مليارديرات التكنولوجيا في الصين

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد: مصطفى الزعبي
بحسب مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات الأخير، أصبح بوني ما، المؤسس المشارك لشركة تينسنت القابضة، أغنى شخص في الصين مرة أخرى، مع صافي ثروة تبلغ الآن أكثر من 65 مليار دولار، ما يضعه في المركز 27 عالمياً.
يأتي خلفه مباشرة في الترتيب قطب المياه المعبأة تشونج شانشان، وتشانج ييمينج، المؤسس المشارك الرئيسي لشركة التكنولوجيا العملاقة بايت دانس، التي تملك تيك توك.
وقبل بضع سنوات فقط، شن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين حملة صارمة على المليارديرات وغيرهم من قادة الأعمال. وقد سُجِن بعضهم علناً، بينما اختفى آخرون ببساطة عن الأنظار العامة.
ويبدو انتعاش ما إشارة إيجابية لبيئة سوقية أكثر تساهلاً، ولكن بينما نشاهد القطاع الخاص في الصين ينمو، يتعين علينا أن نتذكر أنه يتبع القواعد الصينية الفريدة.
صعود تينسنت
تأتي ثروة بوني ما في المقام الأول من حصته بشركة تينسنت، التي شارك في تأسيسها عام 1998 ومقرها شنتشن، ومع نمو الاقتصاد الصيني، أصبحت تينسنت شركة رائدة عالمياً في مجال الإنترنت والتكنولوجيا.
تشتهر شركة Tencent بتطبيقي QQ وWeChat، اللذين سرعان ما أصبحا اثنين من أكثر تطبيقات المراسلة الفورية شعبية في الصين ويربطان أكثر من مليار شخص.
وتعد شركة تينسنت أكبر بائع لألعاب الفيديو في الصين، مع ألعاب شهيرة مثل «Honor of Kings» و«League of Legends».
وفي الشهر الماضي، أصدرت شركة تينسنت لعبة «الأسطورة السوداء: ووكونج»، وهي أول لعبة فيديو صينية تحصل على تصنيف «AAA». وهو مصطلح شائع في صناعة الألعاب على مستوى العالم يشير إلى إنتاجات مستقلة ضخمة عالية الميزانية.
وحققت اللعبة التي حظيت بترويج كبير، مبيعات تجاوزت 10 ملايين نسخة عبر المنصات خلال ثلاثة أيام من إصدارها، لتصبح واحدة من أنجح الألعاب الصينية على الإطلاق.
وتستمد اللعبة إلهامها من رواية صينية تعود إلى القرن السادس عشر بعنوان: «رحلة إلى الغرب» وتتضمن مشاهد متنوعة للمناظر الطبيعية الصينية، وتتوافق شعبيتها مع الجهود المستمرة التي تبذلها بكين لتعزيز الجاذبية الثقافية الدولية للصين.
وأشادت وكالة أنباء الصين الرسمية (شينخوا) باللعبة لأنها «تحكي قصصاً صينية بجودة عالمية» وتقدم طريقة جديدة للاعبين العالميين لفهم الثقافة الصينية.
ثروات
هذا التقييم الرسمي يعني الكثير، ففي السنوات السابقة، واجهت شركة تينسنت صعوبة بالغة في التعامل مع القواعد التنظيمية الصارمة التي تفرضها بكين، فيما يتصل بالألعاب.
في أغسطس/آب 2021، أعلنت الهيئة التنظيمية لألعاب الفيديو بالصين عن سياسات لتقييد اللاعبين عبر الإنترنت الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً بساعة واحدة فقط من اللعب أيام الجمعة وعطلات نهاية الأسبوع والأعياد. وكان هذا ضربة قوية لصناعة الألعاب بالصين، بما في ذلك شركة تينسنت.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، قدمت بكين المزيد من التشريعات التي تهدف إلى فرض قيود أكبر على مقدار المال والوقت الذي يمكن إنفاقه على ألعاب الفيديو، وأدى الإعلان إلى انخفاض سعر سهم تينسنت بنسبة 12.4%. لكن الشركة وعدت مع ذلك بتنفيذ أي متطلبات تنظيمية جديدة بشكل صارم.
قصة تحذيرية
في الصين، يعد الامتثال للقواعد التنظيمية الحكومية أمراً مهماً.
وواجه ملياردير صيني آخر في مجال التكنولوجيا، وهو جاك ما، عواقب تحدي هذه القواعد علناً.
وفي عام 2020، كان جاك ما على استعداد لإطلاق ما كان من المقرر أن يكون أكبر طرح عام أولي في العالم، حيث جمع نحو 50 مليار دولار أسترالي لشركة التكنولوجيا المالية العملاقة التابعة له، Ant Group.
وشهدت هذه المرحلة موقفاً تنظيمياً أكثر صرامة من جانب الصين. وكان على أباطرة التكنولوجيا أن يتكيفوا مع الواقع الجديد.
في عام 2021، أكد بوني ما علناً أهمية فرض تنظيم صارم على الشركات العاملة على الإنترنت، بما في ذلك شركته الخاصة. كما تطوع بشكل استباقي للقاء سلطات مكافحة الاحتكار.
وقلصت شركة تينسنت نشاطها من خلال بيع حصصها في قطاعات مختلفة، وطالبت الحكومة بإعادة هيكلة أعمالها المالية.
وعلى مدى العقود الماضية من الإصلاح والانفتاح، التزمت بكين بإطلاق العنان لقوى السوق، وتشجيع تنمية القطاع الخاص وتحديث مؤسساتها المالية.
ورغم ذلك اقتصادها ظل بطيئاً بشكل عنيد بعد كوفيد-19، وأدى فرض القيود على القطاع الخاص إلى تقويض ثقة العديد من المستثمرين ورجال الأعمال، وهو أمر بالغ الأهمية لاستعادة حيوية الاقتصاد الصيني.
وفي العام الماضي، قدمت بكين خطة عمل مكونة من 31 نقطة رداً على ذلك، بهدف جعل الاقتصاد الخاص «أكبر وأفضل وأقوى»، وبعد ساعات من إصدار الخطة، أشاد بوني ما علناً بالخطوة التي اتخذتها الحكومة ووصفها بأنها «مشجعة وملهمة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق