بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازيه فى خلق الله قررت أريح جتتى ساعتين.. فوقفت على سور بلكونة الست أم سماح وانكمشت بين أجنحتى وقبل أن أغمض عيناى سمعت صوت الأستاذ عماد أبو سماح يأتى من خلف شيش البلكونة قائلا: هو إنتى سهرانة بتعملى إيه يا وليه لغاية دلوقتى؟! وإيه السندوتشات دى كلها؟!

فردت عليه أم سماح قائلة: دى سندوتشات السبلايز اللى بنحطها فى اللانش بوكس للواد محمود والبت سماح الأستاذ عماد مستغربا الأمر: سبلايز إيه اللى بيتحط فى اللانش بوكس يا وليه؟!

أم سماح فى حيرة من أمرها: أدينى بسمعهم يقولوا كدا فى فيديوهات الفيس بوك والتيكتوك.. المهم إن حاجة فيهم بتتحط فى التانية وخلاص.

الأستاذ عماد متعجبا: طب إيه السندوتشات دى كلها يا وليه؟! هو أنتى عاملة وليمة سندوتشات للعيال؟! وكمان بوفتيك ولانشون وبانيه؟! إنتى اشتريتى الحاجات دى إمتى وبكام؟!

أم سماح فى هدوء قالت: يا سيدى أنا بعمل اللى بشوف الأمهات بتعمله على الفيس بوك.. كل الناس دلوقتى بتعمل كدا للعيال وكمان هصوره وانشره عالتيك توك.

وهنا لم أستطع إكمال باقى الحوار فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى "قاق قاق" فراح الأستاذ عماد وزوجته يهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. 

فهربت مسرعا ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر يا شوية بنى آدمين أم أنكم من تنكدون على أنفسكم بسبب التفاهات اللى بتعملوها، وتقليدكم الأعمى رغم ظروفكم المهببة وشكواكم ليل نهار من غلاء الأسعار؟!

يا أخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزه تخلف بنى آدمين زيكم مش عارفين هما عايزين إيه ولا عايشين ليه ولا حتى عارفين السبلايز من اللانش بوكس!!