توترات وتشكيك بين فريقي بايدن ونائبته هاريس قبل أيام من الاقتراع الرئاسي

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخليج: متابعات
يبدو أن العلاقة بين جو بايدن ونائبته كامالا هاريس لا تسير بسلاسة كما هو متوقع، مع دخول الحملة الانتخابية الأمريكية في أيامها الأخيرة قبل موعد الاقتراع المقرر الثلاثاء 5 نوفمبر/ تشرين الثاني؛ إذ كشف 10 أشخاص مطلعين عن تصاعد التوترات بين فريقي الرئيس ونائبته، وأن الأجواء المشحونة تسيطر على المشهد الداخلي بينهما خلال الأسابيع الماضية.
ومنذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن انسحابه من سباق الانتخابات ودعمه لنائبته كامالا هاريس، بدأ فريقه داخل البيت الأبيض يشعر بالحرج، وأن رئيسهم قد تمّ إجباره على التنحي، في ظل محاولتهم التكيف مع أدوار المساعدة لفريق حملة هاريس التي تصدرت المشهد، بحسب ما أورد موقع «إكسيوس»، عن مصادر مطلعة.
ويقول أحد المقربين من كامالا هاريس، إن فريق بايدن «يغالون في مشاعرهم»، وهو ما أقره كذلك بعض مساعدي البيت الأبيض.
ومن بين الاستدلالات على توتر الأجواء قول بعض أعضاء فريق هاريس، إن كبار مساعدي البيت الأبيض لا ينسقون رسائل بايدن وجدوله الزمني بشكل كافٍ للتوافق مع ما هو أفضل لحملة نائبة الرئيس، وعلى سبيل المثال فقد عقد بايدن مؤتمراً صحفياً مرتجلاً في غرفة الإحاطة الإعلامية بالبيت الأبيض، يوم الجمعة، بينما كانت هاريس على وشك القيام بحدث في ولاية ميشيغان، وهو ما يعني أنها حصلت على تغطية إعلامية أقل من المتوقع لتزامن الحدثين.
ومن المفارقات أنه في الوقت الذي انتقدت هاريس حاكم فلوريدا رون ديسانتيس لعدم رده على مكالمتها بشأن الإعصار ميلتون، فقد خرج بايدن بعد فترة وجيزة وامتدح ديسانتيس، بل ووصفه بـ«الكريم والمتعاون»، لكن أحد الأشخاص المطلعين قال، إن الرئيس لم يتم إطلاعه على تعليقات نائبته.
وبينما حرص بايدن على الظهور متفاخراً بتمكن إدارته من إنهاء إضراب عمال الشحن والتفريغ، فقد كانت هاريس تحاول التركيز على مخاوف الناخبين، بما في ذلك التضخم. وهو ما دفع أحد الأشخاص المشاركين في حملتها للقول، إن «البيت الأبيض يفتقر إلى شخص في الغرفة يفكر أولاً وقبل كل شيء في كيفية تأثير الأمور على الحملة».
اتهامات متبادلة
التوترات لم تقتصر على المناصب القيادية في كلا الفريقين، بل امتدت إلى الموظفين كذلك؛ حيث يحاول فريق هاريس إضافة موظفين إلى مكتبها الرسمي للتعامل مع عبء العمل الأكبر منذ إعلان ترشحها، وذلك رغم انضمام العديد من مساعدي بايدن إلى حملة هاريس، لكن البعض داخل الحملة وصفهم بـ«غير مخلصين»؛ بسبب مغادرتهم أو حتى التفكير في ذلك.
ويشير مسؤول في البيت الأبيض إلى أن «الجميع، بدءاً من الرئيس بايدن ومَنْ دونه، يعرفون مدى أهمية الانتخابات، وكنا نتوقع دائماً أن يرغب عدد من الموظفين في الانتقال من الإدارة إلى الحملة الانتخابية خلال المرحلة النهائية». في حين تشير المصادر إلى أن هناك أيضاً حرجاً بين بعض الذين كانوا ضمن طاقم حملة بايدن وحلفاء هاريس الذين تولوا زمام الأمور في الأسابيع الأخيرة.
ومنذ الأسابيع التي تلت اختيار هاريس لتصبح المرشحة الديمقراطية البديلة، كانت هناك خلافات حول ما إذا كان المتحدثون المعبرون عن سياسات بايدن من المعسكر الديمقراطي سيستمرون في تلك الأدوار أو ما إذا كانت وجوه جديدة ستظهر، وفي النهاية انتصر فريق هاريس وبدأ البدائل الجدد في الظهور بشكل متكرر، والغريب أن البعض في فريق هاريس يشعرون بالقلق من طاقم حملة بايدن الذين يعملون معهم الآن.

ومن الأمور اللافتة والتي ربما يحاول المنافس الجمهوري دونالد ترامب استغلالها بشدة، هو ذلك الجدل العلني بين الفريقين، حول أن هاريس أقل قابلية للانتخاب من بايدن، وخصوصاً في الأسابيع التي تلت مناظرة الرئيس الكارثية في يونيو/حزيران الماضي. وكتب نائب مدير الحملة روب فلاهيرتي في رسالة: «في نهاية اليوم، سنتحول إلى المرشحين الذين، وفقاً لاستطلاعات الرأي، أقل احتمالية للفوز من جو بايدن - الشخص الوحيد الذي هزم دونالد ترامب على الإطلاق».
وأمام هذا التشكيك المتبادل، ظهر المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس ليقول: «أيّد الرئيس بايدن نائبته هاريس فور خروجه من السباق، ورفض الأساليب الأخرى التي من شأنها تقسيم الحزب، وشهد على قدراتها القيادية، وأوضح باستمرار دعمه لها»، وأضاف: «بينما نضمن أن جميع الوظائف الحيوية في البيت الأبيض مزودة بكامل طاقتها، فقد أجرينا تغييرات كبيرة؛ لضمان حصول فريق نائبة الرئيس على كل الدعم والموارد التي يحتاجون إليها». لكن المكتب الرسمي لهاريس وحملتها رفضا التعليق.
وفي ظل ما يعتبره عدد من المراقبين بحتمية التوترات بين فريقي بايدن وهاريس، فإنه بعيداً عن الإزاحة التاريخية التي قام بها القادة الديمقراطيون لبايدن في وقت متأخر جداً من الحملة، فإن كل نائب رئيس يترشح للبيت الأبيض كان لديه صراع داخلي مع الرئيس الموجود في المنصب.
وكانت هذه الديناميكية غير المريحة في كثير من الأحيان واضحة أيضاً مع آل جور وبيل كلينتون في عام 2000، وجورج بوش الأب ورونالد ريغان في عام 1988.
وما يخفف من حدة التوترات الراهنة، أنه على الرغم من «المشاعر المؤلمة» بين بعض مساعدي بايدن، فإن الكثير من موظفي الرئيس يؤيدون ويحاولون العمل على تحقيق فوز هاريس. رغم الإحباط المتزايد من قلة التنسيق بين الفريقين.

أخبار ذات صلة

0 تعليق