ضجة حول الذكاء الاصطناعي في فصول جنوب إفريقيا الدراسية

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد: مصطفى الزعبي
أحدث الذكاء الاصطناعي ضجة كبيرة في العديد من الصناعات، ولا يشكل مجال التعليم استثناءً. ومع استمرار تقدم التكنولوجيا، أصبح دمجه بالفصول الدراسية موضوعاً للاهتمام والنقاش بين المعلمين والإداريين وصناع السياسات.
بدأت حكومة جنوب إفريقيا تجربة الذكاء الاصطناعي بالمدارس في عام 2023 باستخدام أداة خاصة بها «EdChat».
ومنذ ذلك الحين، أعادت ولايات قضائية أخرى النظر في موقفها. على سبيل المثال، في بداية عام 2024، بدأت ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية في تجربة أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نشرت الحكومة الفيدرالية أيضاً إطار عمل للذكاء الاصطناعي التوليدي في المدارس، والذي قال إنه يتمتع بإمكانات كبيرة لمساعدة المعلمين والطلاب، وتقليل أعباء العمل الإدارية.
وأفاد موقع جامعة جنوب أستراليا أن من بين الأسئلة الرئيسية التي تثار عند مناقشة الذكاء الاصطناعي بالتعليم هو كيف تنظر المدارس والمعلمون إلى دوره ببيئة التعلم. في حين يرى البعض أنه أداة قيمة يمكنها تعزيز تجارب التدريس والتعلم، يعرب آخرون عن مخاوفهم بشأن تأثيره المحتمل في أساليب التدريس التقليدية والتفاعلات بين الطلاب والمعلمين.
يزعم أنصار الذكاء الاصطناعي بالتعليم أنه يمتلك القدرة على إحداث ثورة في طريقة تعلم الطلاب وتعليم المعلمين. يمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء توفير تجارب تعليمية مخصصة، والتكيف مع احتياجات الطلاب الفردية، وتقديم ملاحظات في الوقت الفعلي لتحسين أداء الطلاب، ويمكن أن يساعد هذا المستوى من التخصيص المعلمين على التعامل بشكل أفضل مع أنماط التعلم المتنوعة وقدرات الطلاب في فصولهم الدراسية.
وأشار الموقع إلى أن علاوة على ذلك، يمكن له أتمتة المهام الإدارية، مثل تصنيف المهام وإدارة بيانات الطلاب، مما يسمح للمعلمين بالتركيز بشكل أكبر على الأنشطة التعليمية وإشراك الطلاب. ومن خلال تبسيط هذه العمليات، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المعلمين على توفير الوقت وتحسين كفاءة الفصل الدراسي بشكل عام.
وعلى الرغم من الفوائد الواعدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية، إلا أن هناك أيضاً مخاوف وتحديات تحتاج إلى معالجتها، ويشعر بعض المعلمين بالقلق إزاء احتمال فقدان اللمسة الإنسانية في التدريس وتأثير الاعتماد بشكل مفرط في التكنولوجيا لأغراض تعليمية. إن بناء علاقات قوية مع الطلاب وتقديم الدعم العاطفي من الجوانب الأساسية للتدريس والتي قد يكافح الذكاء الاصطناعي لتقليدها.
وأشار الموقع إلى مخاوف بشأن خصوصية البيانات والأمان عند استخدام الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية. إن ضمان حماية بيانات الطلاب واستخدامها بشكل مسؤول أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الثقة بين المدارس والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور.
على سبيل المثال من المخاوف حظرت معظم الولايات الأسترالية في البداية «تشات جي بي تي» وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الأخرى في المدارس الحكومية (كانت العديد من المدارس الخاصة تستخدم التكنولوجيا).
ومع استمرار تطوره واندماجه بشكل أكبر في البيئات التعليمية، فمن الضروري أن تدرس المدارس والمعلمون بعناية الآثار والفرص التي يقدمها. إن إيجاد التوازن الصحيح بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق فوائده والحفاظ على العناصر البشرية للتدريس هو المفتاح لتعظيم إمكاناته في الفصول الدراسية.
قد تختلف آراء المدارس والمعلمين بشأن هذه التكنولوجيا بالتعليم بناءً على تجاربهم ومعتقداتهم وأهدافهم بتعليم الطلاب. من خلال المشاركة بالمناقشات المستمرة والأبحاث والتطوير المهني، يمكن للمعلمين البقاء على اطلاع بأحدث الاتجاهات وأفضل الممارسات في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لدعم نجاح الطلاب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق