفعل مع إدارة ترامب الأولى وعملنا جيداً معاً».(وكالات)
أخبار متعلقة :