كشف تقرير الحالة الثقافي لعام 2023م الصادر من وزارة الثقافة عن تصدُّر الجمعيةِ العربية السعودية للثقافة والفنون الجهاتِ المنفِّذَةَ للعروض المسرحية للعام الثاني على التوالي، بإقامةِ ما مجموعُه 103 عروضٍ مسرحية، شاملةً عروضَ مسرح الطفل، في مختلف فروعها حول المملكة، بنسبةِ نموٍّ عن العام الماضي بلغت 45%، وذلك باعتبارها الحاضنةَ الأقدم لنشاط المسرحيين، بعد أن تراجعت عروضُها في الفترة ما بين 2019 م حتى 2021م.

كما استعرض التقريرُ ارتفاعَ أعدادِ العروض المسرحية في عام 2023م بشكلٍ لافت، حيث تم تقديم 221 عرضاً مسرحياً، و97 عرضاً مخصصاً للطفل، مقابل 150 عرضاً مسرحياً و97 عرضاً للأطفال في العام 2022م، مشيراً إلى أن الارتفاع في العروض لا يمثل بالضرورة زيادةً في الإنتاج، وإنما قد يكون انعكاساً للتوسع في تغطية ورصد الفاعلين في هذا المجال، مقارنةً بالعام السابق أو احتمالية دخول فاعلين جدد في قطاع المسرح، مع إمكانية إحالة هذا الارتفاع جزئياً على نشاط القطاع، وتحديداً من خلال المهرجانات المسرحية، وأهمها مهرجان الرياض للمسرح، الذي أقيمت دورتُه التأسيسية في مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، فيما قُدّمت عروضُه التمهيدية في ثماني مدنٍ حول المملكة، بمشاركة 20 فرقةً مسرحية، تأهلت منها عشرُ مسرحيات للتنافس على جوائز المهرجان، كما أقيمت النسخة الثالثة من مسابقة إثراء للمسرحيات القصيرة، وهي مسابقةٌ سنوية مختصة بالعروض التي لا تتجاوز مدتها 25 دقيقة.

يُذكر أن وزارة الثقافة قد اختارت "الاستدامة في القطاع الثقافي" عنواناً لتقرير الحالة الثقافية في المملكة لعام 2023م، لترصد من خلاله الحراك الثقافي السعودي مع توثيق أهم وأبرز التطورات والمنجزات والتحديات، وجاء التقرير في نسخته الخامسة في ستة فصول هي: الإدارة والصون، والإبداع والإنتاج الثقافي، والمعارف والمهارات، والمشاركة الثقافية، والاقتصاد الإبداعي، والاستدامة في القطاع الثقافي.

ويُشير مفهوم الاستدامة في القطاع الثقافي إلى الجهود المبذولة من قِبل جميع الفاعلين لحماية وصَون التراث الثقافي والطبيعي من أخطار التلف والتدهور والاندثار، والعمل على تعزيز الجدوى الاقتصادية للأنشطة والمهن ذاتِ الصلة بالثقافة والتراث، وتوسيع دائرة المشاركة الثقافية لمختلف فئات المجتمع.