تحديات الاستعداد للاختبارات الوطنية

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحديات الاستعداد للاختبارات الوطنية, اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024 01:41 صباحاً

في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم في مجالات التعليم والتقييم، برزت الحاجة إلى مواكبة المستجدات الحديثة ومسايرة الدول المتقدمة في نظام التقييم، من خلال ظهور ما يسمى بالاختبارات الدولية والوطنية مثلا: TIMSS PISA، NAEP، GCE O-Level، حيث تعد هذه الاختبارات أداة فعالة لتقييم مستوى الطلاب في مختلف المواد، من خلال قياس المعرفة ومدى الفهم والتطبيق، وتتجاوز أبعد من ذلك في مقارنتها أداء الطلبة بين الدول المختلفة.

وفي المملكة العربية السعودية بدأ تطبيق الاختبارات الوطنية نافس عام 2021 كخطوة إيجابية قائمة على مبدأ الشفافية، وترتكز على قياس نواتج التعلم المعرفية والمستويات الإدراكية من خلال قياس مستوى التحصيل العلمي لطلبة المدارس، والاستفادة من النتائج ونشرها في جو تنافسي بين أداء المدارس ومكاتب التعليم بشكل عام، ومع هذه الأوضاع التنافسية تسابقت المدارس نحو استعداد الطلبة وتدريبهم على مثل هذه الاختبارات نحو تحقيق مستويات متقدمة، فيجد المعلمون أنفسهم في وضع صعب، حيث يتطلب منهم بذل جهد مضاعف لتجهيز الطلاب لتلك التقييمات، من خلال تدريب الطلاب على متطلبات الاختبارات، أدى ذلك إلى إرهاقهم نتيجة تقديمهم مسارين مختلفين، الأول يرتبط بالمناهج الدراسية وما يحويه من محتوى معرفي وفق خطة مزمنة، والثاني يركز على تنمية المستويات الإدراكية من معرفة وتطبيق واستدلال وغيرها، هذا التباين بين المسارين يشكل تحديا إضافيا للمعلم الذي يسعى لتحقيق التوازن بين تغطية المنهج الدراسي وبين تنمية مهارات التفكير الطلبة وتدريبهم على مثل هذه الاختبارات، من خلال تقديم أسئلة نوعية تختلف عن النمط المعتاد عليه.

في ظل السيناريو التعليمي المتغير، أصبح من الضروري إعادة تنظيم كيفية تدريب الطلاب على الاختبارات الوطنية والدولية.

يتطلب ذلك تطوير المناهج التعليمية بشكل متكامل، دون الحاجة إلى تغيير الكتب المدرسية بالكامل. يجب التركيز على تقديم خطة تدريب مدروسة بعيدا عن الاجتهادات الشخصية، تتضمن أنشطة تعليمية متنوعة ومبتكرة، يمكن أن تشمل هذه الأنشطة تمارين تفاعلية، وأنشطة جماعية، ودراسات حالة، مما يساعد الطلاب على اكتساب مهارات مستقلة تسمح لهم بتطبيق معرفتهم في سياقات عملية. من المهم تصميم أنشطة تعليمية وأسئلة محاكية للاختبارات تستهدف مهارات مثل التحليل، والاستدلال، وحل المشكلات.

هذا سيمكن الطلاب من فهم كيفية استخدام ما تعلموه في مواقف الحياة الحقيقية، مع تخصيص حصص دراسية مستقلة ضمن الجدول الدراسي لتطبيق هذه الأنشطة التعليمية بشكل منظم، علاوة على ذلك يجب تحفيز المعلمين المخصصين لتدريب الطلاب على اختبارات "نافس" من خلال تقديم الدعم المعنوي والمادي، مثل المكافآت أو الدورات التدريبية، لتعزيز قدراتهم في توجيه الطلاب وتدريبهم.

وأخيرا، يجب أن ندرك أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل مشرق من خلال رسم خارطة طريق واضحة للتطوير، مما يسهم في تعزيز جودة التعليم ويهيئ الطلاب لمستقبل مليء بالفرص.

إن تكامل المحتوى التعليمي مع مهارات التفكير يعد خطوة أساسية نحو تحقيق نجاح الطلاب في الاختبارات الوطنية والدولية، وضمان استعدادهم لمواجهة تحديات الحياة العملية.

ameerah_s_z@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق