أمريكا: الصين أكبر تحدٍّ في تاريخنا.. وبكين : تخلّوا عن عقلية الحرب الباردة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«الخليج» - وكالات
أكد نائب وزير الخارجية الأمريكي كيرت كامبل أنّ الصين تمثّل التحدّي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة بما يتجاوز الحرب الباردة، داعياً أوروبا إلى مزيد من الصرامة إزاء بكين.
ودعا كامبل المساهم البارز في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية نحو آسيا، إلى المزيد من الاستثمار في التقنيات المتقدمة في مواجهة الإنجازات الصينية.
وقال أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي «من الثابت أن هذا هو التحدي الأكبر في تاريخنا».
وأضاف «بصراحة، الحرب الباردة نسخة باهتة مقارنة بالتحدي متعدد الأوجه الذي تمثله الصين»، موضحاً «إنها ليست مجرد قضية عسكرية، إنها قائمة في كل المجالات، إنها تتعلق بالجنوب العالمي، تتعلق بالتكنولوجيا، نحن بحاجة لزيادة جهودنا في كل المجالات».
وعند سؤالها الخميس عن تصريحات كيرت كامبل، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان عن أسفها لأنها «تجاهلت الحقائق وبالغت علناً وبشكل متعمد في ما يسمى بالتهديد الذي تشكله الصين، ودعت إلى مواجهة بين معسكرات».
وأضافت خلال مؤتمر صحفي دوري أن «الولايات المتحدة تحلل الوضع الدولي وتحدد العلاقات الصينية الأمريكية من منظور المنافسة الاستراتيجية، معتبرة الصين بشكل خاطئ التحدي الأكبر لها».
وتابعت «تحث الصين الولايات المتحدة على التخلي عن عقلية الحرب الباردة، والتوقف عن نشر نظرية ما يسمى بالتهديد الصيني، والتوقف عن تحريف نوايا الصين الاستراتيجية».
وتأتي تصريحات كامبل رغم تحسّن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين خلال عهد الرئيس جو بايدن، بعدما كانت قد شهدت توترات أكثر حدّة خلال عهد سلفه دونالد ترامب.
وغالباً ما يتحدّث المرشح الجمهوري عن المواجهة مع بكين، مستخدماً مفردات تعود الى حقبة الحرب الباردة.
«المزيد من الدعم»
أبدى بايدن ونائبته المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس، دعمهما للحوار مع الصين رغم مواصلة إدارتهما ممارسة ضغوط عليها، بما في ذلك فرض حظر شامل على صادرات الرقائق المتقدمة.
كذلك، تمارس إدارة بايدن ضغوطاً على بكين بشأن صادرات التكنولوجيا إلى موسكو، والتي يقول مسؤولون أمريكيون إنّها سمحت للأخيرة بزيادة الإنتاج العسكري لمواصلة حربها في أوكرانيا.
وفي إشارة إلى العقوبات الأمريكية على الشركات الصينية، القضية التي أثارها نائب وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته إلى أوروبا، أكد كامبل أنّ «التحدّي هو أنّنا يجب أن نحصل على المزيد من الدعم هنا في هذا الشأن».
وأضاف أنّ معظم حلفاء واشنطن الأوروبيين يتشاركون المخاوف بشأن علاقات بكين مع موسكو، ولكنهم ما زالوا يعانون «الصدمة الكبيرة» الناجمة عن حفض واردات الطاقة الروسية منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وتابع «بالنسبة إلى العديد من هذه الدول، فإنّ التعامل التجاري مع الصين يمثّل مسألة مهمّة منذ 15 أو 20 عاماً»، موضحاً أنّ التحرّك ضدّ الصين بعد روسيا، قد يبدو بمثابة «ضربة مزدوجة، ويمكننا أن نفهم أنّ القادة في أوروبا يشعرون ببعض القلق» إزاء مثل هذه الخطوة.
مع ذلك، تؤكد الصين أنّها لا تقدّم أسلحة إلى روسيا أو أوكرانيا، بينما تقول واشنطن إنّ بكين توفر دعماً يمكن أن تكون له استخدامات عسكرية.
السجناء
أكد كامبل أنّ إدارة بايدن عزّزت موقف الولايات المتحدة منذ تولّيها السلطة من ترامب، من خلال تعزيز التحالفات بشكل جزئي.
ومنذ انعقاد قمة بين بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ في كاليفورنيا العام الماضي، وافقت الصين على المطالب الأمريكية الرئيسية التي تتمثل في استعادة الاتصالات العسكرية واتخاذ إجراءات صارمة ضد نقل مكوّنات الفنتانيل، المادة المخدّرة التي تسبّبت في الكثير من حالات الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة.
وفي استجابة لمطلب رئيسي آخر من إدارة بايدن، أطلقت الصين سراح القس الأمريكي ديفيد لين الذي كان محتجزاً منذ العام 2006، حسبما أفادت وزارة الخارجية الأمريكية الأحد.
وكانت الولايات المتحدة قد أثارت مع الصين قضية لين وغيره من الأمريكيين المعتقلين خلال مناسبات عدة، بما في ذلك خلال اللقاء بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن ونظيره وانغ يي على هامش اجتماع في لاوس في تموز/يوليو.
وتعتبر وزارة الخارجية أن مواطنَين أمريكيَين آخرَين، وهما كاي لي ومارك سويدان، محتجزان تعسفاً في الصين، غير أنّ النشطاء يؤكدون أنّ عدداً أكبر بكثير من الأمريكيين محتجزون أو ممنوعون من مغادرة الصين.
واعتبرت والدة سويدان المحتجز بتهمة الاتّجار بالمخدرات التي ينفيها، خلال جلسة استماع منفصلة في الكونغرس، أنّه يجب على بايدن التواصل مع الصين بشأن مقترحاتها المتعلّقة بإطلاق سراحه.
وقالت في بيان للجنة التنفيذية في الكونغرس بشأن الصين «قضيته ظلم واضح، ومع ذلك لا يزال يتم تجاهلها من قبل أولئك الذين لديهم القدرة على التصرّف».
من جهته، قال بيتر هامفري الذي اعتُقل مع زوجته في الصين بين العامين 2013 و2015، والذي بات متخصّصاً في مثل هذه القضايا، إنّ «عدداً كبيراً» من الأمريكيين لا يمكنهم إثارة قضاياهم علناً خوفاً من انتقام بكين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق