«الليلة الكبيرة» تبصم بقوة في ملتقى الشارقة الدولي للراوي 24

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أبدع مسرح القاهرة للعرائس في تقديم المسرحية الفنية التراثية المصرية «الليلة الكبيرة» بحضور د.عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، حيث نالت المسرحية إعجاب الجمهور الغفير من مختلف الفئات العمرية، بعد عرض الفقرات المتنوعة التي صوّرت جوانب متعددة من تاريخ مصر الاجتماعي بأسلوب فني محترف وجميل.
وقال د.محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية ومقرر لجنة التراث الثقافي غير المادي في المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة: «العرض فرصة لاستذكار الزمن الجميل، رغم أنه لا يزال يؤثر في أطفال اليوم. تجد في هذا العرض مختلف عناصر الثقافة الشعبية مثل الآلات الموسيقية، والملابس التقليدية، والمهن القديمة، والحكايات، والأمثال، والقصص، وغيرها من تفاصيل الحياة اليومية القديمة بصورة قريبة».
وأضاف: «الليلة الكبيرة عمل تراثي بكل المعايير، وقد دخل في الملكية التراثية الإنسانية بعد مرور أكثر من 63 عاماً على عرضه الأول. نشكر معهد الشارقة للتراث على هذه الدعوة، ونحن سعداء بالحضور هنا في الشارقة، لما تمثله لنا من مكانة كبيرة ومحبة عميقة بين أدباء ومثقفي وفناني مصر».
يشارك في المسرحية المتميزة مجموعة من الشخصيات التي تمثل بائع الحمص، والقهوجي، والعمدة، ومدرب الأسود، والفلاح، والدرويش، وعدد من الوجوه المحلية، ومدير السيرك، بالإضافة إلى الحيوانات مثل الأسد والحمار. كما لم تخلُ المسرحية من بهجة مشاركات وحضور مجموعة من الأطفال، التي صوّرتها العرائس بأجمل تصوير.


يذكر أن مسرحية «الليلة الكبيرة» من تأليف الفنان صلاح جاهين وألحان سيد مكاوي، وقد صمّم العرائس الفنان ناجي شاكر، فيما صمّم الديكور الفنان مصطفى كامل، وأخرجها الفنان صلاح السقا. عُرضت المسرحية لأول مرة في 1 مايو عام 1961، وتم تنفيذ التصوير للتلفزيون المصري في مطلع الثمانينيات، بعد أكثر من عقدين على العرض المسرحي.
‏«زينة» تصدح بالغناء
‏تزينت قاعات ‏ومرافق معهد الشارقة للتراث بالعديد من الصور التراثية والمجسمات التي تنسجم مع ‏موضوع الدورة الحالية لملتقى الشارقة الدولي للراوي بدورته الـ 24، والتي تُقام فعالياته بتنظيم معهد الشارقة للتراث حتى 22 سبتمبر الجاري تحت شعار «حكايات الطيور».
وحرص المعهد على تزويد أرض الفعاليات بأجواء تراثية ‏تتجاوز الزمان والمكان الحاضرين، لتكون فرصة تستنطق الماضي وتقدم مجموعة من الصور الشعبية عبر الألحان والكلمات والقصائد المحلية والخليجية التي تفاعل معها جمهور الملتقى. وكان هذا من نصيب فرقة زينة الشارقة للفنون ‏الخليجية التي تشارك ضمن برنامج «كرنفال الراوي».
‏وعن هذه المشاركة، يقول علي خميس السويدي، مدير فرقة زينة الشارقة للفنون التراثية الخليجية: «نحن فرقة تراثية يتدفق التراث في عروقنا كما يتدفق الدم، ونعيش معه متجاوزين المرحلة الزمنية الحالية، فنحرص على تصوير أنواع الفنون ‏الغنائية التي نقدمها كي نكون قادرين على أداء الرسالة التي تحملها عبر العصور والأجيال. نحن فخورون بأن تسمية الفرقة أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الداعم الأول للتراث في الإمارات العزيزة، وهي مسؤولية كبيرة ‏نحرص على أن نكون جديرين بها».
وعن طبيعة الفنون الغنائية الشعبية التي ‏تقدمها الفرقة خلال ملتقى الشارقة الدولي للراوي 24، أضاف السويدي: «نتوجه بالشكر لمعهد الشارقة للتراث على منحنا هذه الفرصة لنكون جزءاً من التشكيلة التراثية المهمة للملتقى. ثانياً، هناك العديد من الفنون، منها: فن العاشوري وفن الدزة، ‏ولكل منهما مجموعة من الأغاني المرتبطة بالفنون الخليجية، وهناك أيضاً الفنون البحرية كالفتري، والمخولفي، والحساوي، والعدساني وغيرها. وسيتم أداؤها لجمهور الزائرين من محبي التراث تباعاً طيلة أيام الملتقى».
‏ جلستان ضمن البرنامج العلمي
أشاد متخصصون وباحثون في الشأن التراثي الموريتاني بدعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لموريتانيا - ضيف شرف الدورة الحالية لملتقى الشارقة الدولي للراوي 24 - معتبرين أن هذا الدعم يرسي أواصر المحبة والأخوة، ويعزز مجالات التبادل الثقافي والمعرفي، ويدفع باتجاه استدامة رعاية علوم وثقافة وتراث العرب ونقله بين الأجيال.


جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للبرنامج العلمي لملتقى الراوي 24 الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، وشارك في الجلسة الباحثون عبد الرحمن أبنو، ود. أحمد مولود أيد الهلال، ود. الشيخ سيدي عبد الله، وأدارها د.منّـي بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر بالمعهد، تحدثوا خلالها عن حفظ التقاليد المروية في موسوعة الثقافة الشعبية الموريتانية، وما بذل فيها من جهود.
وبين عبد الرحمن أبنو أن دور حاكم الشارقة في دعم ثقافة موريتانيا ليس وليد اليوم، إذ كان لأياديه البيضاء دور مهم في افتتاح بيت الشعر في نواكشوط عام 2015، دعماً للشعر والشعراء، وتنظيم مهرجان نواكشوط للشعر العربي عام 2016، وهو امتداد لمهرجان الشارقة الشعري للشباب، وتوجيه سموه بدعم وتأسيس مجلس اللسان العربي في موريتانيا عام 2017، ليتكلل ذلك بافتتاح مقر مجلس اللسان العربي في موريتانيا عام 2019، ليكون عوناً للعلماء والباحثين.
ثمن د. عبد العزيز المسلم خلال جلسة «دراسة الطيور بين الشفاهية والمكتوب» تعاون مؤسسات الدولة في دعم التراث الإماراتي
على صعيد متصل، أكد عدد من المهتمين بالشأن التراثي المحلي أن التعاون بين مؤسسات الدولة أثمر عن تعزيز حضور التراث في الحياة العامة، والانتقال به من المحيط المحلي إلى صدارة تراث الشعوب في المحيط الإقليمي والعالمي، بعد أن حاز على الإعجاب والثناء بدوره البارز في دعم التراث العالمي. داعين المؤسسات إلى المزيد من التعاون لتحقيق أفضل النتائج والنجاحات، حيث تم خلال الجلسة الأولى من البرنامج العلمي، بعنوان «دراسة الطيور بين الشفاهية والمكتوب»، بمشاركة سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، ومجموعة من المتخصصين وإدارة الباحث الدكتور حمد بن صراي.
وقال د.المسلم، في ورقته: «إن الكثير من التراث والمفردات يضيع إذا لم يدون، وقد قام المعهد بإثراء المكتبة الوطنية بالأبحاث والدراسات التراثية العامة، والتراث الثقافي للطيور بشكل خاص. ولديه الكثير من الخطوات التي ترسخ أصالة الموروث، انطلق بها من الطفولة، حيث خصص فعاليات عدة للتعريف بالتراث الشعبي والمفردات الشعبية، لإيمان المعهد بأن التمسك بالتراث الثقافي هو جزء أصيل وحي من التمسك بالهوية الوطنية».
وتحدث حمد الحميري، مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية، عن دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في حفظ تراث الطيور في الإمارات، قائلاً: «إن الطير رمز عظيم من رموز الدولة، والصقر خير مثال على ذلك. وكان الشيخ زايد رحمه الله الداعم الأول لهذا التراث منذ البدايات، ولا سيما إقامة مؤتمر البيزرة الأول في أبوظبي عام 1976. وقد سُمي في مهرجان الصداقة لأن حب الصقر يجمع الكثير من الشعوب، فكانت هذه فرصة لجمعهم ولقائهم في أجواء من المحبة في بلد المحبة والسلام».


وبيّنت فاطمة المنصوري، مدير مركز زايد للدراسات والبحوث بنادي تراث الإمارات أن الطيور تشكل ثقلاً معرفياً وتاريخياً واقتصادياً، ولها اهتمام كبير في دولة الإمارات. وقد انعكس ذلك في جهودها بتسجيل رياضة الصيد بالصقور في التراث العالمي لليونسكو بعد محاولات طويلة بذلتها في هذا المجال.
أما الباحث الإماراتي جمعة بن ثالث، فقد تحدث عن ببليوغرافيا الطير في المكتبة التراثية العربية، وبين أن للطيور فوائد عظيمة في تحديد بداية المواسم ونهاياتها، والإشارة إلى وجود الرياح والأمطار، وظهور نجم معين. وقد تصدر الطيور بعض الأصوات خلال هجرتها في الليل لإرشاد بقية الطيور إليها، مبيناً أن هناك طيوراً برية وأخرى بحرية وأخرى تعيش في البيوت، ولكل منها دور وتأثير وحضور في حياة الإنسان عبر العصور، لذلك تستحق كل الاهتمام والرعاية.
واختتم د.عيسى صالح الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة الجلسة بالحديث عن تصورات الطير في التراث اللغوي العربي، منطلقاً من قصص «كليلة ودمنة» التي تحمل الكثير من القيم والرسائل الموجهة لمختلف شرائح المجتمع. 
ودعا إلى ضرورة تأليف المزيد من الكتب والدراسات في مجال الطير في الأدب والشعر العربي والإماراتي لسد الفراغ الحاصل في هذا المجال، بما يمكن ربط الأدب الماضي بالأدب الحاضر كحلقة وصل بين الأجيال.

 

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق