جريدة جريدة وطني

100 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.. و«حزب الله» يرد «صاروخياً»

بيروت: «الخليج»، وكالات
أعلن حزب الله اللبناني أمس السبت مقتل اثنين من قادته في الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة، التي أسفرت عن مقتل 37 شخصاً، وشنّت المقاتلات الإسرائيلية 100 غارة على أهداف في جنوب لبنان والبقاع الغربي، فيما ردّ الحزب باستهداف مواقع عسكرية وثكنات إسرائيلية وأهداف في الجولان والجليل الأعلى.
ونعى الحزب، السبت، 14 عنصراً في صفوفه واثنين من أبرز قادته هما إبراهيم عقيل قائد العمليّات العسكريّة لقوّة الرضوان (القوات الخاصة التابعة للحزب)، وأحمد وهبي، مسؤول وحدة التدريب المركزي، قضوا بالغارة الإسرائيلية على حارة جانوس في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأفاد مصدر مقرّب من الحزب أن الغارة الإسرائيلية استهدفت اجتماعاً لوحدة الرضوان في طابق تحت أرضي.
في بيان مقتضب، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن أهداف إسرائيل واضحة وإجراءاتها تتحدث عن نفسها. وقال وزير الجيش يوآف غالانت على منصة إكس «سيستمر تسلسل الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى نحقق هدفنا». وقال رئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هاليفي «وصلنا إليهم، وسنصل إلى أي شخص يهدد أمن إسرائيل».
وكانت الولايات المتحدة عرضت مكافأة مقدارها سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن عقيل الذي كانت تلاحقه لتورطه المفترض في تفجيرين في بيروت استهدفا مقر السفارة الأمريكية والمارينز عام 1983 وأسفرا عن مقتل مئات الأمريكيين.
في بيروت، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض خلال مؤتمر صحفي أمس السبت أن حصيلة الغارة الاسرائيلية بلغت 37 قتيلاً، بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء، إضافة إلى 68 جريحاً، بينهم حالات حرجة، وقد تم نقلهم إلى 12 مستشفى.
وقال وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي إن الوضع الأمني في لبنان «خطير ودقيق»، مطالباً الأجهزة الأمنية بضرورة تكثيف جهودها لمراقبة التحركات المشبوهة.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، إلغاء سفره إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بسبب التطورات المرتبطة بالغارات الإسرائيلية على لبنان.
وأضاف: «في ضوء التطورات، قررت العدول عن السفر، واتفقت مع وزير الخارجية، على عناوين التحرك الدبلوماسي الخارجي الملحّ في هذه المرحلة».
وأعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية «العدوان الإلكتروني الإرهابي الإسرائيلي الذي يشكل جريمة حرب». وقال بوحبيب خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي مساء أول أمس الجمعة إن التفجيرات تعد «أسلوباً قتالياً غير مسبوق في وحشيته، وإرهابه. إن استهداف آلاف الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، وفي مناطق واسعة ومكتظة بالسكان تشمل كافة المناطق اللبنانية، أثناء ممارستهم لحياتهم اليومية في المنازل، والشوارع، وأماكن العمل، ومراكز التسوق، هو الإرهاب بعينه».
ميدانياً، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي أمس السبت سلسلة عنيفة من الغارات استهدفت مناطق في جنوب لبنان والبقاع الغربي. ومن المناطق المستهدفة مجرى نهر الخردلي في جنوب لبنان، مرتفعات جبل الضهر، قبالة لبايا في البقاع الغربي، ومنطقة جزين. فيما حلقت المسيرات في اجواء مدينة الهرمل، وشهدت أجواء عرمون، خلدة وبشامون تحليقاً للطيران الإستطلاعي.وشن «حزب الله» هجمات صاروخية على عدد من مواقع الجيش الإسرائيلي على الحدود.وقال الحزب في بيانات إن مقاتليه ‏استهدفوا السبت القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع ‏لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا، ومركز تموضع كتيبة إستطلاع 631 التابع للواء غولاني في ثكنة ‏راموت نفتالي، ومقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل، ومقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بصليات من صواريخ الكاتيوشا».
كما استهدف مقاتلو الحزب ثكنة زرعيت بالأسلحة ‏الصاروخية وأصابوها إصابة مباشرة. ‏
من جهتها قالت القناة 12: إن دفعات من الصواريخ أطلقت من لبنان نحو صفد في الجليل الأعلى وسهل الحولة تم اعتراض بعضها، فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بإغلاق طرق ومحاور أمام حركة المرور في كاتسرين إثر أنباء عن سقوط صاروخ في محيط صفد.
وقال الجيش إن سقوط عدد من الصواريخ في مناطق متفرقة بالجليل الأعلى نجم عنه اندلاع حرائق في مناطق مختلفة. وأصيب منزل بمنطقة صفد فيما تعمل فرق الإطفاء على إخماد حرائق بمواقع مختلفة جراء سقوط صواريخ.

البيت الأبيض: خطر التصعيد بين إسرائيل ولبنان كبير

أكدت الولايات المتحدة، أمس، أن التصعيد بين إسرائيل ولبنان يمكن احتواؤه، وعرضت قبرص استعدادها للتوسط.

قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، إن خطر التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان كبير، وهناك طريق واضح عبر الدبلوماسية.

وأضاف: «الخطر حقيقي، وهناك لحظات يكون التصعيد فيها أكثر حدة من غيرها... سنبذل قصارى جهدنا لإعادة الهدوء بين إسرائيل وحزب الله.

لم نصل إلى مرحلة حرب أوسع نطاقاً وآمل ألا يحدث ذلك».

من جهة أخرى، قال متحدث باسم الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، إنه حث على ضبط النفس على خلفية تصاعد التوتر، خلال اتصالين هاتفيين منفصلين مع رئيسي الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس السبت.

وشدد على الحاجة إلى «وقف فوري للأفعال التي ربما تؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار، ويكون لها تداعيات إقليمية واسعة النطاق».

وأكد أهمية حل النزاعات عن طريق الحوار والدبلوماسية ضمن إطار عمل قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وذكر كونستانتينوس ليتيمبيوتيس، المتحدث باسم الرئيس، أن قبرص مستعدة لأن تكون قناة للدبلوماسية، وأن تسهل الاتصالات بين الجانبين.

مجلس الأمن يدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس

حذّر مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة طارئة عقدها مساء الجمعة في نيويورك، من التصعيد عقب تفجيرات أجهزة اتصال في لبنان والغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس.

وبناء على طلب من الجزائر، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة استمع خلالها إلى إحاطتين من مسؤولين رفيعي المستوى بالأمم المتحدة حول التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة.

ودعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري آن ديكارلو، جميع الدول التي لها نفوذ على إسرائيل و«حزب الله» اللبناني على «استخدام ذلك النفوذ الآن» لتجنب تصاعد العنف في الشرق الأوسط، وحذرت من أن استمرار العنف ينذر باندلاع صراع أكثر تدميراً مما نشهده الآن. وقالت ديكارلو امام مجلس الأمن: «إننا نخاطر برؤية حريق قد يتضاءل أمامه الدمار والمعاناة التي شهدناها حتى الآن». وأضافت «لم يفت الأوان لتجنب مثل هذه الحماقة. لا يزال هناك مجال للدبلوماسية. وأحث بشدة الدول الأعضاء التي لديها نفوذ على الأطراف الفاعلة باستخدامه فوراً».

وقال نائب المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة روبرت وود للمجلس: أن الولايات المتحدة تتوقع من جميع الأطراف الامتثال للقانون الدولي الإنساني، واتخاذ جميع الخطوات المعقولة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، وخاصة في المناطق المكتظة بالسكان.

(وكالات)

أخبار متعلقة :