34 عاماً على رحيل راشد بن سعيد.. باني دبي العصرية

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد: محمد إبراهيم

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أننا نقطف اليوم ثمار فلسفة حكم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الخاصة، مشدداً سموه أن حياته، طيب الله ثراه، كانت عملاً دائماً، وأن راحته كانت لحظات فكر وتدبير، وجلساته كانت جلسات حكم وبناء، وأنه ابتعد عن معارك السياسة الصفرية، وركز وقته وجهده وفكره في الاقتصاد والتنمية.
وقال سموه عبر منصة «إكس» بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه: «كانت حياته عملاً دائماً.. وكانت راحته لحظات فكر وتدبير.. وكانت جلساته جلسات حكم وبناء.. ابتعد عن معارك السياسة الصفرية.. وركز وقته وجهده وفكره في الاقتصاد والتنمية.. له فلسفة حكم خاصة به.. نقطف ثمارها اليوم.. ويقطف ثمارها الملايين..»


أضاف: «في ذكرى وفاته.. ما زلنا نستلهم دروسه.. وما زلنا نتفكر في حياته وأعماله ومنهج حكمه... رحم الله الشيخ راشد.. وأسكنه فسيح جناته».
وقال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، عبر منصة «إكس»: إصدار لمجلة آخر ساعة المصرية نشر في مايو 1972 حمل العنوان التالي «دبي.. على موعد مع المستقبل المشرق».
رحم الله باني دبي ووالد شعبها، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم... رحم الله مؤسس أمجادنا وشريك الشيخ زايد في قيام اتحادنا.
وقال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، عبر منصة «إكس»: الرجل الذي أسس دبي المعاصرة، ووهب حياته لبناء اتحاد الإمارات، وصنع منظومة حكم استثنائية، ووضع رؤيةً اقتصاديةً فذّة قامت عليها دبي، وما زال حياً بذكراه بيننا في أفضل دول العالم وأجمل مدن الأرض، حاضراً في إنجازاتها وجمال تفاصيلها ومستقبلها، رحم الله الشيخ راشد بن سعيد وأسكنه فسيح جناته.
تحيي الإمارات اليوم، الذكرى الرابعة والثلاثين لوفاة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، باني دبي العصرية، التي تصادف السابع من أكتوبر من كل عام، لنستحضر سيرته العطرة ومسيرته العامرة، وتاريخه الزاخر بالإنجازات والبناء والتشييد منذ قيام الاتحاد.
أدى المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، دوراً عظيماً في قصة اتحاد الإمارات، وكان يمتلك إرادة وعزيمة وفكراً ورؤية وطموحاً، وبفضل رؤيته الثاقبة حققت دبي إنجازات كبيرة في مسيرة التنمية والبناء والتشييد.
كما تشكل مسيرته العامرة، محطات مهمة في تاريخ بناء الإمارات، تتضمن مسارات نوعية للتطوير والتشييد، وهنا تكمن أهمية دور قيادات الرعيل الأول بالدولة، الذين كانوا يصِلون الليلَ بالنهار لرفعة هذا الوطن المعطاء.
كما يُعد الشيخ راشد، رائد البناء الأول لإمارة دبي وصانع نهضتها الحديثة، وكانت له بصمات مضيئة في مختلف المجالات، ومثّلت هذه البصمات ركيزة أساسية وخريطة طريق نحو مسيرة التميز والريادة العالمية للإمارة.
وفي ذكرى رحيل الشيخ راشد، تقف «الخليج» مع أبرز المحطات التنموية في مسيرته، طيب الله ثراه، الذي غاب عن دنيانا في السابع من شهر أكتوبر 1990، وبقيت أياديه البيضاء ورؤيته الثاقبة وسيرته العطرة نبراساً لأبناء الوطن.


النهضة والبناء
كان الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، شخصية قيادية من الطراز الأول، استطاع أن يقود مسيرة البناء في دبي، وكان له دور بارز في قيام الاتحاد ومسيرة نهضة الإمارات، فطموحاته لا تعرف المستحيل، وإنسانيته يتناقلها الجميع، وظلت سيرته حاضرة في القلوب والعقول.
يُعد الشيخ راشد، أول حاكم لإمارة دبي بعد قيام الاتحاد، إذ ركز على بناء الإنسان، والاستثمار في قدراته، وخدمة شعبه ووطنه، وتحقيق الخير والرخاء له، واستغل الإمكانات والفرص المتاحة له في ذلك الوقت، من أجل التخطيط لحاضر ومستقبل الإمارة التي باتت مدينة عالمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأصبحت محط أنظار واهتمام رواد الأعمال والمتميزين في مختلف القطاعات، فقد كان الشيخ راشد عاشقاً لدبي مخلصاً للاتحاد، وترك وراءه إرثاً كبيراً من الإنجازات والمكتسبات.


لم يعرف المستحيل
تميز الشيخ راشد، بقلة الكلام وكثرة التفكير، وكان يتمتع بنظرة ثاقبة في التخطيط الدقيق للمستقبل، حتى بلغت طموحاته عنان السماء، ولم يكن يوماً يعرف المستحيل، وقضى حياته بحثاً عن التميز والازدهار لدبي والإمارات، فقد أعاد هندسة بناء دبي، وسرد قصة نجاح الإمارة الممتدة لأكثر من 180 عاماً، ليثبت للعالم أن الفكر هو أعظم الموارد، وأن القيادة هي سر النجاح، وأن الإخلاص يبني الإنجازات.
تتلمذ في مدرسة الشيخ راشد، طيب الله ثراه، الكثير من القيادات التي أدركت معاني التطوير وأهمية البناء والتشييد، وكيفية الاستثمار في العنصر البشري، وماهية العمل الجاد وأبعاده وأهدافه، وصولاً إلى طريق التقدم والرقي، لاسيما وأنه نهض بدبي بإرادته الصلبة، وشارك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في تأسيس دولة الاتحاد.
بصمات لا تنسى
كان للشيخ راشد بصمات كثيرة لا تنسى على الصُعد الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية، فقد كان من أوائل مؤسسي اتحاد الإمارات مع القائد المؤسس الشيخ زايد، ويشهد له بالنهوض بإمارة دبي وتطويرها على مختلف المستويات، وبالأخص التنموية والتعليمية.
كما كان الشيخ راشد، رجلاً ذا عقل راجح وبصيرة نافذة، سخّر وقته وجهده وكل ما لديه لنهضة دبي، حتى صارت لؤلؤة الخليج، وأصبحت درّة نفيسة تروي حكايات نهضتها وتطوّرها في بلاد العالم أجمع، فقد أدركت في سنوات قصيرة من عمر الزمان من التطور والنهضة في مجالات الحياة كلها ما لا يستطيع غيرها إدراكه في قرون.
صنع القرار
البساطة كانت من أهم صفاته، طيب الله ثراه، إذ كان يستمع للجميع ويرحب بمشاركة المواطنين في صنع القرار والتنفيذ، وصدقت رؤيته بجعل دبي «دانة الدنيا»، عندما بلغ الثامنة عشرة من العمر، دأب على حضور اجتماعات والده ومجالسه، لينهل من خبرته الطويلة، ويتعلم من سيرته العطرة بين حكام الساحل الخليجي، فقد اشتهر والده بعروبته الأصيلة، وحرصه على القضايا العربية وكرهه للاستعمار، وحلمه بالوحدة والأمن والاستقرار.
قيام الاتحاد
كان لمشاركة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في مجلس الإمارات المتصالحة دور في التمهيد للاتحاد، فقد كان على قناعة حقيقية بأن مستقبل إمارات الساحل المتصالحة سيكون أفضل إذا توحدت وأمسكت هي بزمام الأمور، وعمل مع الشيخ زايد، طيب الله ثراهما، على إصدار وثيقة الوحدة والاتحاد بين دبي وأبوظبي في فبراير عام 1968، وفي العاشر من يوليو وجّه دعوة من أجل المضي قدماً على طريق الاتحاد، واستمر في الدفع نحو الاتحاد حتى أعلن عنه رسمياً في 2 ديسمبر 1971.
وتولى الشيخ راشد منصب نائب رئيس الدولة، إضافة لرئاسة مجلس الوزراء، فعمل بكل جد على مراقبة الوزارات، لتكون في خدمة الشعب، ولما بدأت التحركات للمّ شمل الإخوة تحت مظلة واحدة، كان من أوائل الذين وضعوا أيديهم في يد الشيخ زايد، بكل عزيمةٍ وجهدٍ وتفانٍ، لاستكمال الحلم. 
إنجازات متنوعة 
أظهرت صفات الشيخ راشد، أن لديه سمات القيادة وحسن تدبير الأمور، والقدرة على تولي زمامها، وكان عوناً لأبيه في شتى المجالات، خصوصاً في الشؤون الاقتصادية، حيث أسهم في تحسين المعيشة، الأمر الذي أكسبه شعبية وحباً من المواطنين، وكان قد تولّى منصب ولي العهد في دبي منذ 1928.
وتعددت إنجازاته قبل توليه الإمارة، وبرز كشخصية قيادية في العائلة قادرة على تسيير أمور المواطنين وتحقيق النهضة الاقتصادية المأمولة، لتسهيل مصاعب الحياة التي كانت تحيط بدبي آنذاك، خصوصاً في أواخر الثلاثينات عندما فرضت الإدارة البريطانية قيداً على استيراد وتصدير المواد الغذائية من المنطقة، ما زاد الحياة الصعبة صعوبة فاستطاع بحنكته الالتفاف على هذا القرار الجائر بكل دبلوماسية وذكاء، وأثبت للجميع أنه الشخص الذي سيحقق حلم دبي.
نهضة دبي
أسهم الشيخ راشد بجهد كبير في افتتاح البنك البريطاني للشرق الأوسط في عام 1954، ووضع شرطاً على المستثمرين لتوظيف أبناء إمارته في المشروع الضخم، وفي عام 1950 افتتح أول مشروع طبي ضخم بتأسيس مستشفى «آل مكتوم» الذي يُعد الأول بالإمارات، وكان يتسع ل38 سريراً، وتوسع في عام 1968م ليتسع ل109 أسرّة. 
وفي عام 1960 ونتيجة لازدياد نسبة المواطنين والوافدين برزت الحاجة لبناء المساكن والشقق السكنية، فقام بإنشاء دائرة الأراضي والأملاك، وفي العام نفسه أمر بإنشاء شركة التليفون والبرق واللاسلكي.
وفي عام 1961 أصدر مرسوماً يقضي بإنشاء بلدية دبي، وفي عام 1962 افتتح الشيخ راشد أول جسر يربط ديرة ببر دبي (جسر آل مكتوم)، كما قام في 1963 بتأسيس شركة نفط، وتأسيس أول بنك وطني (بنك دبي الوطني المحدود)، برأسمال مليون جنيه استرليني.
توالي الإنجازات 
توالت الإنجازات على يد الشيخ راشد في نهاية الستينات وبداية السبعينات مع بدايات الاتحاد الذي كان أعظم إنجاز سعى إليه مع أخيه الشيخ زايد، ويشهد لهما التاريخ الحديث بذلك، فسعى إلى إنشاء ميناء راشد والحمرية والميناء الصناعي في جبل علي وجداف دبي.
وفي الرابع من أكتوبر عام 1958، تولى الشيخ راشد، طيب الله ثراه، رسمياً مقاليد الحكم في دبي، وبدأت منذ ذلك الحين مسيرة الإنجازات المتسارعة والمتواترة، ففي عام 1959 تم حفر خور دبي ليكون شرياناً للمدينة، وفي العام نفسه تم افتتاح شركة كهرباء دبي العامة، وتم إبرام مشروع أعمال مسح جيولوجي بحثاً عن المياه العذبة مع حكومة قطر.
أحداث من عهد راشد
في عام 1959، تم إنشاء شركة الكهرباء العامة بدبي وحصلت الإمارة على أول إمداد كهربائي في عام 1961، وفي عام 1960، عمل على توفير الخدمات الأساسية لسكان دبي حيث أعلن عن رغبته في بناء مطار دبي في القصيص، والذي أثّر إيجابياً في جعل دبي مركزاً إقليمياً لحركة الطيران.
في عام 1963م، تم إصدار مرسوم بتأسيس أول بنك وطني أطلق عليه اسم «بنك دبي الوطني المحدود» برأس مال مليون جنية استرليني وبهذا وضع حداً لاحتكار المصارف الأجنبية على التعاملات المالية والمصرفية.
في عام 1966، تم استغلال النفط استغلالاً تجارياً وقام على أثره دائرة خاصة بشؤون النفط ودائرة للطيران والقضاء، كما عمل على توسيع خور دبي.
في عام 1972 م، افتتح ميناء راشد البحري، لدعم اقتصاد الإمارات خاصة دبي، وكان الشيخ راشد من أوائل الداعمين للتجارة والخطوط العالمية حتى أصبحت دبي في عهده مركزاً تجارياً يجمع بين الشرق والغرب. 
وفي عام 1979، شيد برج الشيخ راشد والمعروف حالياً باسم مركز دبي التجاري العالمي والذي يُعد من أوائل ناطحات السحاب التي شيدت في دبي.
تحقيق الحلم
أدرك الشيخ راشد، أهمية المعرفة لتحقيق الحلم، وعمل بكل جهد مخلص لتحسين التعليم في إمارته، فالإنجازات لا قيمة لها إن لم تجد من يحافظ عليها، بل ويطورها، وقد أولى المدرسة الأحمدية اهتماماً خاصاً، وأشرف عليها منذ عام 1954، وقدّم الدعم المالي لأبناء دبي المبتعثين في الخارج، وخصص جزءاً من قصره كمدرسة عرفت باسم (السعدية) عام 1958، ثم افتتحت بعدها العديد من المدارس.
حب المعرفة
شبّ الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، على حب المعرفة والشغف بالعلم، فقد تلقى تعليمه خلال المراحل الدراسية الأولى في علوم الفقه واللغة العربية التي كانت توفرها الكتاتيب آنذاك، ثم التحق بعد ذلك بالتعليم النظامي في مدرسة الأحمدية في منطقة ديرة، فتفقه في العلوم الدينية إلى جانب علوم اللغة العربية والتاريخ والحساب والجغرافيا، وكان أصغر تلاميذ هذه المدرسة التي كانت المدرسة الوحيدة في دبي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق