معرض استعادي لأعمال هنري ماتيس

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

واصل هنري ماتيس حتى نهاية حياته تجديد أعماله خلال رحلاته، من جنوب فرنسا إلى طنجة، ومن نيويورك إلى تاهيتي. ويرمي معرض استعادي استثنائي يفتتح الأحد في بازل إلى إعادة اكتشاف أحد مؤسسي الفن الحديث.
جمعت مؤسسة بيلير 72 عملاً للفنان الفرنسي (1869-1964) تشمل لوحات ومنحوتات وأعمالاً بطلاء الغواش، أُحضرت من متاحف كبرى ومجموعات خاصة، ولم يرها البعض في أوروبا منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
ويفتتح معرض «ماتيس - دعوة إلى السفر» بقصيدة شهيرة لشارل بودلير استُمدّ اسم المعرض منها. وهذه القصيدة عزيزة على الفنان الذي اختار كعنوان لإحدى لوحاته قسماً من أحد أشهر أبياتها «الفخامة، الهدوء والمتعة».
يقام المعرض في مؤسسة بيلر حتى 25 يناير/كانون الثاني المقبل.
ويقول رافاييل بوفييه، أمين المعرض، لوكالة «فرانس برس»، إن «الدعوة إلى السفر تعبّـر بطريقة معينة عن الجوهر الجمالي لماتيس»، مؤكداً أنّ الرسام يشير إلى هذه القصيدة «مرات عدة في أعماله الفنية»، وأن السفر هو «موضوع أساسي في حياته وأعماله».
ويضيف، «بما أنّ المعرض استعادي، فهو في حد ذاته مصمم ليكون بمنزلة دعوة إلى السفر عبر أعمال هنري ماتيس».
ويستعرض هذا الحدث مسار الفنان، منذ بداياته في باريس ثم في كوليور الفرنسية، عندما بدأ في إحداث ثورة في الفن «من خلال تحرير الألوان»، على قول بوفييه، وصولاً إلى فترة متأخرة، مستوحاة من ذكريات رحلته إلى جنوب المحيط الهادئ.
قصاصات الورق التي ابتكرها في نهاية حياته، مع طحالبه وطيوره، مستوحاة من الحيوانات والنباتات التي شاهدها الرسام قبل سنوات خلال رحلته إلى تاهيتي عام 1930، وفق أمين المعرض.
تحتل أعمال ماتيس مكانة خاصة في مجموعة إرنست بيلير (1921-2010)، تاجر الأعمال الفنية الشهير والمشارك في تأسيس معرض بازل للفن المعاصر.
كان في البداية بائع كتب، ثم تحوّل إلى سوق الفن، حيث بدأ ببيع مطبوعات يابانية في متجره قبل تحويله إلى معرض في أوائل خمسينات القرن الماضي، احتلّ بيكاسو وماتيس جانباً خاصاً فيه.
وكان يحب بشكل خاص «الأعمال المتأخرة»؛ لأنه كان يرى في قصاصات الورق «ثورة فنية عظيمة»، بحسب ما يقول صامويل كيلير، مدير المؤسسة، خلال مقابلة مع وكالة «فرانس برس». ويضمّ المعرض خصوصاً لوحة «العارية الزرقاء» من مجموعته.
وبينما يشكل ماتيس موضوعاً لمعارض منتظمة لمجموعات معينة من أعماله، نادراً ما تُقام معارض استعادية عن حياته المهنية بأكملها، بحسب كيلير.
وفي العام 2020، خصص مركز بومبيدو معرضاً كبيراً للفنان، لكن تعيّـن تقصير مدته بسبب جائحة «كوفيد-19» والتدابير الناجمة عنها.
يقول كيلير: «مع فنانين عظماء مثل هنري ماتيس أو بيكاسو، يمكننا إقامة الكثير من المعارض المختلفة؛ لأن هناك جوانب عدة لأعمالهم». ومن الممكن إقامة معرض عن مرحلة «الثلاثينات» أو عن «قصاصات الورق فقط».
ويتابع، «لكن في كل جيل، من المهم أن تتاح للعامة فرصة معاينة معرض استعادي للحصول على فكرة كاملة عن تطوّر الرسام من فنان شاب إلى معلّم كبير».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق