جريدة جريدة وطني

هيدروجين من بطون الحيوانات

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هيدروجين من بطون الحيوانات, اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 12:26 صباحاً

كما تعودنا سابقا، لي قراءات متنوعة في مجال الطاقة والطاقة المتجددة، وكنت أتصفح أحدث الأبحاث والدراسات، وإذ بي أقع على خبر جميل وملهم، خبر يحمل في طياته بشائر ثورة خضراء جديدة.

خلال الفترة السابقة وفي قلب مختبر جامعي مزدحم، كانت فكرة جريئة تتبلور.

فريق من الباحثين في جامعة إلينوي بشيكاغو، كانوا يسعون وراء حلم إنتاج وقود نظيف ومستدام من موارد متجددة.

كان هدفهم هو الهيدروجين، ذلك العنصر الواعد الذي ينظر إليه كوقود المستقبل، ولكن إنتاجه التقليدي كان يعتمد على الوقود الأحفوري أو الطاقة المتجددة ويلتهم كميات هائلة من الطاقة.

هذا الخبر يتماشى مع الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في سبيل تحقيق الريادة في مجال الطاقة المتجددة، حيث تسعى المملكة جاهدة لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين.

كان الفريق البحثي يعتقد أن هناك طريقة أفضل. في مزارع العالم الشاسعة، تتراكم كميات هائلة من المخلفات الزراعية، من قشور قصب السكر إلى روث الحيوانات، هذه المخلفات، التي غالبا ما تترك لتتحلل وتطلق غازات الاحتباس الحراري، ولكنها كانت في نظرهم كنزا دفينا ينتظر من يكتشفه.

بدأ الفريق تجاربه مستخدما هذه المخلفات الزراعية لتحضير مادة غنية بالكربون تعرف باسم "الفحم الحيوي"، ثم قاموا بدمج هذا الفحم الحيوي مع الماء في عملية التحليل الكهربائي، مستخدمين الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء اللازمة. وكانت المفاجأة مذهلة.

لقد تمكن الفريق من تقليل الطاقة اللازمة لإنتاج الهيدروجين بنسبة 600%!.

هذا يعني أنهم استطاعوا إنتاج الهيدروجين بكفاءة عالية باستخدام موارد متجددة، مثل ضوء الشمس والمخلفات الزراعية.

كان هذا الاكتشاف بمثابة قفزة هائلة إلى الأمام.

تخيل عالما حيث يمكن للمزارعين تحويل مخلفاتهم إلى وقود نظيف، وتحقيق دخل إضافي وفي الوقت نفسه المساهمة في حماية البيئة.

تخيل سيارات وشاحنات تسير بالهيدروجين، وتنبعث منها فقط قطرات من الماء.

تخيل مستقبلا حيث الطاقة النظيفة متاحة للجميع، بغض النظر عن مكان إقامتهم أو مواردهم.

لكن هذا الاكتشاف لم يكن مجرد قصة نجاح علمي، كانت قصة عن الإصرار والابتكار، عن فريق آمن بفكرة وجاهد لتحويلها إلى واقع.

كانت قصة عن إمكانية تحقيق التوازن بين احتياجاتنا من الطاقة وحماية كوكبنا، عن مستقبل أكثر استدامة ونظافة للجميع.

واليوم، بينما يواصل الفريق أبحاثهم، تتزايد الآمال في أن هذه التكنولوجيا الثورية ستمهد الطريق لعصر جديد من الطاقة النظيفة، عصر حيث الشمس والمخلفات الزراعية، تلك الموارد البسيطة والمتوفرة بكثرة، ستكون مصدرا للطاقة التي تحرك عالمنا.

HUSSAINBASSI@

أخبار متعلقة :