د. محمود الهباش يكتب: صمود الشعب الفلسطيني

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
د. محمود الهباش يكتب: صمود الشعب الفلسطيني, اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024 08:31 مساءً

من اليوم الأول كنا نعرف حقيقة ما تريده إسرائيل بعدوانها على الشعب الفلسطينى سواء فى قطاع غزة، أو فى الضفة الغربية، تريد تدمير وجود الشعب الفلسطينى وإذا بقى فى غزة شىء تسعى لتدميره فهو الإنسان الفلسطينى، تعمل على تهجير الفلسطينيين أو دفع الفلسطينيين إلى الخروج، ربما تكون فشلت حتى هذه اللحظة فى إفراغ قطاع غزة من أهله والفضل يعود إلى صمود الشعب الفلسطينى ثم إلى موقف مصر الصارم الرافض لهذا المخطط الإسرائيلى الذى أفشله، ولكن بقى الإنسان الفلسطينى الذى يسعى الاحتلال لتدميره.

إسرائيل تريد أن تحول حياة الفلسطينيين إلى جحيم بحيث يتمنى المواطن الفلسطينى الخروج من وطنه ليجد الملاذ الآمن خارج هذا الوطن بعيداً عن أهداف الاحتلال، هذه حقيقة الأهداف الإسرائيلية وطالما تحدثنا فى هذه النقطة، أن الاحتلال يريد محو الوجود الفلسطينى، يفشل الآن لكنه يظل متمسكاً بهذا الهدف والذى يتمثل فى «أرض بلا شعب»، لا يوجد فيها أحد حتى يستعمره لأنه يدرك أنه غريب عن هذه الأرض.

الأوضاع فى الضفة الغربية المحتلة وجنوب لبنان ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقطاع غزة، ونعتبر أن أى بلد عربى يتعرض للعدوان هو عدوان علينا أيضاً، لكن الهدف الرئيسى للاحتلال الإسرائيلى يتركز على فلسطين والشعب الفلسطينى، والجميع يرى ما يحدث فى الضفة الغربية، من إجرام إسرائيلى والتنظيم الإرهابى الذى يطلق على نفسه «الجيش الإسرائيلى» يعبر عن حقيقة هذا الكيان وحقيقة هذه الدولة وحقيقة حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، التى ترى أن الفلسطينى الجيد هو الفلسطينى الميت، وتعمل على تدمير الوجود الفلسطينى بشكل كامل فى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، لكى يتسنى للاحتلال استعمار هذه المنطقة.

لا أتصور أن إسرائيل من الممكن أن تكف يدها عن العدوان الذى تمارسه إلا إذا كان هناك موقف عربى وموقف دولى وإسلامى مانع لاستمرار هذا العدوان، وإلا ماذا يمكن أن نفعل لكى نجعل إسرائيل توقف التمادى فى عدوانها، فالولايات المتحدة الأمريكية تدعمها سياسياً وعسكرياً، وعلى المستويين الدبلوماسى والقانونى فى منظمات الأمم المتحدة، وتمنع إدانة إسرائيل وتمدها بالسلاح الذى تستخدمه فى هذا العدوان، وفرضية أن تتوقف إسرائيل عن هذا العدوان، أستبعدها، بخاصة فى ظل الدعم الأمريكى، ونتنياهو وائتلافه الإجرامى يرون أن استمرار الحرب فى قطاع غزة يمثل طوق النجاة لهم، فوجودهم مرتبط باستمرار الإرهاب ويقدمون أنفسهم للشارع الإسرائيلى أن وجودهم ارتباط عضوى بالعدوان الذى حال توقفه سيغيبون عن المشهد نهائياً، فالعدوان من الممكن أن يتصاعد ويكون فى أشكال أكثر إجراماً.

فى ختام مقالى، نجدد تقديرنا واعتزازنا بمصر وبمواقفها المشرفة، ونقدر الموقف الوطنى الصلب الذى يقفه الرئيس عبدالفتاح السيسى ومن خلفه كل الشعب المصرى فى وجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية. لولا موقف مصر لكانت دولة الاحتلال نجحت فى إفراغ قطاع غزة من سكانه، ولكن الموقف الحازم الذى أبداه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أفشل المؤامرة وسيُفشل كل المؤامرات التى تُحاك للنيل من فلسطين والأمة كلها. شكراً لمصر التى دخلناها آمنين، وبها سنستمد الأمن، وبها سننتصر وسنصلى فى القدس جميعاً.

نأتى إلى مصر لنطرد اليأس من جديد، ونحيى الأمل بأن غد هذه الأمة، غد الحق والعدل والسلام القائم على الكرامة، واحترام إنسانية الإنسان، وأن العدوان مهما عربد ومهما علا صوته، ومهما ارتكب واقترف من جرائم هو آيل إلى السقوط طال الزمان أم قصر.

*مستشار الرئيس الفلسطينى

قاضى قضاة فلسطين

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق