ليلة فلسطينية تضيء ثالث أيام «الشارقة السينمائي الدولي»

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

* جواهر بنت عبدالله: الفعاليات تضم أبسط المعاني وأعمقها
* فرح النابلسي: استلهم قصص أفلامي من الواقع
* حنا عطا الله: تشجيع الشباب على مواصلة تحقيق شغفهم
* ياسمين المصري: الثقافة تجسد إنسانية أي هوية

الشارقة: مها عادل
شهد مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، مساء الأربعاء، ليلة فلسطينية بامتياز تضمنت برنامجاً ثقافياً ثرياً بالأفلام القصيرة والروائية وورش العمل والجلسات النقاشية، احتفاءً بفلسطين التي حلت ضيف شرف النسخة الـ11 من المهرجان الذي يستمر حتى 12 أكتوبر الجاري، مانحاً زوّاره فرصة استكشاف جماليات السينما الفلسطينية، ولقاء مجموعة من صناعها الذين أثروا ليلته الثالثة.
وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير عام مؤسسة فن والمهرجان لـ«الخليج»: «حرصنا أن تتضمن الفعالية عروضاً لمجموعة من الأفلام الفلسطينية المتنوعة، منها الوثائقية والروائية الطويلة والقصيرة، كما حرصنا أن نلقي الضوء على الجانب التراثي والاجتماعي للشعب الفلسطيني».
وتابعت: «عادة ما نتابع أحداث فلسطين من خلال نشرات الأخبار، ونشاهد أجواء الاحتلال والحرب والدمار، لكننا أردنا أن نخرج من هذا الإطار، ونقدم وجه الحضارة والثقافة والأجواء الفلسطينية المُحِبة للحياة، ونكتشف الجماليات بالثقافة الفلسطينية، لهذا حرصنا على تقديم فعاليات مختلفة تضم أبسط المعاني وأعمقها، بداية من التعريف بالأكل الفلسطيني إلى الزي الفلسطيني، وأنماط التطريز التي تختلف من منطقة لأخرى، فهدفنا هو تعريف الكبار والصغار من زوارنا بالهوية والحضارة الفلسطينية وعادات وتقاليد الشعب الفلسطيني، من خلال أجواء مبهجة ومفعمة بالأمل والتفاؤل».
إقبال جماهيري
شهدت الأمسية إقبالاً جماهيرياً لافتاً لمتابعة مجموعة من الأفلام الفلسطينية والعالمية، والمشاركة في مجموعة من ورش العمل التي نظمها المهرجان ضمن «ليلة فلسطين»، واستلهمت ملامح من بيئتها وتاريخها وتراثها، لتبدو هذه الليلة بمثابة رسالة أمل ومحبة من الشارقة والإمارات، تعبيراً عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني.
«السجادة الخضراء»
ضمن عروض «السجادة الخضراء»، استضاف المهرجان الفيلم الفلسطيني «الأستاذ» للمخرجة والمنتجة فرح النابلسي، الذي نجح في جذب انتباه الزوار الذين أبدوا تعاطفاً لافتاً وتفاعلوا مع حكاية العمل الذي سعت فيه فرح النابلسي إلى إبراز ما يتعرض له الإنسان الفلسطيني من معاناة ومقايضات على حياته وحريته من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
تدور أحداث الفيلم عبر قصتين، الأولى حول الأستاذ باسم (الفنان صالح بكري)، فيما تتناول الثانية حياة الطالب آدم (الفنان محمد عبد الرحمن)، ومن خلالهما يستكشف المتابع مدى تأثير هذه المقايضات على الحياة في المدن الفلسطينية، في ظل المعاناة والأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وعدم قدرته على التنقل بسلاسة بين المدن بسبب انتشار الحواجز الإسرائيلية.
سعت فرح النابلسي في فيلمها إلى استخدام جميع عناصر اللغة السينمائية للتعبير عن القصتين، ما تمثل في محاولات المستوطنين الاعتداء على شجر الزيتون وحرقها، وكذلك مشاهد تخرج «آدم» بتفوق من الثانوية العامة، وتحقيقه لحلم والده باسم الذي ضحى كثيراً لأجله، على الرغم من التحديات التي مرّ بها آدم وظروف اعتقاله وغيرها.
وعلى هامش المهرجان، أكدت فرح النابلسي لـ«الخليج» اعتزازها بالفيلم الذي يمثل أول أفلامها الروائية الطويلة التي صوّرته قبل عامين بالضفة الغربية في فلسطين، إلى جانب حرصها على استلهام قصص أفلامها من الواقع، معربة عن سعادتها بعرض الفيلم ضمن المهرجان قائلة: «سعيدة بعرض (الأستاذ) ضمن الفعاليات، وهو الحدث الذي يحتفي بثقافتنا وتراثنا وإبداعاتنا، وسعدت بتفاعل الحضور، رغم أن هذا ليس العرض الأول له في الإمارات، بل عُرض مؤخراً بدور السينما، كما شارك في مهرجان تورونتو بكندا».
وقالت خلال جلسة حوارية نظمها المهرجان تحت عنوان «أصحاب التغيير والتأثير: مستقبل السردية الفلسطينية»: «تمكنت السينما الفلسطينية على مدار تاريخها من تقديم مجموعة كبيرة من الأعمال التي تروي حكايات المجتمع، وتعبر عن حقيقة واقعه ومعاناته وقضيته العادلة، وفي ظل حرب السرديات التي نشهدها حالياً، أعتقد أن مشاركة الرواية الفلسطينية سينمائياً أصبح أمراً مهماً للغاية، وهو ما أسعى إلى تحقيقه من خلال أفلامي التي أعبر فيها عن تراثنا وعاداتنا وحياتنا اليومية، وما يبذله أبناء شعبي من تضحيات للحصول على حريتهم من الاحتلال».
وعبرت فرح عن سعادتها بقدرة أفلامها على السفر حول العالم وتمثيل السينما الفلسطينية، لا سيما في ظل ما يشهده قطاع غزة من إبادة جماعية.
تشجيع المواهب
حلَّ حنا عطا الله، مؤسس «فيلم لاب فلسطين» ضيفاً على جلسة «الجيل القادم وإنتاج المحتوى العربي للأطفال والشباب»، استعرض خلالها تجربة المؤسسة في تحفيز الأطفال والشباب الفلسطينيين على رواية القصص وصناعة المحتوى، وعن تأثير تنظيم مهرجان «أيام فلسطين السينمائية» على دعم هذه التوجهات، وتشجيع أصحاب المواهب الناشئة على دخول صناعة السينما وصناعة المحتوى.
وقال عطا الله: «أسهمت طبيعة وواقع الكثير من الشباب الفلسطيني داخل المدن والمخيمات في منحهم الفرصة لرواية قصص نوعية مستلهمة من حياتهم ويومياتهم، وتعكس قدرتهم على الصمود وصلابة إرادتهم ورغبتهم القوية في البقاء على قيد الحياة والتخلص من الاحتلال، وقد أسهمت مؤسسة «فيلم لاب فلسطين» من خلال مبادراتها وبرامجها في تعزيز هذا التوجه عبر تمكين الشباب وتشجيعهم على مواصلة تحقيق شغفهم في هذا المجال».
واستعرض خلال الجلسة تجربة مهرجان «أيام فلسطين السينمائية» التي رأت النور في 2014 ولا تزال تحقق نجاحاً لافتاً في فلسطين، كما استطاع المهرجان على مدار السنوات العشر الماضية التوسع خارج مدينة رام الله، حيث تعرض حالياً أفلامها في 6 مدن فلسطينية.
وتابع: «أصبح المهرجان يشكّل بالنسبة للكثير من صناع الأفلام والناشئة وحتى الأطفال مساحة إبداعية واسعة لصناعة المحتوى ورواية القصص».
روابط بين الشعوب
أعربت الفنانة الفلسطينية ياسمين المصري لـ«الخليج» عن سعادتها بالفعالية، قائلة: «سعدت بمشاركتي بالفعالية، فمن المهم أن نكون موجودين في أي مساحة تعطى لنا لنمثل إنسانية الهوية الفلسطينية، فالثقافة هي التي تجسد إنسانية أي هوية، وما يتضمنه اليوم من تعريف بالمطبخ الفلسطيني وعرض قصص فلسطينية على الأطفال والكبار، يسهم في الحفاظ على تراثنا وهويتنا عبر الأجيال، ما يقوي الروابط بين الشعوب، وحالياً فلسطين تقاوم الاحتلال؛ لأن لديها هوية وثقافة عصية، ولي الشرف أن أمثل بلدي في هذا اليوم».
اقتناص الفرص
تحدثت الطالبة ثريا أحمد، لـ«الخليج» عن استفادتها من مشاركتها في المهرجان خلال السنوات الماضية، وتقول: «هذا العام أشارك في المهرجان ليس كسفيرة له فقط، بل كمخرجة أفلام أيضاً، فعقب استفادتي من ورش العمل بالمهرجان في السنوات الماضية؛ حيث كنت محكمة واعدة، أخرجت فيلم الأنيميشن القصير بعنوان «هي حياتي»، وأنا كسفيرة سعيدة بهذه الفرصة، وأحب أن أنصح الشباب بالسعي وراء أحلامهم واقتناص الفرص المتاحة بالإمارات الحبيبة».
وتضيف: «مهمتي كسفيرة هي دعم الشباب من عمري وما دون ذلك وتعريفهم بالفن السينمائي والفعاليات ومشاركتهم هذه البهجة المرتبطة بعالم السينما».
ورش عمل
نظم المهرجان سلسلة من ورش العمل التدريبية التي ركزت على إبراز أهم المعالم الفلسطينية باستخدام الواقع الافتراضي، وتعريف الزوار على عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني، وتعليمهم أساليب تطريز الثوب الفلسطيني، كما أسهمت الورش التي أقيمت تحت إشراف نخبة من المختصين والخبراء في تمكين الأطفال من كتابة رسائل أمل من أطفال الشارقة إلى أقرانهم في فلسطين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق