«النزاهة الأكاديمية» للطلبة.. مسؤولية جديدة للأساتذة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي:  محمد إبراهيم
أكد عدد من الخبراء وأساتذة الجامعات أن النزاهة الأكاديمية للطلبة، باتت مسؤولية جديدة تقع على عاتق الأساتذة والمعلمين في مجتمعات التعليم، لاسيما أن ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، وسهولة الوصول إلى خدمات الغش عبر الإنترنت، يؤديان إلى مخاوف حقيقية، بشأن الحفاظ عليها داخل مؤسسات التعليم.
في وقت تشير أبحاث حديثة أجراها «المركز الدولي للنزاهة الأكاديمية» إلى أن 29% من طلاب التعليم العالي، شاركوا في شكل من أشكال سوء السلوك الأكاديمي، وترتفع هذه النسبة إلى 95% في التعليم الثانوي.
وأفادوا بأن الأدوات والتقنيات أصبحت أكثر تقدماً ووفرة، ولا تزال المؤسسات التعليمية في طور تعلّم كيفية تصميم التقييمات وإجرائها للتخفيف من مخاطر الغش وسوء السلوك الأكاديمي.


تحديات معاصرة
وفي مداخلته مع «الخليج»، أكد الدكتور ستيفن غلاسكو، الرئيس العالمي للجنة التأديبية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة «هيريوت وات دبي»، أن هناك تحديات معاصرة تواجه الحفاظ على النزاهة الأكاديمية في الوقت الراهن، ولكن ما زالت أعداد الطلبة أصحاب نيات الغش قليلة ومحصورة، ويعد التحدي الأكثر شيوعاً ذلك الذي يكمن في إخفاق الطلاب في إدارة الضغوط الخارجية، ما يؤدي بهم إلى اتخاذ قرارات سيئة في التقييمات.
وقال: إن الضغوط الأسرية تسهم في عدم قدرة الطلبة على الحفاظ على معدلات مرضية، وعدم المشاركة في الفصول الدراسية والمواد، والشعور الواضح بالملل من المواد، وجميعها تدفع بالطلاب إلى الغشّ لتلبية توقعات الوالدين.
وأوضح أن السلوك الأكاديمي السلبي، دخيل على الطلبة، نتيجة عوامل خارجية، وليست من دافع جوهري، فالطلاب لا يقبلون على الغشّ، لمجرد إرضاء رغباتهم، بل نتيجة ضغوط أدت إلى اكتساب عادات سلبية، يعتقدها المتعلمون طوق النجاة لتحقيق التميز العلمي، وانتشار تلك السلوكيات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بخوف الطالب من العقوبات، التي يمكن تطبيقها في حين لم يحصل على معدلات مرضية.
طرائق أقل صرامة
وأشار إلى أنه مع وجود طرائق أقل صرامة (الصرامة الناعمة) للكشف عن سلوكات الطلبة السلبية، وإجراءات أخفّ عقوبات، تخلق بيئة أكثر إغراءً للطلاب للمخاطرة بسوء السلوك الأكاديمي، ولكن على الرغم من أن الأكاديميين لا يستطيعون التحكم في جميع العوامل الخارجية، فإن هناك استراتيجيات يمكن اعتمادها للمساعدة في تعزيز ثقافة النزاهة الأكاديمية، وتزويد الطلاب بأفضل الوسائل، للتعامل مع ضغوطهم الخارجية.
وأوضح أن هناك فرصاً لأساتذة الجامعات والمعلمين لوضع سياسات تعمل رادعاً قوياً، وغرس قيم الصدق الأكاديمي، باستراتيجيات متطورة تضمن للطلاب الشعور بالثقة والقدرة على التعامل والنجاح في اختباراتهم وتقييماتهم، من دون اللجوء إلى وسائل الغش.
مساعدة وإرشاد
وشدد على أهمية الممارسات التي تقيم فهم الطلاب تكوينياً طوال الرحلة الأكاديمية، وجعل المعلمين أنفسهم متاحين لتقديم المساعدة والإرشاد للذين يعانون، واستخدام أنظمة المراقبة التي تقيس فهم المتعلمين، وترصد حضورهم.
وقال «ينبغي تقديم دعم أفضل للطلاب، برسائل متسقة عن أهمية الحفاظ على النزاهة الأكاديمية، بدمج الصدق الأكاديمي في تصميم المناهج، وتوفير إرشادات واضحة بشأن الممارسات المقبولة وغير المقبولة في التقييمات، والتحلي بالشفافية بشأن العمليات والعقوبات المحيطة بادعاءات سوء السلوك.
دور المعلمين
وأكدت الخبيرة التربوية آمنة المازمي، أهمية دور المعلمين والتربويين في مجتمع المدارس في تحقيق النزاهة الأكاديمية للطلبة ومنع الغشّ، في ظل وجود الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ تقع على عواتقهم مسؤولية تعليم الطلاب كيفية استخدامه، بطريقة أخلاقية ومسؤولة، والتفريق بين الدعم التكنولوجي والعمل الأكاديمي الشخصي.
ورصدت 7 مسارات جديدة في هذا الشأن، إذ يتعيّن على التربويين تطوير أساليب تقييم جديدة، تركز على التفكير النقدي وحل المشكلات، بدلاً من الاعتماد على الإجابات النصية فقط، التي يمكن للذكاء الاصطناعي «توليدها»، فضلاً عن تطوير سياسات محدثة للنزاهة الأكاديمية لتعكس التحديات التي يفرضها استخدام الذكاء الاصطناعي.
التلاعب بالمحتوى
وشددت على أهمية استخدام التربويين تقنيات الذكاء الاصطناعي، للكشف عن الانتحال أو التلاعب بالمحتوى، عبر برمجيات تحليل النصوص التي تتعرف إلى المحتوى المولّد، وتشجيع الطلاب على تنمية مهاراتهم الذاتية وتحمل المسؤولية عن تعلمهم، بحيث يصبح استخدام الذكاء الاصطناعي مساعداً وليس بديلاً من الجهد الشخصي.
وأكدت أهمية إجراء حوارات مفتوحة مع الطلاب في تأثيرات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وكيفية استخدامه الإيجابي، مع الحفاظ على النزاهة الأكاديمية، ودمج التفكير النقدي في المناهج الدراسية، بحيث تركز على تطوير مهارات النقد والتحليل، لتمكين الطلبة بعمق من البحث عن حلول سريعة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق