انطلاق «استراتيجية الحفاظ على النمر العربي» بالشارقة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

* هنا السويدي: نجاحات نوعية في المحافظة على الحياة البرية
انطلقت، الاثنين، في سفاري الشارقة أعمال مؤتمر «استراتيجية الحفاظ على النمر العربي» الذي تنظمه هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، خلال الفترة 21 – 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، برعاية مميزة من المجموعة المتخصصة للقطط التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN).
يشارك في جلسات المؤتمر نخبة من المتحدثين والخبراء المتخصصين في مجال الحفاظ على النمر العربي وحماية هذا النوع النادر من الانقراض في شبه الجزيرة العربية، ومن بينهم ممثلون عن دول النطاق مثل سلطنة عُمان، واليمن، والسعودية، فضلاً عن مشاركة متحدثين من عدد من دول العالم الأخرى.
وتضمّ أجندة المؤتمر عدداً من الجلسات الحوارية العلمية المركزة وتشكيل مجموعات عمل لمناقشة حالة النمر العربي في منطقة شبه الجزيرة العربية، وبحث الاستراتيجيات اللازمة ووضع الحلول المثلى لحماية النمر العربي من مخاطر الانقراض والتحديات التي تهدد حياته، فضلاً عن تسليط الضوء بصورة معمقة على الجهود المبذولة لضمان استدامة وجود النمر العربي في بيئته الطبيعية، من خلال مبادرات التعاون الإقليمي والدولي بين مختلف الجهات البيئية والأكاديمية والبحثية المعنية في هذا المجال.
تعزيز المبادرات
أكدت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، خلال كلمتها الافتتاحية في مستهل أعمال المؤتمر، أن «المؤتمر يمثل إحدى أهم وأبرز المبادرات الإقليمية الرامية إلى تعزيز حماية النمر العربي، باعتباره من ضمن قائمة أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في منطقة شبه الجزيرة العربية».
وتابعت: «تتطلع الهيئة من خلال هذا الحدث المهم إلى توحيد الاستراتيجيات والمبادرات المطبقة في مجال حماية وإكثار الحيوانات البرية والمحافظة على التنوع الحيوي والاستدامة البيئية في المنطقة، ما ينسجم مع خطط إمارة الشارقة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله، في أهمية تضافر الجهود وإنجاح المبادرات الهادفة واستثمار الموارد المتاحة، بما يضمن حماية الحياة الفطرية والتنوع الحيوي في إمارة الشارقة خصوصاً، وفي الإمارات وباقي مناطق شبه الجزيرة العربية عموماً».
جهود استباقية
تطرقت هنا السويدي في كلمتها إلى إطلاق صاحب السمو حاكم إمارة الشارقة لمبادرة «الحفاظ على النمر العربي في بيئات شبه الجزيرة العربية» قبل 10 سنوات ضمن أعمال ورشة العمل الدولية الخامسة عشرة لمنتدى الشارقة الدُولي لصون التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية.
وأشارت إلى أن «المبادرة شكلت في حينها الأرضية الداعمة لجهود الإمارة في حماية الحياة البرية، من خلال استضافتها للباحثين والمهتمين والمنظمات العالمية لحماية النمر العربي في موائله الطبيعية القليلة التي لا يزال موجوداً فيها وإنقاذه من الحالة الحرجة التي وصل إليها، تمهيداً لإعادة إطلاقه لاحقاً في موائله الطبيعية في شبه الجزيرة العربية».
برامج الإكثار
لفتت هنا السويدي إلى أن إمارة الشارقة سجلت نجاحات نوعية في تنفيذ برامج الإكثار والمحافظة على أشكال الحياة البرية في شبه الجزيرة العربية، ولا سيما إكثار النمور العربية؛ حيث يضمّ مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية المهددة بالانقراض أكبر مجموعة للنمور العربية في الأسر، وتمكّنت بمستوى استثنائي من تعزيز الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للمحافظة على الحياة الفطرية والتنوع الحيوي، وذلك من خلال العديد من المبادرات المحلية والدولية، من بينها مبادرة الحفاظ على النمر العربي، فضلاً عن دعم سمو حاكم الشارقة لجهود هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة ومراكزه المختلفة، مثل مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض، ومركز الحفية لصون البيئة الجبلية في كلباء.
وضمن الجهود الأخرى للهيئة في مجال الحفاظ على النمر العربي، تحدثت هنا السويدي عن إدارة الهيئة لمراكز الإكثار وتطويرها، وتنظيم المؤتمرات المتخصصة وإجراءات الدراسات والبحوث المعمقة، وعقد اتفاقيات التعاون الفاعلة، ومن بينها الاتفاقية التي أبرمتها في عام 2014 مع الهيئة السعودية للحياة الفطرية، بهدف تنفيذ برنامج للمحافظة على النمور العربية، وتعزيز وتطوير التعاون في هذا الجانب، وفقاً لاتفاقية المحافظة على الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأوضحت هنا السويدي أنه رغم الجهود البحثية والتطبيقية المبذولة لدراسة حالة النمر العربي المهدد بالانقراض، فإن أعداده أصبحت في تراجع مستمر بسبب عزلة هذا الحيوان وتناقص إكثاره، وتعتبر الحالة التي وصل إليها حرجة في ظل نقص المعلومات والدراسات الميدانية المتوفرة بشأنه، ما استدعى إدراجه على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة للأنواع المهددة بالانقراض منذ عام 1996، وباتت الحاجة الآن ملحة جداً لاعتماد وتطبيق نهج أكثر استباقية لمنع انقراض هذا النوع المميز.
التعافي والاستدامة
أعربت هنا السويدي في ختام كلمتها عن ثقتها بأن المؤتمر يُسهم في تنفيذ خطوة نوعية جديدة من شأنها تمهيد الطريق وحشد الخبرات والمعارف والنتائج البحثية نحو تطوير استراتيجية منقحة لا تعالج التحديات الحالية فحسب، بل تحدد أيضاً طريقاً واضحاً نحو التعافي والاستدامة، من خلال تحديث استراتيجية الحفاظ على النمر العربي في شبه الجزيرة العربية، والتي أبرمت في عام 2010 بهدف مواجهة التحديات الحالية في استعادة الأنواع، معتبرة هذه الاستراتيجية محورية تضم جهداً موحداً كبيراً نحو الحفاظ على هذا النوع.
جلسات ثرية
شهد اليوم الأول انطلاق الجلسات النقاشية التي تمثل فرصة فريدة ورحبة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين الدول لمواجهة هذه التحديات بطرق مبتكرة ومستدامة؛ حيث تناولت العوامل التي تؤثر على النمر العربي، بما يشمل التغيرات البيئية والتحديات الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى تأثير الصيد الجائر وتدمير الموائل الطبيعية.
في الجلسة الأولى، تمحور حديث عدد من الخبراء العالميين حول (استراتيجية الحفاظ على النمر العربي في شبه الجزيرة العربية)، وشارك فيها أورس بريتنموسر، وكريستين بريتنموسر-فورستن، وديفيد مالون؛ حيث شملت الجلسة مقدمة تمهيدية عن الأهداف والوسائل المبتكرة الرامية إلى ضمان استمرارية النمر العربي في بيئته الطبيعية، كما سلطت الضوء على التحديات البيئية والإنسانية التي تعترض طريق الحفاظ على هذا الحيوان النادر.
الحالة في دول النطاق
عقد خلال اليوم الأول جلسات خاصة لمراجعة حالة النمر العربي في دول النطاق التي تحتضن هذه الفصيلة، وهي سلطنة عُمان، اليمن، والسعودية. وضمن ذلك، عرض أندرو سبالتون وزهران أحمد عبد السلام، حالة النمر في سلطنة عمان، بينما تناول عبدالله الفتوح وعمر بايشن وعبدالكريم سعيد وضع النمر في اليمن. أما في السعودية، فقد استعرض يوسف الفيفي وآخرون تقريراً مفصلاً حول الجهود المبذولة للحفاظ على النمر والتحديات التي تواجهه.
برنامج التربية
ضمن جلسات اليوم الأول أيضاً، قدّمت جين بود عرضاً عن برنامج التربية للحفاظ على النمر العربي، والذي يندرج ضمن المبادرات الهادفة إلى تعزيز الجهود المستمرة لحماية النمر العربي، وهو برنامج يسعى إلى الحفاظ على التنوع الجيني للنمر العربي، وضمان استمراره كنوعٍ حيوي ضمن النظام البيئي في المنطقة.
وأشارت جين بود إلى تسجيل البرنامج تقدماً إيجابياً، ولا سيما فيما يتعلق بالنجاح في زيادة أعداد النمر وإعادة إدماجه في البيئات الطبيعية.
استراتيجيات
شملت جلسات اليوم الأول عدداً من الجلسات المخصصة لمراجعة الاستراتيجية التي تم وضعها عام 2010 للحفاظ على النمر العربي، بالإضافة إلى تقييم شامل للتقدم المحرز حتى الآن، والتحديات التي تواجه تحقيق الأهداف المنشودة؛ حيث قدّم هادي الحكماني عرضاً حول تقييم القائمة الحمراء، تلاه عرض مماثل عن الحالة الخضراء للأنواع من تقديم أورس بريتنموسر.
رؤية
عقد المؤتمر في يومه الأول جلسة رئيسية لمراجعة وتحديث الرؤية والهدف الاستراتيجي للحفاظ على النمر العربي، استناداً إلى المستجدات والتحديات البيئية الراهنة؛ حيث شهدت الجلسة مناقشة الحلول والإجراءات المقترحة في إطار من التعاون بين جميع المشاركين؛ لضمان توافق الرؤية مع الاحتياجات المستقبلية وتحديات الحفاظ على هذا النوع، علماً بأن هذه النقاشات ستستمر خلال اليومين الثاني والثالث من المؤتمر.
تهديدات وأهداف
تعقد الثلاثاء مجموعة من الجلسات التي تركز على تحليل التهديدات التي تواجه النمر العربي، من خلال منهجية «شجرة المشكلة»، كما أنه من المقرر تشكيل مجموعات عمل متخصصة لتحديد الأهداف العملية التي يمكن أن تُسهم في جهود الحماية، وضمان تنفيذ الاستراتيجيات المتفق عليها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق