ترامب يحذر من الغش.. هل تخسر هاريس المناظرة بسبب قصر قامتها؟

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد ـ محمد كمال
لا يمكن في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية تمرير أي تفصيلة بخصوص المرشحين، إلا ويتم وضعها تحت المجهر، حتى لو تعلقت بطول المرشح، وسوف يلاحظ ملايين المتابعين للمناظرة المقررة بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، مدى الفارق بينهما، كأنها بين عملاق ومنافس محدود الطول، إذا لم تلجأ مرشحة الحزب الديمقراطي لوسيلة معينة حتى تغطي على هذا الفارق.
وكضربة استباقية، قال مرشح الحزب الجمهوري ترامب إنه لا ينبغي السماح لها باستخدام «الصناديق أو رافعات اصطناعية»، خلال المناظرة، لجعلهما يبدوان متقاربين في الطول.
ويبلغ طول ترامب المعلن نحو 1.90م، أما منافسته فيبلغ طولها تقريباً 1.57م، وهو يعتبر ذلك ميزة يمكنه استغلالها خلال المناظرة، ومصداقاً لاعتقاده، فإن الإحصاءات تؤكد أن المرشح الأكثر طولاً هو من يفوز في الانتخابات غالباً، وللتدليل على ذلك فإنه في حال فوز هاريس بالسباق ستكون ثاني أقصر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.
ويرى فريق هاريس أن الطول قد يمثل مشكلة فعلاً على مسرح المناظرة، في الوقت الذي فكر بعض المقربين منها في استخدام وسيلة لتعويض هذا الفارق، لكن عبر منصته Truth Social، قال ترامب إن ذلك سيعتبر نوعاً من الغش غير المسموح به.
ورغم أن هاريس لم تعلق على ما إذا كانت قد تقدمت بطلب لأي نوع من «الرفع»، لكن رؤية المرشحين معاً قد تجعل العديد من الأشخاص الذين يتابعون المناظرة يدركون طولها الفعلي لأول مرة، وهي حقيقة كان من الممكن أن يتم إخفاؤها في السابق من خلال ما يسميه البعض Tall Energy، أو طاقة الطول، والتي من خلالها يتخيل المتابعون، خصوصا المؤيدين، أن الشخص أكثر طولاً من قامته الحقيقية.
كيف تفاعلت مع الوضع؟
وفي مواقف سابقة تعرضت هاريس لأسئلة حول قامتها القصيرة، وكيف يميل الناس إلى فهم ذلك بشكل خاطئ، وتناولت ذلك خلال مقابلة أجرتها في شهر يناير/ كانون الثاني، مع الإعلامية كاتي كوريك، حيث قامت بإظهار طول هاريس مثلما أوردته ويكيبيديا، قائلة إنها متحمسة لاكتشاف أن «كامالا قصيرة مثلها». لكن نائبة الرئيس ردت بابتسامة تشير إلى أنها معتادة على مثل هذه التعليقات، قائلة «هذا غير صحيح على الإطلاق.. مع الكعب العالي، الذي أرتديه دائماً، لا أبدو قصيرة».
وبينما تتنافس هاريس ضد رجل طويل القامة في الانتخابات الرئاسية، أكد رول جالينسكي، أن حجمها لا ينبغي أن يشكل عائقاً، لأنه من المتوقع أن تكون النساء أصغر حجماً من الرجال. مؤكداً أن القامة الفعلية للأفراد ليس هو الهدف؛ ولكن ما يهم هو مدى طولهم.
ويبدو أن هاريس تستوعب هذه الحقيقة فعلياً، إذ قالت في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك بمناسبة عيد الأم في عام 2019: «كان طول والدتي خمسة أقدام. ولكن إذا قابلتها يوماً ما ستعتقد أن طولها سبعة أقدام».
وخلال اللقاء التلفزيوني الأول الذي حضرته هاريس بعد إعلان ترشحها رسمياً للانتخابات الرئاسية، فقد لاحظ المتابعون مدى فارق الطول بينها وبين نائبها تيم والز، الذي كان يجلس إلى جانبها، ويخشى مقربون أن تظهر نفس الملحوظة بشكل مؤثر خلال مناظرة الثلاثاء.
ويبلغ متوسط ​​طول قامة المرأة الأمريكية البالغة نحو 5 أقدام، و3 بوصات ونصف البوصة، نحو (1.62م) وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أما بالنسبة للرجال، فيبلغ 5 أقدام، و9 بوصات.
الطاقة الخادعة
والغريب أن أغلبية مؤيدي هاريس لا يرونها قصيرة القامة، ويرجع ذلك إلى أنها تتمتع بما يسمى Tall Energy، وهي حالة عمودية ترتبط بشكل أكثر شيوعاً بالتمثال، ولكن في بعض الأحيان يتم اختيارها من قبل نساء أكثر نحافة، وصاحبات قوة صوتية.
ويقول نيكولاس رول، أستاذ علم النفس في جامعة تورنتو: «إن هذا المصطلح المتعلق بطاقة الطول يأتي من إدراكك أنك فوق متوسط ​​الطول». وأضاف أن الناس يميلون إلى الاستجابة للأشخاص طوال القامة بطريقة معينة. وللتقريب أعطى مثالاً بأن الحجم يؤثر في المعارك بين الحيوانات، ولهذا السبب تصبح الحيوانات أكبر عندما تشعر بالتهديد.
وأوردت بعض الدراسات أن المرشحين الأطول قامة عادة ما يفوزون بالانتخابات؛ إذ يراهم الناخبون أكثر أهمية وقوة، كما أظهرت دراسات أخرى أن الأشخاص طوال القامة يُكافؤون في كثير من الأحيان بمزيد من المال، والترقيات، وغيرها.
هدايا مجانية
يقول باري بوجين، أستاذ الأنثروبولوجيا البيولوجية الفخري في جامعة لوبورو في إنجلترا، ومؤلف كتاب «أنماط النمو البشري»: «أن تكون أطول يجعل الناس يعتقدون أنك أكثر كفاءة، وكونك فائزاً يجعلك أكثر ثقة». ويضيف بوجين الذي يتمتع بطول فارع، 74 عاماً، أنه واجه مشاكل أثناء اللعب مع أصدقائه الأقصر في المدرسة الابتدائية، وأوضح: «قالت المعلمة إنها تتوقع مني المزيد.. لقد كانت ردود فعل إيجابية مرتدة».
ومن بين المفارقات أن جيمس ماديسون، الرئيس الرابع للولايات المتحدة والمعروف بمساهماته في ميثاق الحقوق، كان طوله المعلن نحو 1.60 م لكن العديد من المؤرخين يعتقدون أنه كان أقصر من ذلك بكثير، أو حتى أقصر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.
القصار
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسخر فيها ترامب من قامة منافسيه، إذ كثيراً ما عمد إلى السخرية من أحجامهم، وقد كرر ذلك مع المرشح الديمقراطي على منصب عمدة نيويورك، مايكل بلومبرغ، الذي يقدر طوله حسب شهادة طبية بـ 1.70 م، إذ قال وقتها عنه «ميني مايك»، أو مايك القصير. ووصف ترامب أيضاً العديد من المرشحين بـ«القصار» مع أنهم لم يكونوا كذلك.
ويقول غريغ موراي أستاذ العلوم السياسية الذي درس دور طول القامة في تصويت الأمريكيين، إن الرهان على القامة قد يكون سلاحاً كغيره من الأمور في فترة انتخابات، إذ إن قامة فارعة يمكن أن تعكس قوة أكبر، لكن دونالد ترامب يقوم بهذا الأمر على طريقته.
وكل الرؤساء الذين سبقوا ترامب (باراك أوباما، وجورج بوش الأب، وابنه، وبيل كلينتون، وحتى رونالد ريغن) كان طولهم يتجاوز الـ1.80م، وخلال مناظرة في الانتخابات التمهيدية في 2016، كان موضوع البحث على محرك غوغل لا يتعلق ببرنامج أحد المرشحين الجمهوريين بل بطول قامته، وهو جيب بوش نجل وشقيق الرئيسين السابقين، الذي يبلغ طوله 1.90م.
ويؤكد أبراهام بونك الجامعي الهولندي الذي كتب في 2013 دراسة عن قامات الرؤساء الأمريكيين، أنه إلى حد كبير يتمتع أصحاب القامات الفارعة بفرصة أكبر للحصول على منصب أهم. ووفق دراسته فإن «تفوق المرشحين طوال القامة مسألة تتعلق على الأرجح بالإدراك والانطباعات الإيجابية المبدئية عن صفات قيادية أكبر».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق