حالة مرضية!

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حالة مرضية!, اليوم الاثنين 30 سبتمبر 2024 01:40 صباحاً

عندما وشوش بإذني ابني هيا نصعد للطبيب! كنت أتقدم خطوة وأعود للوراء خطوتين!

لم أكن جزعا أبدا بقدر ما هو عدم التصديق بالتشخيص الأولي!

دخلت على الدكتور فيصل مسلما ومستسلما، رد التحية بأفضل منها وانهمك في شرح خطوات العملية، لم أعيره اهتماما لإيماني وثقتي فيما يقول وأن لكل شيء نهاية، فنهاية القوة الضعف، ونهاية الصحة المرض، والموت نهاية الحياة! ولكل أجل كتاب! التفت لي فيصل وقال أنت معي؟! قلت نعم، ولكني لا أريدك أن تنطق بكلمة أبغضها، فقلبي سليم ولست بتلك الخطورة التي تستوجب وشوشة ودربكة الأطباء بالرغم من فهمي لما يقولون وهذا ما أحبطني وولد التبلد لدي حتى قبل أن أدخل عليك وأنا أعلم ماذا ستقول!

فهم الدكتور فيصل حالة اللارؤية التي تغشاني تلك اللحظة وقال قلبك سليم، ولكنك تعاني من شريان مسدود وتحتاج إلى دعامة لتستمر الدماء تجري في شبكة العنكبوت! قلت له وكأنك يا دكتور تخفف الصدمة، ولكن في حقيقة الأمر يطلق علي "مريض بالقلب" فقال إجمالا نعم! فقلت دعني أجاوبك لأثبت لك سلامة قلبي على الأقل من منظور سطحي لا علمي! فقال تفضل:
فقلت له كيف لقلب كالحديد خاض عدة حروب أن يموت عطشا؟! كيف لقلب ينبض بالحياة ويستشعر كل لحظة مرت بها الأمة أن يختنق نائما بعد نهاية كفاحه؟! كيف وكيف! قاطعني الدكتور وقال تراك أقشر وغثيتني دعني أزيل الشك وأضع النقاط على الحروف، ألست من أنهكه طوال السنين بالسجائر؟!

قلت نعم، قال ألست من يأكل الشحوم ويحشو شريانه بالكولسترول؟! قلت نعم، قال أتريد مسببات أكثر لتختنق أكثر؟! فقلت لا، فقال توكلنا على الله.

الله وحده أعلم إن كانت تلك العملية هي نهاية المعاناة أو بداية المشوار! ولكنها نصيحة من نياط القلب لمن لايزال دون تلك المرحلة بأن يتدارك ما بقي من مجرى نور لا يزال يخرج من شريانه، وأن يتوقف حالا عن التدخين وأن يمتنع عن أكل الزيوت المهدرجة والوجبات السريعة غير الصحية، وأن يتقي الله في صحته وحالة أحبابه النفسية، فإذا كانت حياته لا تهمه فهناك من يهتم لأجله وأنا أولهم.

ما سبق ليس سيناريو أو فرضية وإنما حالة مرضية حقيقية حصلت للكاتب بتاريخ السادس من سبتمبر، لعل يكون فيها عظة وعبرة، سائلا المولى عز وجل أن يمتعكم بالصحة والعافية والعمر المديد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق