الدكتور سلطان القاسمي يكتب: من القاتل؟ (1)

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

بين عام 1803م، وعام 1804م، قتل اثنان من زعماء الخليج العربي:
1- مقتل الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود، بتاريخ شهر أكتوبر عام 1803م.
2- مقتل الإمام سلطان بن أحمد، إمام عُمان، بتاريخ شهر نوفمبر عام 1804م.
لم يتبيّن للمؤرخين من القاتل.
فيما يلي نبيّن أسماء من قاما بالقتل:
1- مقتل الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود في سنة 1218هـ، الموافق عام 1803م.
قتل الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود، وقد كتب عثمان بن عبدالله بن بشر النجدي في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد ما يلي:
«قيل هذا الدرويش الذي قتل عبد العزيز من أهل بلد الحسين، رافضي خبيث. خرج من وطنه لهذا القصد بعدما قتلهم سعود فيها، وأخذ أموالهم كما تقدم. فخرج ليأخذ الثأر، وكان قصده قتل سعود، فلم يقدر عليه فقتل عبد العزيز، فهذا، والله أعلم أحرى بالصواب».
تبع المؤرخون عثمان بن بشر فيما قال.
في سنة 1214هـ، الموافق عام 1799م، حدث خلاف ونزاع بين عشيرة الخزاعل التي جاءت إلى النجف وبين جماعة الأمير سعود بن عبد العزيز (شيعة الأحساء) الذين جاؤوا إلى هناك بقصد الزيارة والتجارة، وأدى الاشتباك الذي وقع بين الطرفين إلى قتل الخزاعل لثلاثمئة من الوهابيين، بلغ الخبر إلى والي بغداد، سليمان باشا، فكان سبباً في انزعاجه لاحتمال قيام الوهابيين بأخذ الثأر، بالإضافة إلى أن فرقة آل سليمان، وهي من الخزاعل، قاموا خلافاً للقوانين بأعمال النهب والسلب. وفي سنة 1215هـ، الموافق عام 1800م أرسل سليمان باشا، الكتخدا علي باشا لتأديبهم، فقام علي باشا بتفريق جمعهم وأخذ أموالهم وإخضاعهم.
إن الحادثة لم تقع في كربلاء، وإنما في النجف، والذين قتلوا كانوا من أتباع آل سعود.
إليكم الحقيقة في الرسالة التي كتبها مراد علي باشا، نائب باشا بغداد، وبعث بها إلى السلطان العثماني.
بعد قراءة السلطان العثماني للرسالة علق عليها في مقدمة الرسالة قائلاً:
«اطلعت عليه، نسأل الله أن يقهر كافة المخالفين (بخط السلطان)».
فيما يلي رسالة مراد علي باشا، نائب باشا بغداد إلى السلطان العثماني:
«صاحب الدولة والعناية والمروءة والمرحمة والعطوفة، ولي النعم، كثير الجود والكرم، سيدي السلطان.
بعد الدعاء لحضرة مولانا، وتنفيذاً لمأموريتنا في إجراء الاستعداد للتنكيل بالوهابي، سبق وأن عرضت على مقامكم العالي أنه إذا أمكن أن أغادر بغداد والسفر بنفسي فنعم المطلوب، ولن أتوقف، ولكن إذا تعذر تجهيز العساكر المدربة ولوازم الحرب والسفر بنفسي، فلن نكف يدنا انطلاقاً من قاعدة: ما لا يدرك كله لا يترك جله، وسنعمل على تجهيز ما يمكن تجهيزه وإعداده لقهر وتدمير المخذول.
وللصعوبات المذكورة سابقاً تعذر السفر بنفسي، وقمنا بإعداد وتجهيز رجال من عشائر العراق ومن المسلحين الفرسان ومن أتباعنا في الداخل، مع الجمال وأردفناها بالخيول، كما جمعنا العلف والمؤن اللازمة وحملناها للجمال، وأرسلناهم نحو الجهة المقصودة يوم السابع عشر من شهر شعبان.
كما أعرب مؤمن متدين يعمل في دائرتي، واسمه الحاج عثمان عن رغبته في قتل عبد العزيز بن محمـــد، وابنـــه سعود، بأي وســيلة من الوسائل، وقد عرضنا عليه التكريم والمكافأة، لكنه رفض وأصر على أنه سيقوم بذلك إرضاء لله تعالى، وتمكن من قتل عبد العزيز في صلاة العصر حيث قتله بطعنة خنجر، كما جرح أخاه عبدالله جرحاً بليغاً، ثم استشهد، وقد أرسلنا هذه البشارة التي وصلت من متسلم البصرة، ومن عبد المحسن شقيق شيخ المنتفق.
ومع أن سعود هو قائد عسكر المبتدعين فإن عبد العزيز هو مبدأ الابتداع والإضلال، ومدبر الأمور والأحوال، ونأمل أن يكون مقتله بداية لزوالهم واضمحلالهم.
سنة 1219هـ، (الموافق عام 1804م)، مراد علي».
إذن القاتل هو عثمان الموظف في دائرة باشا بغداد.
الهوامش:
* عنوان المجد في تاريخ نجد، الشيخ عثمان بن عبدالله بن بشر، مطابع الناشر العربي، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الرابعة، 1982م، ص266.
* تاريخ جودت، جودت باشا، المجلد الرابع، الصفحات 1835-1840.
* الأرشيف العثماني، التابع لرئاسة الوزراء التركية، إسطنبول، أحكام الباب العالي، الحكم رقم: Hat/3381-G.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق