نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يعد تأسيس علاقات الأعمال أمرا سهلا أم هناك حكاية أخرى؟, اليوم الاثنين 4 نوفمبر 2024 08:54 مساءً
وعند النظر إلى الفروق بين حاجات الموظف للعملية الاتصالية وحاجات أصحاب العمل، سنفهم مبكرا بأنها ليست حاجات متطابقة أو شديدة الشبه فيما بينها، فبينما الموظف يبحث عن علاقات تعزز من فرص انتقاله لعمل أفضل، أو تفتح له آفاق جديدة للتعرف على متنفذين في مؤسسات يمكنهم التقاط قدراته ومهاراته العالية في حال كانت بيئة مؤسسته طاردة وغير جاذبة، مضافا إلى ذلك نموذج المستقلين الذين تعتبر العلاقات بالنسبة لهم هامة لتعزيز فرص حصولهم على مشاريع، فإن صاحب العمل دوما يبحث عن علاقات مع أقرانه من أصحاب الأعمال، وفي مسيرة البحث هذه لا بد لنا من وقفة موضوعية هامة للطرفين.
إن نوعية العلاقات وجودة الاتصال عنصران مترابطان، فكلما كانت نوعية العلاقة مربحة على المستوى العملي التجاري والمهني، كلما كان الطرفان يمتلكان رغبة الوصول بتلك العلاقة إلى مراحل تتطور فيها العلاقة وتثمر، ولذلك عندما نبحث في سياق علاقات الأعمال علينا أن نتذكر بأن هذه العلاقات ليست علاقات اجتماعية في أصلها، ولذلك فهي تتطلب منا منهجا اتصاليا يختلف عن المنهج الاجتماعي، وتحتاج إلى مقاربات فكرية مرتبطة بسياقات السوق وطبيعته وثقافته لتحديد مسار تقوية تلك العلاقات بشكل ناجح.
من هنا فإن علاقات الأعمال سواء تلك التي يبحث عنها الموظف، أو التي يهتم بتأسيسها أصحاب المؤسسات تتطلب خارطة طريق سلوكية، وهنا يبرز دور علم النفس السلوكي الخاص بالأعمال وبرواد الأعمال وبالموظفين.
يخبرنا علم النفس السلوكي وعلم نفس الأعمال بأن طبيعة إنشاء سلوك اتصالي داخل بيئة العمل تتطلب تحديد أهداف العلاقة قبل إنشائها، ومسارات العلاقة، وعناصرها، ودراسة مخاطرها وفرصها وعناصر القوة فيها، وعناصر الضعف المهدِّدَة فيها، ووضع برنامج أزمة في حال تعرضت أيا من تلك العلاقات لخلل قد يكلف الكثير.
هذا الاتجاه الفكري المحكوم بأنماط علمية في تأسيس علاقات الأعمال ليس شائعا، ولكن كلما علمنا حجم الربح والخسارة اللذين يحدثان كل يوم في عالم الأعمال من وراء هذا النوع من العلاقات سنفهم كيف أن النظرة المنهجية العلمية لتأسيس وإدارة علاقات الأعمال ليست من قبيل المبالغة.
0 تعليق