783حادثاً مرورياً بسبب الدراجات النارية في 2023

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحقيق: عبد الرحمن سعيد

تتسابق التطبيقات الذكية التي تعمل في توصيل الطلبات إلى المنازل على تقديم أفضل الخدمات في أسرع وقت، لدرجة أن بعض مسؤوليها يصرفون مكافآت مالية لعمال التوصيل الذين يحققون معدلات يومية عالية، غير مبالين بسلامة موظفيهم ومرتادي الطرق، غير أن هذه الحوافز تدفع عمال التوصيل لقيادة دراجاتهم النارية بسرعة وتهور، إضافة لمخالفة قانون السير والمرور، ما أدى لوقوع حوادث خطِرة.
كشفت أحدث إحصاءات صادرة عن وزارة الداخلية، أن الدراجات النارية بشكل عام تسبّبت خلال العام الماضي 2023 في 783 حادثاً مرورياً، نتج عنها 42 حالة وفاة، و1020 إصابة مختلفة الشدة، فيما تسببت الدراجات الكهربائية في 20 حادثاً نتج عنها حالة وفاة واحدة و20 إصابة. 
حثت شرطة أبوظبي سائقي دراجات التوصيل على ضرورة التقيد بالسرعات المقررة واللوحات الإرشادية على الطرق المختلفة، مؤكدة عدم التهاون في تطبيق قانون السير والمرور على السائقين «المتهورين»، الذين يعرّضون حياتهم، وحياة الآخرين للخطر.


وشددت على ضرورة توخي القيادة الآمنة واتباع أنظمة وقوانين المرور، تجنباً لوقوع الإصابات البليغة والوفيات، وعدم استخدام الهاتف أثناء القيادة، والالتزام باستخدام معدّات الحماية الشخصية، والتأكد من صلاحية إضاءة الدراجات وصيانتها بشكل دوري، وعدم الدخول إلى الأماكن الممنوعة، وترك مسافة أمان كافية مع المركبات.
تعزيز السلامة
لفتت شرطة أبوظبي إلى اهتمامها بتعزيز سلامة هذه الفئة من مستخدمي الطريق، بعقد ورش التوعية المستمرة التي تركز على رفع مستوى الوعي المروري، ويتم تنفيذها بعدة لغات هي العربية والإنجليزية والأوردو، ضمن خطط المديرية في التوعية بالسلامة المرورية.
وتنفذ مديرية المرور والدوريات الأمنية بشرطة أبوظبي، عدداً من الورش الدورية، لتوعية سائقي الدراجات النارية من مقدمي خدمة توصيل الطلبات حول السلامة المرورية، وتعزيز الوعي بعدم الانشغال بالهاتف أثناء القيادة، وعدم التوقف في كتف الطريق المخصص لحالات الطوارئ للمركبات، حيث يعزز سرعة وصول مركبات الطوارئ لمواقع الحوادث وإسعاف المصابين وإنقاذ حياتهم.
وحددت شرطة أبوظبي مجموعة من الاشتراطات لصندوق دراجات التوصيل الدليفري، حيث يجب أن تكون الأبعاد الخارجية للصندوق 50 سنتيمتراً عرضاً وطولاً وارتفاعاً، وأن تكون حوافه مغطاة بعاكس فسفوري وعدم وجود حواف بزوايا حادة، واستخدام كتابة تعريفية واضحة على بعد 20 متراً، كما يجب توفير فتحة أمامية للصندوق، ليسهل فتحه، وأن يكون مصنعاً من مادة الفايبر جلاس، ومثبتاً بطريقة صحيحة على مقعد الدراجة أو السلة الخلفية.
وأوضحت مديرية المرور والدوريات، أن هذه الاشتراطات تأتي استكمالاً لجهودها في تعريف سائقي دراجات توصيل الطلبات بقواعد السلامة المرورية، وتفادي الحوادث ومسبباتها، والآثار والخسائر الناجمة عنها، وتعزيز السلامة لهذه الفئة من مستخدمي الطريق.
وأكدت استمرار جهودها في توعية هذه الفئة حول أساسيات السلامة المرورية، والتعريف باللوائح والقوانين التي يجب اتباعها على الطريق، واشتراطات السلامة لقيادة الدراجة النارية، وتجنب الحوادث المرورية.
قيادة متهورة
التقت «الخليج» عدداً من مالكي المركبات الخفيفة بأبوظبي، والذين وصفوا قيادة سائقي دراجات التوصيل بالمتهورة، التي تشكل خطراً عليهم، نظراً لأنهم أجسام غير محمية، ومن ثم تؤثر على مرتادي الطريق بشكل عام، حيث يمكن لتهورهم أن يتسبّب في حوادث خطِرة. 
وقال حمد أحمد الخزرجي، إنه يصادف عمال التوصيل سائقي الدراجات النارية بشكل متكرر على الطرقات، حيث يلفت نظره قيادتهم التي وصفها بالمتهورة، نظراً لأنهم في أغلب الظروف لا يتركون مسافة أمان كافية بينهم وبين السيارات الأخرى، كما أنهم دائماً ما يكونون مسرعين وفي عجلة من أمرهم. 
ولفت إلى أنّ هناك جزءاً من العبء يقع على عاتق بعض التطبيقات الذكية التي توفر خدمة توصيل الطلبات للمنازل، حيث تضع شرطاً تحفيزياً للسائقين بمكافأة السائق الأسرع الذي يحقق أعلى نسبة توصيل يومياً، غير مبالين بسلامة مرتادي الطرق وسلامة موظفيهم. 
سلوكيات خاطئة
أوضح عمر أحمد الشحي، أنه دائماً ما يصادف سلوكيات خاطئة يمارسها سائقو التوصيل، كالذين يحاولون المرور من يمين سائقي المركبات من ذات الحارة المخصصة للسيارة فقط أو الدراجة فقط، ودائماً ما يحدث هذا السلوك في الشوارع الجانبية غير الرئيسية، وكالآخرين الذين يسارعون للمرور من جانب السيارات فور خروجها من أحد الشوارع الجانبية، من دون النظر للسيارات القادمة من الخلف، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على سائقي الدراجات والسيارات المحيطة. 
فيما ذكر أحمد صادق، أنه يلاحظ دائماً خلال فترة قيادته لسيارته تهور سائقي دراجات التوصيل، خاصة أنهم على دراية بالشوارع وأماكن رادارات التصوير بحكم طبيعة عملهم التي تجعلهم يجوبون أنحاء الإمارة بشكل يومي، حيث يستغلون المسافات بين الرادارات لزيادة السرعة وتجاوز السيارات الأخرى، الأمر الذي يكاد أن يتسبّب في حوادث خطِرة تضرّ بمرتادي الطريق بشكل عام. وبيّن فادي مجدي، أنه دائماً ما يرى سائقي دراجات توصيل الطلبات يمرون من بين السيارات في الإشارات الضوئية الحمراء، مستغلين مسافات الأمان التي تتركها المركبات بينها وبين بعضها وفقاً لقانون السير والمرور، حيث يسعى أغلبية هؤلاء السائقين لأن يكونوا في أول الصفوف عند تحول الإشارة للون الأخضر، للانطلاق بأقصى سرعة، غير مبالين بمرتادي الطريق الآخرين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق